سحب الاستثمارات.. هل ينزع الشرعية عن الوقود الأحفوري قبل كوب 26؟
بعد أن تخطّى حاجز الـ 39 تريليون دولار
هبة مصطفى
في خطوة تسبق مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26)، تخطّى السحب العالمي لاستثمارات الوقود الأحفوري ما قيمته 39.2 تريليون دولار أميركي، بينما أعلنت ما يزيد عن 70 مدينة ومؤسسة دينية تعهدات جديدة يجري ضخّها في مشروعات منخفضة الانبعاثات.
وجاء إعلان مدن غلاسكو، وباريس، وكوبنهاغن، وسياتل، وأوكلاند، وريو دي جانيرو، ومؤسسات دينية، بالتخلي عن استثمارات الوقود الأحفوري، قبيل أيام من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26، في غلاسكو بالمملكة المتحدة.
وأعلنت المدن خطتها الجديدة لسحب استثمارات الوقود الأحفوري، خلال منتدى مجموعة مدن قيادة المناخ (سي 40)، يوم الثلاثاء، وفق صحيفة إيدي.
تعهدات جديدة
تُمثّل المدن المجتمعة في المنتدى 50 مليون مواطن، وتُدير أصولًا تُقدَّر بـ400 مليار دولار، وأعلنت أوكلاند، أكبر مدن نيوزيلندا من حيث عدد السكان، تخلّيها عن الوقود الأحفوري، ما يُدعم مكافحة تغير المناخ.
قدمت أيضًا مؤسسات دينية –عبر حملة نظمتها منظمة ستاند إيرث البيئية- تعهدًا مشتركا لأصول تحت الإدارة قدره 4.2 مليار دولار، ما يعدّ أكبر التزام من نوعه.
وتتفاوت المواقيت المحددة لكل مدينة ومجموعة دينية، لسحب استثمارات الوقود الأحفوري، وإعادة ضخّها في مشروعات منخفضة الكربون.
- كوب 26.. شركات النفط الكبرى محرومة من المشاركة في مؤتمر المناخ
- كوب 26 والانبعاثات الصناعية.. هل تُناقض الدول الكبرى نفسها؟
يُنظر لتلك الخطوة على أنها خطوة من شأنها تشجيع باقي المنظمات والمؤسسات الخيرية والجامعات.
قُدِّرت قيمة الاستثمارات المُوفّرة بـ 39.2 تريليون دولار أميركي، عبر منظمة ستاند إيرث البيئية، التي ترصد وتُعلن مقدار سحب الاستثمارات المماثلة بشكل سنوي منذ عام 2014.
نزع شرعية الوقود الأحفوري
رصدت المنظمة في تقريرها للعام الجاري –نُشِر هذا الأسبوع- نمو الأصول الخاضعة للإدارة، التي تغطيها التعهدات العامة أكثر من 75 ضعفًا، خلال أقلّ من 10 سنوات.
وشدد التقرير على أن نمو أصول التعهدات العامة أثبت نجاح خطوة سحب الاستثمارات في نزع الشرعية عن شركات الوقود الأحفوري.
وأضاف التقرير أنه رغم انخفاض عدد الشركات الداعمة لمشروعات الوقود الأحفوري، فإنه لا يجوز التقليل من تأثيرها، إذ لا تمثّل عملية سحب الاستثمارات الأخيرة ضربة لشركات الوقود الأحفوري التي يمكنها استيعاب الأمر سريعًا.
يُشار إلى أن أداء أسهم الوقود الأحفوري –طوال السنوات الـ9 الماضية- كان أقلّ من السوق، غير أن العام الحالي سجّل صعودًا –قصير الأجل- في أسعار النفط ومكاسب سوق الأسهم.
وبجانب العوامل الأخلاقية، وتشريعات المناخ المتزايدة، نبّهت منظمات متعددة تقدّمت بتعهدات جديدة، إلى الجوانب المالية لأداء أسهم الوقود الأحفوري.
الاقتصاد الأخضر
من جانب آخر، سبق أن أعلن مجلس مدينة غلاسكو، الشهر الجاري، مسودة خطة الانتقال الأخضر الجديدة نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2030.
وأوضح أمين صندوق المدينة، سيلر ريكي بيل، أن شعبية الوقود الحفوري آخذة في الانخفاض، من الناحية الاستثمارية.
وأشار إلى أن زيادة الاستثمارات المستدامة هي الوسيلة الأكثر فعالية، لحماية الأصول من مخاطر تغيّر المناخ، وطرح فرص عمل في الاقتصاد الأخضر.
وتشمل المؤسسات الدينية التي تقدّمت بالتعهدات؛ مؤتمر الأساقفة الكاثوليك بإسكتلندا، مجلس المالية المركزي للكنيسة الميثودية والكنيسة المشيخية في المملكة المتحدة.
وتضم أيضًا: الكنيسة المشيخية في أيرلندا، والجامعات الكاثوليكية في كل من المملكة المتحدة وأميركا، و19 كنيسة تابعة للكنيسة الكاثوليكية اليونانية في أوكرانيا، وغيرها.
اقرأ أيضًا..
- منتدى الدول المصدرة للغاز يأمل بالتعاون مع أوبك لرسم خريطة لانتقال الطاقة
- ناقلات القطرية وكارباورشيب التركية تتعاونان في توليد الكهرباء عبر الغاز المسال
- دمج مزارع الطاقة الشمسية بخلايا النحل يحقق عوائد اقتصادية مهمة (دراسة)