سلايدر الرئيسيةتقارير السياراتسيارات

الليثيوم.. ثروات مدفونة تُغري بالاستثمار وتشريعات تتطلب التغيير (تقرير)

المكسيك تعدل قانون التعدين والأرجنتين تدخل بقوة وأيرلندا تعاني

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • مشروع قانون في المكسيك يؤمم إنتاج الليثيوم
  • المكسيك تسمي الليثيوم الذهب الأبيض ونفط المستقبل
  • قانون أيرلندي يمنعها من الاستفادة من ثروتها المحتملة
  • مخاوف في المكسيك من حرمان القطاع من خبرات القطاع الخاص
  • شركة النفط الحكومية في الأرجنتين تطلق شركة تابعة للعمل في الليثيوم
  • التجربة السيئة لمقاطعة أيرلندية مع التعدين فرضت أكثر القوانين تشددًا بشأن النشاط

أغرى ارتفاع الطلب على الليثيوم بسبب الاتجاه العالمي لكهربة قطاع النقل بلدانًا عديدة لاستثمار ثرواتها المدفونة منه، لكن تحديات عديدة تواجهها؛ من بينها تشريعات تتطلب التعديل.

ويسعى العالم إلى الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة؛ لخفض انبعاثات الكربون، والحد من الاحترار العالمي، وتغير المناخ، من خلال مجهودات عديدة؛ على رأسها كهربة قطاع النقل، والتحول إلى السيارات الكهربائية؛ ما يعني نموًا كبيرًا للطلب على الليثيوم.

المكسيك تبدأ

المكسيك من بين الدول التي بدأت بالاهتمام الفعلي -مؤخرًا- بالتنقيب عن الليثيوم، وقبل أيام قدم رئيس المكسيك، أندريه أندريس مانويل لوبيس أوبرادور، مشروع قانون إلى الكونغرس، يسمح لحكومته باستغلال ثروة الليثيوم المتوافرة في بلاده، حسبما ذكر موقع "إلبايز".

مطالب بإلغاء عقود شراء الكهرباء بحسب قانون جديد من الرئيس المكسيكي
الرئيس المكسيكي أندريس أوبرادور

وقرر الرئيس المكسيكي اتخاذ خطوات للسيطرة على الليثيوم، كونه ثروة قومية لا تقل أهمية عن النفط.

ويتضمن مشروع القانون إصلاحًا لعدد من التشريعات الأخرى، مثل قانون المناجم.

وقال أوبرادور، في حديثه اليومي، في 13 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إن هذا الليثيوم هو ثروة المكسيك، وهو ما كان بمثابة أخبار سارة للعديد ممن رددوا ذلك، لدرجة وصف الليثيوم بـ"الذهب الأبيض" أو "نفط المستقبل".

ووفق إحصاءات دولة تشيلي، وهي أكبر مُنتج حاليًا لليثيوم؛ فإن الطلب العالمي على هذا الخام سيرتفع بنسبة 80% بحلول عام 2030، والمكسيك لن تفوت هذه الفرصة.

وحفز حكومة المكسيك على هذه الخطوة اكتشاف شركة "باكانورا مينيرال" الإنجليزية-الكندية، أكبر كميات احتياطي من الليثيوم في العالم في ولاية سونورا شمال البلاد.

وتُقدر الشركة كميات الليثيوم المتوقع وجودها في المنطقة المُكتشفة بنحو 243 مليون طن.

وحصلت الشركة على عقد امتياز في المنطقة لمدة 50 عاما. ومن المنتظر أن يبدأ المشروع الإنتاج في 2023، بكميات تبلغ 17 ألف طن في العام الأول، ترتفع إلى 35 ألف طن في السنوات التالية، وتبلغ استثماراته ملياري دولار.

وقبل عدة سنوات، اشترت شركة "غانغفنغ" الصينية العملاقة، وهي من كبار منتجي بطاريات السيارات الكهربائية في العالم، حصة الأغلبية فيها.

ممنوع على القطاع الخاص

أشار رئيس المكسيك إلى أن مشروع القانون المُقدم إلى الكونغرس، سيحظر منح امتيازات جديدة للقطاع الخاص في مجال اكتشاف الليثيوم.

إلا أنه أكد أن التعاقدات الحالية مع الشركات من القطاع الخاص لن تخضع للتعديل القانوني، إذا أقره الكونغرس، "سنحترم التعاقدات القديمة" حسب قول الرئيس المكسيكي.

الليثيوم
تعدين الليثيوم في بوليفيا

في المقابل يخشى بعض أعضاء الحكومة خطوة "تأميم" قطاع الليثيوم في المكسيك، والتي يمكن أن تحرم الدولة من خبرات القطاع الخاص، وهو السيناريو الذي حدث في دولة بوليفيا، التي لا تستطيع إنتاج الليثيوم رغم مرور 13 عامًا على بدء العمل.

كما يرى بعض المحللين أن الإصلاح التشريعي المُقترح لاستغلال ثروة البلاد من الليثيوم، يُتعامل معه على أنه مجرد سلعة، وليست صناعة وطنية يمكن أن تُدمج في سلاسل التوريد العالمية، وتستفيد من اتفاقيات المكسيك التجارية مع دول العالم، مثل اتفاقيتها مع أميركا وكندا، التي دخلت حيز التنفيذ مؤخرًا.

يُذكر أن المكسيك منحت نحو 36 امتيازًا لاكتشاف الليثيوم حتى الآن، ولم تبدأ العمل منها سوى 27 شركة، وهي جميعها تابعة لـ3 شركات أجنبية بما فيها الشركة الصينية.

قانون أيرلندي معاكس

إذا كان رئيس المكسيك بدأ السير خطوة باتجاه استغلال الليثيوم في بلاده، حتى وإن اختلف عليها أعضاء الحكومة والمحللون الاقتصاديون؛ فإن قانون التعدين في أيرلندا قد يبطئ اكتشافات الليثيوم الضخمة.

فقد اكتُشفت كميات هائلة متوقعة من الليثيوم في مدينة "نيوري"، التابعة لمقاطعة "ماين" شمال أيرلندا، قد تصل إلى 11 مليون طن، حسبما ذكر موقع "بانغور دايلي".

وقال زوجان، شاركا في إجراء بحث عن الليثيوم في المنطقة، ويمتلكان في الوقت ذاته الأرض المحتمل وجود الليثيوم فيها، هما ماري فريمان وزوجها غاري: إن "قانون التعدين في مقاطعة ماين يعوق هذا النشاط، ومع ذلك سنعمل على الحصول على توضيحات من السلطات بهذا الشأن".

وصُمم قانون التعدين في ماين؛ لحماية مصادر المقاطعة الطبيعية، والحفاظ على مياهها، لكن المقاطعة وسكانها يحتاجون إلى الليثيوم لتخزين طاقة الرياح والشمس، وصناعة السيارات الكهربائية.

تجربة سيئة

تجربة ماين مع نشاط التعدين كانت سيئة؛ إذ خلفت كثيرًا من التلوث، يفوق المزايا؛ ما دفع السلطات مع نشطاء البيئة وآخرين إلى سن هذا القانون وإصداره في 2017، وهو يُعد من أكثر قوانين التعدين شدة في أيرلندا.

ففي نهاية الستينات من القرن الماضي، منحت السلطات شركة "كالاهان مايننيغ" ترخيصًا لممارسة نشاط التعدين في المنطقة، واستخرجت 800 طن من النحاس والزنك، لكنها تركت المنطقة عبارة عن بركة ملوثة.

ويحظر القانون نشاط التعدين في أو فوق أو تحت الأراضي العامة والبحيرات والأنهار البارزة والأراضي الرطبة الساحلية والأراضي الرطبة ذات المياه العذبة عالية القيمة.

الليثيومكما لا يُسمح بالمناجم المفتوحة التي تزيد مساحتها على 3 أفدنة، أو تلك التي تتطلب معالجة مياه الصرف السامة إلى الأبد أو بشكل دائم أو البرك التي تخزن نفايات المناجم الرطبة.

ويتطلب استخراج الليثيوم العمل في مناجم مفتوحة؛ لأن العمل تحت الأرض يتسم بارتفاع التكلفة.

علاوة على ذلك، يفرض القانون على الشركات، التي يُسمح لها بممارسة نشاط التعدين، تخصيص مبالغ لتنظيف أو معالجة أي تلوث بيئي لمدة 100 عام على الأقل بعد إغلاق المنجم، تجنبًا لتكرار سيناريو الستينات.

يُذكر أن شركة "والفدن ريسورز" الكندية هي الوحيدة التي حاولت الحصول على ترخيص لممارسة نشاط التعدين في ماين، بعد صدور القانون، إلا أنها سحبت الطلب، في وقت سابق من الشهر الجاري، لتعديل بعض بنوده، بعد تلقيها أنباء عن عزم السلطات رفضه.

الأرجنتين تدخل بثقلها

تدخل الأرجنتين بثقلها في قطاع الليثيوم، وتتيح كل الفرص؛ إذ أنشأت شركة النفط الحكومية "واي بي إف"، شركة للعمل في قطاع الليثيوم، تُدعى "واي بي إف ليتيو".

وقال رئيس الشركة الحكومية، بابلو غونزاليس: إن "الشركة الجديدة ستعمل مع شركاء من القطاع الخاص وحكومات 3 مقاطعات، هي كاتاماركا وخوخوي وسالتا؛ لتطوير احتياطيات الأرجنتين من المعادن"، وفق موقع "تويماركتريكس" المحلي.

ووقعت حكومات المقاطعات الـ3، في وقت سابق من الشهر الجاري، اتفاقية لإنشاء منطقة تعدين الليثيوم بهدف إعادة تأكيد الحقوق الإقليمية.

مبيعات السيارات الكهربائيةكما شكلت لجنة إقليمية تضم مسؤولين من وزارة التعدين في كل مقاطعة مع ممثلين عن وزارات الداخلية والتنمية الإنتاجية والعلوم والتكنولوجيا على المستوى الوطني.

وأكد غونزاليس أن الشركة الجديدة ستعمل على التركيز على البحث والتطوير وخلق قيمة مضافة لسلسلة الإنتاج.

وكانت الشركة الحكومية، قد قدمت في يونيو/حزيران الماضي، إستراتيجية جديدة، تستهدف الاستثمار في تقنيات تصنيع البطاريات، وبناء مصنع جديد، مع توقعات بأن يبدأ العمل في النصف الثاني من عام 2022.

وقال رئيس الشركة إنه "لدينا توقعات هائلة فيما يتعلق بالإمكانات الاستثمارية لتطوير الليثيوم في الأرجنتين وخاصة في المقاطعات الـ3".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق