مشهد الطاقة العالمي تسوده أجواء المواجهة والاستقطاب (تقرير)
مؤشر الطاقة العالمي يقدم تصنيفًا مقارنًا لأنظمة الطاقة في 127 دولة
نوار صبح
- مؤشر الطاقة العالمي يقيّم استدامة الطاقة اعتمادًا على 3 أبعاد أساسية
- لا يتمكن مليارات الأشخاص من الاستفادة من الكهرباء أو يفتقرون لاستخدام الطاقة الجيدة
- تنويع مزيج الطاقة في أيّ بلد يؤدي إلى تحسين نتائج أمن الطاقة
أصدر مجلس الطاقة العالمي، ومقرّه العاصمة البريطانية لندن، مؤخرًا، مؤشر الطاقة العالمي ثلاثي الأبعاد (تريليما إندكس) لعام 2021، الذي يقيّم استدامة الطاقة اعتمادًا على 3 أبعاد أساسية، هي: أمن الطاقة، والمساواة في الطاقة، والاستدامة البيئية لأنظمة الطاقة.
ويهدف المجلس الذي تأسس في عام 1923، ويمثّل أكثر من 3 آلاف منظمة عضو في أكثر من 80 دولة تشمل الحكومات والشركات المعنية بشؤون الطاقة، من وراء هذا المؤشر، إلى تقييم أداء نظام الطاقة في الدول الأعضاء؛ ما يعكس التوازن والمتانة في الأبعاد الـ3 لمؤشر الطاقة.
وأشارت مقدمة تقرير مؤشر الطاقة العالمي ثلاثي الأبعاد (تريليما إندكس) لعام 2021 إلى أن مشهد الطاقة اليوم يبدو متشابكًا وتنافسيًا ومربكًا، وتسوده أجواء المواجهة والاستقطاب.
السباق نحو الحياد الكربوني
أفاد تقرير مؤشر الطاقة العالمي ثلاثي الأبعاد (تريليما إندكس) لعام 2021 بأن انتشار أهداف الحياد الكربوني والخطط التفصيلية في المدة التي تسبق مؤتمر المناخ (كوب26) تُعَدّ بداية واعدة، وأن النجاح مرهون بجهود المشاركين والجوانب العملية، وليس بالوعود والخطط السياسية.
وبيّن أن الإلمام في تقدير وفهم علاقات ومرتكزات الطاقة ومتغيراتها ضعيف لدى العديد من أصحاب المصلحة والمعنيين، وأن إستراتيجيات الطاقة تتّسم بالتكنوقراطية أو تخضع لهيمنة التقنيين، وتتمحور حول الإمداد، عدا عن كونها ذات طابع إقليمي.
وأضاف أن هناك من يدافع عن أحد أنواع الوقود الجديدة، في حين لا يتمكن مليارات الأشخاص من الاستفادة من الكهرباء أو يفتقرون لاستخدام الطاقة الجيدة للطهي النظيف، والرعاية الصحية، وتحسين سبل العيش.
أهمية مؤشر الطاقة ثلاثي الأبعاد
تنبع أهمية مؤشر الطاقة العالمي ثلاثي الأبعاد من قدرته على تصميم أنظمة الطاقة المستدامة التي تواجه التحديات المرتبطة بأمن الطاقة والمساواة في الطاقة والقدرة على تحمّل التكاليف والاستدامة البيئية، وهو يكشف عن حقائق الطاقة الجديدة وتحدّيات تصميم السياسات من خلال 3 منطلقات.
ويُعدّ المؤشر قياسًا سنويًا لأنظمة الطاقة الوطنية التي تعتمد على البيانات التاريخية لتقييم الأداء التاريخي لسياسة الطاقة السابقة، ولهذا لم ينعكس تأثير الوباء في البيانات، لكونه مستمرًا ولم يكتمل.
ورغم وضوح تأثير الوباء المتمثل في انخفاض الطلب وتدابير التعافي المحلية؛ فلا تزال الآثار طويلة المدى لأنظمة الطاقة والتحول إلى المصادر المتجددة غير واضحة.
ويلعب المؤشر دورًا بارزًا في مساعدة البلدان وأصحاب المصلحة في مجال الطاقة على إعطاء الأولوية لسياسات الطاقة الوطنية لتحسين الأداء والعائدات واستكشاف الخيارات الناجعة والمثمرة.
نتائج عام 2021
صنّف مؤشر الطاقة العالمي ثلاثي الأبعاد أهمية 127 دولة في 101 مرتبة، إذ حقق بعضها الدرجات نفسها.
وما تزال دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تهيمن على المراتب الـ10 الأولى في صدارة مؤشر الطاقة العالمي ثلاثي الأبعاد (تريليما إندكس 2021)؛ إذ تتميز الدول الأوروبية بأداء قوي؛ ما يؤكد أهمية وجود سياسات طاقة نشطة طويلة الأمد.
وبقيت البلدان الـ3 الأولى في الترتيب كما كانت في عام 2020؛ إذ أزاحت السويد سويسرا عن مركز الصدارة، وظلت الدنمارك في المركز الثالث.
وحازت البلدان الـ3 درجات إجمالية تبلغ 83 وما فوق، وأوقفت كندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة الاحتكار الأوروبي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
توضح تلك البلدان التي أظهرت أكبر تحسّن في درجات مؤشر الطاقة العالمي ثلاثي الأبعاد (تريليما إندكس)، منذ عام 2000، الأهمية البالغة لزيادة الوصول إلى أنظمة الطاقة وتنويعها.
وتمثّل كمبوديا وميانمار وجمهورية الدومينيكان البلدان الـ3 الأولى التي تحسّن أداؤها منذ عام 2000، وقد بذلت جهودًا كبيرة ومستمرة لتحسين أنظمة الطاقة لديها.
أمن الطاقة
يسلّط بُعد أمن الطاقة الضوء على أهمية سياسات الطاقة القوية لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المحلية مع تنويع أنظمة الطاقة وإزالة الكربون منها.
وتتصدر كندا وفنلندا ورومانيا قائمة أمن الطاقة مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والدول الأوروبية.
وتُعَدّ البرازيل الدولة الوحيدة غير العضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تظهر في قائمة الـ10 الأوائل لأمن الطاقة، ويعود ذلك إلى وفرة مواردها الهيدروكربونية ونظام الطاقة منزوع الكربون، وقد حققت الأمن من خلال التنوع.
جدير بالذكر أن تنويع مزيج الطاقة في أيّ بلد يؤدي إلى تحسين نتائج أمن الطاقة، ويدفع إلى التركيز على مرونة وصمود نظام الطاقة.
ويُعدّ الوصول إلى الطاقة الموثوقة والميسورة التكلفة عاملًا مساعدًا على الازدهار الاقتصادي، ومن الضروري الآن إيلاء مزيد من التركيز على جودة إمدادات الطاقة.
وأفاد تقرير مؤشر الطاقة العالمي ثلاثي الأبعاد بأنه لايزال أكثر من 800 مليون شخص محرومين من تلبية احتياجات الطاقة الأساسية، ولا سيما في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى.
المساواة في الطاقة
تضمّن تقرير مؤشر الطاقة العالمي ثلاثي الأبعاد (تريليما إندكس) لعام 2021 ترتيبًا للـ10 الأوائل في مجال المساواة في الطاقة، الذي يشمل البلدان المنتجة بتكاليف طاقة منخفضة للمستهلكين -الإعانات الضمنية- التي أصبح الحفاظ عليها في الوقت الحالي عبئًا على مسار إزالة الكربون.
وتتصدر قطر والكويت والإمارات العربية المتحدة قائمة الـ10 الأوائل من حيث الأداء.
وتتميز جميع هذه الدول بأنها صغيرة وغنية ولديها إجمالي ناتج محلي مرتفع وأسعار طاقة منخفضة، ويميل دعم الأسعار -سواء كان صريحًا أو ضمنيًا- إلى إعاقة تنويع إمدادات الطاقة وتقليل درجات مؤشر الطاقة العالمي ثلاثي الأبعاد في الأبعاد الأخرى.
الاستدامة البيئية
يُظهِر نظام الطاقة المتنوع، المدعوم بأدوات سياسية قوية للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إلى جانب تدابير كفاءة الطاقة، أداءً قويًا في بُعد الاستدامة البيئية.
في المقابل، يمكن أن يساعد خفض كثافة الطاقة البلدان في إزالة الكربون من مزيج الطاقة، ولهذا يصبح إضفاء الطابع الإنساني على تحوّل الطاقة أمرًا مهمًا.
ويواجه قطاع الطاقة العالمي تغيرًا متسارعًا، إذ تسعى البلدان جاهدة لإزالة الكربون واعتماد تحوّل شامل للطاقة في الوقت الذي تسعى فيه إلى التعافي من الصدمات الاقتصادية الناتجة عن الوباء.
وبيّن التقرير أن إنتاج الهيدروجين يمثّل فرصة لمنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي؛ إذ توظف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة استثمارات متميزة في مشروعات الهيدروجين.
وأضاف أن العديد من دول الشرق الأوسط وضعت أهدافًا طموحة لمصادر الطاقة المتجددة لعامي 2030 و2050، كونها جزءًا من إستراتيجيات تنويع الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- ضغوط دولية على الصين لوقف تمويل محطات"كهرباء الفحم" في الخارج
- رأي مفاجئ.. تغير المناخ ليس نهاية العالم والخسائر لن تكون كبيرة
- تحول الطاقة.. المفوضية الأوروبية تطرح على الأمم المتحدة 3 مواثيق
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة ترفع تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط مع أزمة الطاقة
- وزير الطاقة السعودي يتحدث عن رقم قياسي لأرامكو.. وموقف أوبك+ من زيادة الإنتاج