التدخل الحكومي يهبط بأسعار الفحم في الصين
بنسبة 11% للفحم الحراري و8.8% لفحم الكوك
مي مجدي
تراجعت العقود الآجلة للفحم في الصين وسط بوادر من تدخل الحكومة لإعادة أسعار الفحم القياسية إلى نطاق المعقول قبل بداية موسم الشتاء.
وخلال بداية تعاملات بورصة تشنغتشو للسلع، يوم الخميس، انخفضت العقود الآجلة للفحم الحراري -الأكثر تداولًا- إلى الحد الأقصى المسموح به بنسبة 11% عند 1587.4 يوانًا (248.28 دولارًا) للطن، لتواصل ارتفاع الخسائر التي تكبدتها يوم الثلاثاء عندما أشارت بكين إلى أنها قد تتدخل لتهدئة الأسعار.
وجاء ذلك بعد أن لامست أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 1982 يوانًا للطن في جلسة الثلاثاء، رغم أن أسعار العقود الآجلة منذ بداية السنة حتى تاريخه لا تزال مرتفعة بأكثر من 3 أضعاف.
بينما انخفض فحم الكوك في بورصة داليان بنسبة 8.8% إلى 3220 يوانًا للطن، وتراجعت العقود الآجلة للكوك بنسبة 4.8% إلى 3964 يوانًا للطن، وأدى ذلك إلى زيادة الخسائر في البورصة، بحسب وكالة رويترز.
تدخل الحكومة
جاء الركود بعد أن قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، جهاز التخطيط الإقتصادى بالصين، إنها ستدرس إجراءات التدخل في حال استمرار ارتفاع أسعار الفحم.
وأضافت أنها نظمت اجتماعًا مع أكبر منتجي الفحم في الصين في محاولة لتخفيف الضغط على الصناعة.
وترى اللجنة أن الزيادة الجنونية في الأسعار انحرفت عن أساسيات العرض والطلب، وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للسيطرة على الأسعار المرتفعة مع اقتراب موسم الشتاء.
وأفادت اللجنة بأن القانون الصيني يسمح لمجلس الدولة ومجلس الوزراء والحكومات الإقليمية بالتدخل للحد من معدلات الأرباح ووضع حد للأسعار غير المنطقية.
وتعهدت باتخاذ إجراءات صارمة ضد أي مخالفات والحفاظ على نظام السوق.
في حين أوضح خبراء الاقتصاد أنه رغم التقلبات في أسعار الفحم؛ فمن المتوقع أن يستمر ارتفاع أسعار الكهرباء والعمالة والتكاليف الأخرى وسيشعر بها المستهلك النهائي.
الاعتماد على الفحم
تعتمد الصين على الفحم الحراري لتوليد الكهرباء، ومع ذلك، أغلقت الحكومة العديد من مناجم الفحم لخفض انبعاثات الكربون.
ومع زيادة النقص في الإمدادات المحلية، دفعت بكين عمال المناجم إلى زيادة الإنتاج وزيادة وارداتها حتى تتمكن محطات الكهرباء من إعادة بناء المخزون قبل بداية موسم الشتاء.
لكن زاد الطين بلة، عندما أثرت الفيضانات الأخيرة في مقاطعة شانشي على الجهود المبذولة لزيادة الإنتاج؛ ونتجت عن ذلك زيادة الاعتماد على الفحم المستورد لسد الفجوة.
وتستورد الصين عادة نحو 10% فقط من احتياجاتها، لكن في سبتمبر/أيلول، استوردت 32.9 مليون طن من الفحم بزيادة 76% مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
وقالت اللجنة إنها تهدف إلى إنتاج ما لايقل عن 12 مليون طن يوميًا.
وبدءًا من 18 أكتوبر/تشرين الأول، بلغ معدل الإنتاج اليومي أعلى مستوى في العام الجاري بأكثر من 11.6 مليون طن، بزيادة أكثر من 1.2 مليون طن من أواخر سبتمبر/أيلول.
أزمة الكهرباء
أدى نقص الفحم، الوقود الرئيس لتوليد الكهرباء، إلى بدء تطبيق تقنين الكهرباء في العديد من المناطق؛ ما أدى إلى تعطيل الإنتاج والضغط على النمو الاقتصادي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وكانت مقاطعات جيلين وهيلونغجيانغ ولياونينغ من بين أكثر المقاطعات تضررًا من انقطاع التيار الكهربائي الشهر الماضي.
وفي خطوة جريئة لإصلاح قطاع الكهرباء، سمحت الحكومة لمحطات الكهرباء التي تعمل بالفحم بفرض أسعار للكهرباء تحرّكها السوق لبعض العملاء بدءًا من 15 أكتوبر/تشرين الأول.
ومن المتوقع أن يؤدي تحديد الأسعار المدفوعة بقوى السوق إلى تشجيع الشركات الصغيرة على زيادة الإنتاج وتغطية الأسعار المرتفعة للكهرباء.
في الوقت نفسه، تحاول بكين تقليل اعتمادها على الكهرباء من الفحم لصالح طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية.
وحثت إدارة الطاقة الوطنية في الصين شركات شبكات الكهرباء على زيادة مشترياتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
وتوقع محللو شركة الخدمات المالية الأميركية "سيتي" أن ينخفض توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم في الصين بنسبة 86% من 4 مليارات و658 مليون ميغاواط/الساعة في عام 2020 إلى 653 مليون ميغاواط/الساعة بحلول عام 2060، والاستعاضة عنه بالتوليد من محطات كهرباء نظيفة.
وفي غضون ذلك، قالت مؤسسة الشبكة الوطنية الصينية، في بيان يوم الأربعاء، إن مخزونات الفحم في محطات الكهرباء بالشمال الشرقي قفزت إلى 78% مقارنة بالعام الماضي بدءًا من 16 أكتوبر/تشرين الأول.
الأزمة العالمية
لا تعاني الصين وحدها من ارتفاع أسعار الكهرباء؛ فالسلطات من بكين إلى برلين تعمل على إيجاد حلول لاحتواء حدة الضغوط التضخمية التي تضع التعافي العالمي من وباء كورونا "كوفيد-19" على المحك.
وقالت هيئة تنظيم الطاقة في سنغافورة، يوم الثلاثاء، إنها ستتخذ تدابير استثنائية لحماية نظام الطاقة في البلاد.
بينما خفضت الهيئة التنظيمية الألمانية، يوم الأربعاء، أرباح شبكة الكهرباء والغاز الفيدرالية للمساعدة في خفض التكاليف على المستهلكين.
اقرأ أيضًا..
- مشروع جديد لـ أرامكو في الدمام باستثمارات مليار دولار
- إسرائيل تعتزم مد خط أنابيب جديد إلى مصر لزيادة صادرات الغاز