غاز النفط المسال.. هل تسهم صادرات إيران بحل أزمة الطاقة في الصين وآسيا؟
مع توقعات بارتفاعها لمستويات قياسية في نوفمبر
هبة مصطفى
بالتزامن مع ارتفاع أسعار الغاز في آسيا، جاءت صادرات إيران من غاز النفط المسال لتمثل المُنقذ –خاصة للصين- كونها محاولة لتلبية الطلب العالمي والمحلي، مع اقتراب فصل الشتاء، ونمو الطلب على الغاز لأغراض التدفئة.
وأثار ارتفاع أسعار الغاز وزيادة الطلب في آسيا مخاوف بشأن الإمدادات، خاصة مع ارتفاع أسعار غاز النفط المسال أيضًا إلى 910 دولارات/طن متري مطلع الشهر الجاري في شمال آسيا.
وتُسهم شحنات غاز النفط المسال الإيراني إلى آسيا في تلبية الطلب الصيني، في ظل انتهاء عدة محطات تعتمد على الوقود الإيراني منزوع الهيدروجين، من أعمال الصيانة.
الصادرات الإيرانية
سجلت صادرات غاز النفط المسال الإيرانية أعلى مستوياتها، في غضون العامين الأخيرين، بـ500 ألف طن متري/شهريًا، خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، إلا أنها تجاوزت هذا الحد في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتراجعت الصادرات الإيرانية من غاز النفط المسال، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن أعلى مستوياتها خلال عامين، المسجل في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتشير التوقعات إلى تسجيل صادرات غاز النفط المسال ما يتراوح بين 440 و450 ألف طن متري، بحلول نهاية الشهر الجاري، سُجِّل منها 220 ألف طن متري، حتى 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
فيما توقعت مصادر تأرجح الصادرات بين 450 و530 ألف طن متري، خلال الشهر الجاري، بجسب مصادر لـ"إس آد بي غلوبال بلاتس".
وتمثل الصادرات المتوقعة للشهر الجاري هبوطًا من 556 ألف طن، صُدِّرت غالبيتها إلى الدول الآسيوية، خلال الشهر الماضي، فيما يُتوقع أن تنتعش الصادرات في إيران مرة أخرى، الشهر المقبل.
المحطات الصينية
جاءت الصادرات الإيرانية وشحنات غاز النفط المسال، بالتزامن مع عودة محطات صينية للعمل بعد انتهاء أعمال الصيانة بها.
وكشف مصدر في شركة يانتاي وانهوا كيميكال الصينية عن أن الشركة استأنفت تشغيل محطات البروبان منزوع الهيدروجين، بطاقة إنتاجية تبلغ 750 ألف طن متر/سنويًا، في 13 من الشهر الجاري، بعدما توقفت عن العمل لما يقرب من 40 يومًا.
كما واصلت شركة فوجي بتروكيميكال –التابعة لشركة أورينتال إنرجي- عملياتها في محطة للبروبان منزوع الهيدروجين في مقاطعة غيغيانغ الصينية، منتصف الشهر الماضي، بعد توقفها لأعمال الصيانة بداية أغسطس/آب.
أسعار إيرانية تنافسية
تمثل أسعار الشحنات الإيرانية أسعارًا تنافسية؛ ما دفع الصين إلى اللجوء لوارداتها؛ إذ تمنح إيران خصمًا أقل من شحنات الشرق الأوسط، بما يتراوح بين 20 و30 دولارًا/طن متري من غاز النفط المسال.
في الشرق الأوسط، أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" تحميل شحنات غاز النفط المسال في نوفمبر/تشرين الثاني دون تخفيض أو تأخير، وكذلك شركة قطر للبترول للتحميل في الشهر ذاته، وتُعلن أرامكو السعودية موقف شحنات الشهر المقبل نهاية الشهر الجاري.
البروبان والبيوتان
ارتفعت أسعار البروبان في شمال آسيا إلى 910 دولارات/طن متري في 6 أكتوبر/تشرين الأول -أعلى مستوى منذ 2 يوليو/تموز 2014- وانخفض إلى 870.5 دولارًا/طن متري اليوم.
ودفع الطلب الصيني على المواد الخام مع استئناف تشغيل محطات البروبان منزوع الهيدروجين، والسوق الآسيوية، إلى رفع أسعار العقود الشهرية السعودية.
وقدرت شركة أرامكو السعودية سعرًا للبروبان، الشهر الجاري، عند 800 دولار/طن متري، وهي أعلى زيادة منذ يوليو/تموز 2014، وسعّرت غاز البيوتان عند 795 دولارًا/طن متري، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس/آب 2014.
- النفط مقابل السلع.. هل تنجح إيران في التحايل على العقوبات الأميركية؟
- حقل بارس الجنوبي.. إيران تسجل مستوى قياسيًا بإنتاج الغاز الطبيعي
سجل إجمالي صادرات البروبان في الولايات المتحدة الأميركية زيادة، للمرة الثانية على التوالي، خلال الأسبوع المنتهي في 8 أكتوبر/تشرين الأول، من 120 ألفًا إلى 1.37 مليون برميل يوميًا.
ويعد ذلك أعلى مستوى للبروبان في 5 أسابيع، وخامس أعلى إجمالي أسبوعي، خلال النصف الثاني من العام الجاري.
انخفض إنتاج البروبان ووارداته وتخزينه، خلال الأسابيع الأخيرة؛ ما أثار قلق الأسواق العالمية حول المعروض قبل الشتاء.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية –الصادرة مؤخرًا- انخفاض إنتاج البروبان 37 ألف برميل/يوميًا، إلى 2.31 مليون برميل يوميًا، ليبقى أعلى من 2.30 مليون برميل في اليوم للمرة الحادية عشرة في 14 أسبوعًا.
في أوروبا، كان المعروض في مصافي التكرير أقل، بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي؛ ما حد من البروبان المعروض في السوق الفورية.
وزاد نمو الطلب الداخلي على البروبان، مع دخول فصل الشتاء وبدء انخفاض درجات الحرارة.
ووصلت شحنات البروبان -للتسليم على ظهر السفن- في منطقة التسليم إيه آر إيه (أمستردام وروتردام أنتويرب)، إلى أعلى قيمة لها مقابل الشحنات الكبيرة، في أكثر من 8 سنوات، حتى اليوم، وفق بيانات بلاتس.
العقوبات على إيران
توقفت المفاوضات حول برنامج إيران النووي منذ منتصف يونيو/حزيران، ويسعى الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى استئناف المحادثات، بعدما تعهد، الشهر الماضي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بخضوع واشنطن بشكل كامل لخطة العمل الشاملة المشتركة، في حالة اتباع إيران النهج ذاته.
ورحّب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حينها بتلك الخطوة، معلنًا استعداد طهران لاستئناف المحادثات.
احتياطيات أوبك+
رجّحت توقعات عدم كفاية احتياطيات أوبك+ لتعويض الواردات الإيرانية، بحلول منتصف العام المقبل، في حال عدم التوصل لاتفاق، وفق بيانات لبلاتس أناليتيكس.
وأضافت البيانات أن السوق في حاجة إلى 1.5 مليون برميل يوميًا من الخام الإيراني بشكل إضافي؛ ما يعرض السوق إلى اضطرابات محتملة.
اقرأ أيضًا..
- المفوضية الأوروبية تتخذ تدابير جديدة لمواجهة ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء
- ريبسول تخطط لاستثمار 3 مليارات دولار في الهيدروجين بحلول 2030