الصين تقوض مشروعات توليد الكهرباء بالفحم في 5 دول أفريقية
بقرار وقف التمويل
داليا الهمشري
يمثّل قرار الصين إنهاء دعم مشروعات الفحم الخارجية دفعة قوية لأجندة الأمم المتحدة نحو مستقبل خالٍ من الفحم، إذ يضع القرار عددًا من مشروعات الفحم في القارة الأفريقية على المحك بعد انتظارها التمويل الصيني.
فلا تزال 5 بلدان أفريقية مستمرة في خططها الخاصة بمحطات توليد الكهرباء بالفحم، إذ تعترف بوتسوانا ومالاوي وموزمبيق وجنوب أفريقيا وزيمبابوي بالفحم جزءًا مهمُا في مزيج الطاقة.
وتُعدّ هذه البلدان الأفريقية الـ5 جزءًا من مجموعة مكونة من 21 دولة لديها أكثر من محطة جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم في مرحلة التخطيط، حسب موقع "إي إس آي أفريكا" الجنوب أفريقي.
مشروعات على المحك
تشترك الدول الأفريقية الـ5 في أن لديها مشروعات في انتظار الحصول على تمويل من الصين، إلا أن هذه المشروعات قد أصبحت على المحك بعد إعلان الصين الأخير أنها ستنهي دعمها لمشروعات الفحم الخارجية.
وتتمتع الدول الأفريقية بوضع يؤهلها للالتزام بعدم استخدام الفحم، فلا توجد سوى 4 محطات لتوليد الكهرباء بالفحم قيد الإنشاء في القارة، في جنوب أفريقيا وزيمبابوي، و3 محطات فقط تعمل بالفحم منذ عام 2015.
ويبرز كتاب "لا حقائق جديدة عن الفحم" -الذي نشرته مراكز أبحاث إمبر و"إي 3 جي" وغلوبال إنرجي مونيتور- حالة كل دولة من دول العالم التي تعمل بالفحم، التي لم تؤكد بعد أنها لن تبني المزيد من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم.
40 اقتصادًا خاليًا من الفحم
يحدّد التقرير 40 اقتصادًا يمكن أن تلتزم فورًا بالتخلي عن الفحم؛ 36 من هذه الاقتصادات ليست لديها مشروعات قيد التطوير أو الإنشاء، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية وغانا وغينيا وموريشيوس وناميبيا ونيجيريا والسودان وزامبيا.
وبالإضافة إلى 16 اقتصادًا آخر لديها محطة فحم واحدة مقترحة، ويمكنها الالتزام بسهولة بعدم البدء في مشروعات فحم جديدة، بما في ذلك جيبوتي وإي سواتيني وساحل العاج وكينيا ومدغشقر والمغرب والنيجر وتنزانيا.
ويتزامن هذا التقرير مع ما أعلنته 7 حكومات، بما في ذلك سريلانكا وتشيلي وألمانيا، عدم وجود اتفاقيات جديدة لتوليد الكهرباء من الفحم، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر/أيلول، ودعت المزيد من الدول للانضمام إليها في هذا الالتزام قبل مؤتمر المناخ (كوب 26) في نوفمبر/تشرين الثاني.
أولوية لمشروعات الطاقة النظيفة
التزمت 44 حكومة رسميًا بعدم إنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم، بما في ذلك أنغولا وإثيوبيا والسنغال، منذ عام 2015.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد دعا إلى التخلي عن أي محطات جديدة لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم بعد 2021، في حين دعا رئيس مؤتمر المناخ القادم (كوب 26) ألوك شارما "إلى نقل الفحم إلى التاريخ".
ومع إعلان الصين مؤخرًا اعتزامها التوقف عن بناء مشروعات الكهرباء التي تعمل بالفحم في الخارج، في أعقاب التزامات مماثلة في وقت سابق من هذا العام من قبل اليابان وكوريا الجنوبية، فإنه من المتوقع سرعة إلغاء خط الأنابيب العالمي لمشروعات الفحم.
وحول تطلع 24 دولة إلى تلقي دعم من الصين لإنشاء محطات كهرباء جديدة تعمل بالفحم، فإن هذا الإعلان يفتح الباب لإلغاء هذه المشروعات وإعطاء الأولوية للطاقة النظيفة بدلاً من ذلك.
بنوك جنوب أفريقيا تمول الفحم
ترى بنوك جنوب أفريقيا أن عليها الاستمرار في تمويل بعض مشروعات الفحم على الأقل في الوقت الحالي، موضحة أن الوقف الفوري سيضع ضغوطًا سياسية واقتصادية هائلة على دولة تعتمد على الوقود الأحفوري الأكثر تلويثًا.
بينما بدأت البنوك الـ4 الكبرى في إعلان خطة لسحب التمويل، إذ حدّدت بنوك نيدبانك و"إن إي دي جاي جاي" و"إف إس آر جاي جاي" وفيرست راند المواعيد النهائية في 2025 و2026 على التوالي لإنهاء التمويل لمناجم الفحم الحراري الجديدة.
كما توقفت هذه البنوك عن إقراض محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم، وفقًا لرويترز.
بينما لا يزال بنكا أبسا وستاندرد بنك، المقرضان الرئيسان الآخران في جنوب أفريقيا، يمولان مناجم الفحم ومحطات الكهرباء الحالية، تاركين الباب مفتوحًا لتمويل بعض مشروعات تعدين الفحم.
موازنة بين الاقتصاد والمناخ
"سينخفض تمويل الفحم، لكن يتعيّن عليه الموازنة بين قضايا الاقتصاد الكلي والقضايا الاجتماعية واحتياجات المناخ"، وفقًا لبنك أبسا.
وعلى الرغم من أن الإقراض المرتبط بالفحم يشكل جزءًا صغيرًا من محافظ قروضهم، فإن التمويل يُعد أمرًا حيويًا للحفاظ على عشرات الآلاف من الأشخاص العاملين في أكبر اقتصاد صناعي في أفريقيا.
وتعتمد شركة مرفق الكهرباء المملوكة للدولة "إسكوم" أساسًا على محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم لتزويد 90% من الكهرباء في جنوب أفريقيا، كما يعمل أكثر من 90 ألف شخص في مناجم الفحم.
واحتلت جنوب أفريقيا المرتبة الـ12 في العالم من ناحية انبعاث غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم في عام 2019، إذ شكّلت إسكوم أكثر من 40%.
موضوعات متعلقة..
- بقيادة إسكوم.. كيف تتحوّل جنوب أفريقيا إلى الطاقة المتجددة؟
- جنوب أفريقيا تشغّل وحدة جديدة لمحطة كهرباء تعمل بالفحم
اقرأ أيضًا..
- بعد توقف 10 سنوات.. تاتنفط الروسية تستأنف عمليات استكشاف النفط وإنتاجه في ليبيا
- تركيا تستعين بالغاز الأذربيجاني لمواجهة أزمة الطاقة مع دخول الشتاء