موجات الحرارة الشديدة تضر ملياري شخص حول العالم (دراسة)
التعرض للحرارة الشديدة في المناطق الحضرية زاد 200% عالميًا خلال 34 عامًا
أحمد شوقي
أظهرت دراسة حديثة أن الحرارة الشديدة تؤثر في ملياري شخص تقريبًا من سكان المدن حول العالم، مع استمرار تداعيات تغيّر المناخ والنمو السكاني.
وزاد التعرض لدرجات الحرارة الخطرة في المناطق الحضرية بنسبة 200% منذ منتصف الثمانينيات، فيما ثبت أن الفقراء والمهمشين هم الأكثر تضررًا، بحسب دراسة نشرها منتدى الاقتصاد العالمي بالتعاون مع موقع فيوتشيرتي (Futurity).
ورصدت الدراسة الجديدة الاتجاهات العالمية في التعرض لدرجات الحرارة شديدة الارتفاع عبر المناطق الحضرية في أكثر من 13 ألف منطقة على مدار ما يقرب من 3 عقود ونصف العقد.
واختار الباحثون درجة حرارة رطبة 30 درجة مئوية، ما يعادل (86 درجة فهرنهايت)، مقياسًا للتعرض للحرارة الشديدة.
التعرض للحرارة الشديدة
يقول أحد مؤلفي الدراسة -عالِم أبحاث في معهد الأرض بجامعة كولومبيا- كاسكاد توهولسكي: "وجدنا أنه خلال 34 عامًا، زاد التعرض للحرارة الشديدة في المناطق الحضرية بنسبة 200% على مستوى العالم، مع مساهمة النمو السكاني بثلثي الزيادة السنوية، وارتفاع درجات الحرارة بمقدار الثلث".
وبحسب الدراسة؛ فإن التعرض للحرارة يتزايد في نصف مدن العالم وبلدانه، والنمو السكاني هو المحرك الرئيس لزيادة المخاطر، كما تؤكد الحاجة للتفكير في هذه العوامل الديموغرافية بالإضافة إلى تغيّر المناخ.
وفي هذا الصدد، أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص المحرومين والمهمشين اقتصاديًا معرضون بصفة خاصة لخطر الحرارة المرتفعة.
وفضلًا عن مخاطر انعدام الأمن الغذائي؛ فإن هؤلاء الأشخاص لديهم خيارات أقل للتخفيف من تعرضهم للحرارة الشديدة، كما أنهم يميلون إلى العيش في المناطق الحضرية المعرضة لنوبات أشد وطويلة من درجات الحرارة القاسية.
المناطق الأكثر تضررًا
يختلف خطر الحرارة الشديدة على مستوى المنطقة وحتى المدينة؛ حيث جاء نحو ربع التغيّر العالمي في التعرض للحرارة الشديدة من 25 منطقة حضرية فقط، وكانت المراكز الـ4 الأولى هي: دكا في بنغلاديش ونيودلهي وكولكاتا في الهند وبانكوك في تايلاند.
وتوضح الدراسة أن هذا الأمر لا يقتصر على المدن الكبرى، بل إن ما يقرب من 6 آلاف مدينة شهدت زيادة كبيرة في التعرض لدرجات الحرارة الشديدة.
ويختلف تأثير الحرارة في السكان إلى حد كبير؛ فعلى سبيل المثال كانت الموجة الحارة في صيف عام 2021 في شمال غرب المحيط الهادئ خطيرة؛ لأن المنطقة غير مهيأة للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة.
تداعيات ارتفاع الحرارة
نقلت إذاعة فرانس إنفو عن دراسة جديدة لمجلة نيتشر كلايمت تشينغ، أن هناك 100 ألف حالة وفاة سنويًا حول العالم مرتبطة بالحرارة وتغيّر المناخ.
وتتراوح نسبة الوفيات التي تُعزى إلى الاحتباس الحراري بين 35 و39% في عدد من الدول المتقدمة؛ مثل: الولايات المتحدة وأستراليا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا.
فيما وجد بحث صادر هذا العام عن مجلة نيتشر البريطانية، أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، قد يؤدي إلى 1601 حالة وفاة إضافية سنويًا في الولايات المتحدة، وهو ما يمثل زيادة 0.75% من إجمالي الوفيات المسجلة عام 2017.
وفي مواجهة موجات الحر وغيرها من تداعيات تغير المناخ على الصحة العامة، حددت منظمة الصحة العالمية 10 توصيات في تقرير صادر حديثًا، أهمها: وضع العدالة الصحية والاجتماعية في قلب محادثات المناخ، وإرساء المرونة الصحية لمخاطر المناخ، فضلًا عن زيادة الإنفاق على مستقبل أكثر صحة والتوقف عن دعم الوقود الأحفوري.
موضوعات متعلقة..
- أميركا.. الاحتباس الحراري يهدد بزيادة الوفيات 1600 حالة سنويًا
- لاجئو المناخ.. الضحايا المنسيون حول العالم (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- إفلاس وإغلاق.. أزمة أسعار الكهرباء والغاز تواصل إسقاط ضحاياها في أوروبا (تقرير)
- الجزائر وحلم التنافس العالمي في توليد الكهرباء عبر الطاقة المتجددة (إنفوغرافيك)