بوتين: لا نستخدم الغاز سلاحًا.. وأوروبا مسؤولة عن أزمة الأسعار الحالية
دينا قدري
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لا تستخدم الغاز سلاحًا ضد أوروبا، وأنها مستعدة لزيادة الإمدادات إلى القارة حال التقدّم بطلبات شراء جديدة.
وألقى بوتين باللوم على أوروبا في نقص الغاز، فضلًا عن نقص توليد الطاقة المتجددة هذا الصيف، والفشل في تجديد المخزونات، وانخفاض الإمدادات من شركاء آخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ومع ذلك، شدد على استعداد روسيا للوفاء بالتزامات التوريد التعاقدية ومناقشة الإجراءات الإضافية والتعاون مع شركائها الأوروبيين، حسبما نقلت قناة "سي إن بي سي" الأميركية.
اتهامات سياسية
قال بوتين -خلال مشاركته في أسبوع الطاقة الروسي اليوم الأربعاء-: "نحن لا نستخدم أي أسلحة.. حتى خلال أصعب مراحل الحرب الباردة، أوفت روسيا بانتظام بالتزاماتها التعاقدية وزوّدت أوروبا بالغاز".
ووصف التقارير التي اتهمت موسكو بمنع إمدادات الغاز عن أوروبا بأنها "ثرثرة ذات دوافع سياسية"، مؤكدًا أنه على العكس من ذلك، فإن روسيا "توسع إمداداتها إلى أوروبا".
وقال: "لا يبدو أن سوق الغاز الأوروبية متوازنة وقابلة للتنبؤ"، والسبب الرئيس هو أن "كل شيء في هذه السوق لا يعتمد على المنتجين، إذ هناك دور لا يقل أهمية يؤديه مستهلكو الغاز".
أسباب أزمة الطاقة
صرّح بوتين -في هذا الحدث السنوي الذي يُعقد في نسخته الـ20- بأن "ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا نتيجة لنقص الطاقة لا العكس، ولهذا السبب لا ينبغي أن نتعامل مع تحويل اللوم، وهذا ما يحاول شركاؤنا القيام به".
وقال: "ترون أن المشكلة لا تتمثل فينا، إنها في الجانب الأوروبي؛ لأننا، أولاً، نعلم أن مزارع الرياح لم تعمل خلال الصيف بسبب الطقس، والجميع يعلم ذلك. علاوةً على ذلك، فإن الأوروبيين لم يضخوا كميات كافية من الغاز في منشآت الغاز تحت الأرض.. وانخفضت الإمدادات إلى أوروبا من مناطق أخرى من العالم".
وتابع: "لذلك قمنا بزيادة إمداداتنا، لكنّ آخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة، خفّضوا إمداداتهم، وهذا هو سبب الذعر".
وقال إن روسيا يمكنها تقديم المزيد، "لكننا بحاجة إلى تقديم طلبات لنا للقيام بذلك".
نورد ستريم2
رفض بوتين الانتقادات الموجهة إلى خط أنابيب نورد ستريم2 المثير للجدل، التي يراها مجرد "هراء"، ووصف خط الأنابيب تحت البحر بأنه "مشروع تجاري بحت".
وأشار إلى أن نورد ستريم2 سيساعد "بشكل كبير في تخفيف التوترات في سوق الطاقة، وسيكون لذلك تأثير على الأسعار"، إذا جرت الموافقة عليه من قبل المنظمين الألمان.
إلا أنه شدد على أن "الروتين" في الاتحاد الأوروبي يعوق ذلك، بما في ذلك مطلب أن تتخلى شركة غازبروم عن احتكارها صادرات الغاز الروسي وأن تُمنح أطراف ثالثة إمكان الوصول إلى 50% من خط الأنابيب.
وصُمم نورد ستريم2 لتوصيل الغاز الروسي مباشرةً إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، متجاوزًا أوكرانيا وبولندا.
ويجادل النقاد بأن خط الأنابيب لا يتوافق مع أهداف المناخ الأوروبية، ويزيد من اعتماد المنطقة على صادرات الطاقة الروسية، ومن المرجح أن يعزز نفوذ بوتين الاقتصادي والسياسي على المنطقة.
إمدادات بعقود جديدة
من جانبه، صرّح وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف بأن روسيا ترى أنه من الضروري مراجعة عقودها لزيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا.
وقال، في مقابلة مع قناة "روسيا 24": "يمكننا التحدث عن زيادة الطلب على غازنا. وبالنظر إلى أن روسيا كانت دائمًا موردًا موثوقًا به، أعتقد أنها ستبقى كذلك".
وعندما سُئل عن إمكان إيصال المزيد من الغاز إلى أوروبا قال: "إذا كانت هناك طلبات (إضافية)، فيمكن أن يمر هذا فقط من خلال شروط تعاقدية جديدة".
التزامات عند أقصى حد
في السياق ذاته، أوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن روسيا تزوّد أوروبا بالغاز بأقصى مستوياتها بموجب العقود الحالية، وفقًا لوكالة تاس للأنباء.
وأكد بيسكوف أن أي زيادة محتملة في الإمدادات يجب التفاوض عليها من خلال شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم، مضيفًا أن موسكو مستعدة لزيادة نقل الغاز عبر أوكرانيا إذا زاد الاتحاد الأوروبي مشترياته.
وقال: "يمكننا القول إن روسيا تفي بشكل لا تشوبه شائبة بجميع الالتزامات التعاقدية بموجب الحد الأعلى، أي أنه جرت زيادة جميع أحجام الإمدادات إلى أقصى حد ممكن في ضوء العقود والاتفاقيات القائمة".
موضوعات متعلقة..
- الاتحاد الأوروبي يبحث وضع إستراتيجية موحدة لتخزين الغاز
- أسعار الغاز والكهرباء تواصل تسجيل مستويات قياسية في بريطانيا وأوروبا
- بوتين يهاجم "الانتقال الأخضر" ويتهمه بالوقوف خلف أزمة الطاقة في أوروبا
اقرأ أيضًا..
- الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان.. "الطاقة" ترصد تطورات المشروع
- أوبك تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام
- تويوتا ميراي تدخل موسوعة غينيس بـ 1360 كيلومترًا دون إعادة التزود بالوقود