فورتسكو الأسترالية تبني مصنعًا للهيدروجين الأخضر بقيمة مليار دولار
في إطار خطتها لإنتاج 15 مليون طن سنويًا بحلول 2030
دينا قدري
كشفت مجموعة فورتسكو ميتالز -واحدة من أكبر شركات تعدين الحديد في أستراليا- عن خطتها لإنتاج 15 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030، على الرغم من الطلب الضعيف في الوقت الحالي.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس المجموعة، أندرو فورست، بناء مصنع بقيمة مليار دولار في ولاية كوينزلاند، لتصنيع أجهزة التحليل الكهربائي التي تستخرج الهيدروجين من المياه، حسبما أفادت صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد".
يُنظر إلى الهيدروجين على أنه الحل للمشكلات التي لا تستطيع الإلكترونات حلّها، في إطار السعي للقضاء على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتحوّل إلى مصادر الطاقة المتجددة.
المحور الآسيوي للطاقة المتجددة
يعتزم تحالف دولي إنفاق 36 مليار دولار أميركي في منطقة بيلبرا، شمال ولاية غرب أستراليا، لإنتاج 1.5 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، واستخدامه في تصنيع الأمونيا للتصدير.
يحتاج المحور الآسيوي للطاقة المتجددة إلى 1743 توربين رياح، و25 مليون لوحة شمسية مثبتة على مدى عقد، ولن يصل إلى الإنتاج الكامل حتى عام 2037.
وسيمتلك المحور 26 غيغاواط من القدرة على توليد الكهرباء، أي أكثر من أكبر منتج للكهرباء في العالم، وهو سدّ المضائق الثلاثة في الصين، الذي تبلغ سعته 22.5 غيغاواط.
في غضون 9 سنوات، تريد فورتسكو تحقيق 10 أضعاف إنتاج الهيدروجين في المحور الآسيوي للطاقة المتجددة.
بناء ما يعادل 10 محاور بحلول عام 2030 شبه مستحيل، إذ ستكون هناك حاجة لسنوات من العمل لتأمين الموافقات البيئية وحيازة الأراضي قبل بدء البناء.
توليد كهرباء متجددة
قالت الرئيسة التنفيذية لشركة فورتسكو فيوتشر إندستريز، جولي شاتلوورث، إن الشركة لديها مسار لإنتاج 15 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030 من مواقع في جميع أنحاء العالم.
وأوضحت أن فورتسكو فيوتشر إندستريز -التابعة لشركة فورتسكو للطاقة النظيفة- "تقوم بتوسيع مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر التي ستؤدي إلى توليد نحو 300 غيغاواط من الكهرباء".
وأضافت: "في تسمانيا وحدها، نقوم بتقييم مشروع لبناء منشأة للهيدروجين الأخضر بقدرة 250 ميغاواط في خليج بيل"، إذ تتميز تسمانيا بالطاقة الكهرومائية المتاحة.
بدلًا من تطوير مزرعة رياح وشمس ضخمة، تحتاج فورتسكو فقط إلى بعض الأراضي الصناعية القريبة من خطوط النقل، وميناء لإيواء منشأة التحليل الكهربائي لتصنيع الهيدروجين، ومصنع لتحويله إلى أمونيا للشحن.
ترتبط فورتسكو فيوتشر إندستريز مباشرةً بالتعدين، وهي تدفع لاستخدام الأمونيا الخضراء لتشغيل الشاحنات والقطارات والسفن التي تنقل الحديد، كما تريد إنتاج الحديد والأسمنت منخفض الانبعاثات.
توقعات مضادة
إن حملة فورست من أجل انتقال فورتسكو إلى الهيدروجين من حيث السرعة والحجم، تميّز الشركة عن الشركات العملاقة الأخرى بقلب الموارد الأسترالية في منطقة بيلبرا الغنية بالحديد.
لا تتوقع شركة بي إتش بي أن يحقق الهيدروجين نجاحات كبيرة في صناعة الصلب لمدة 20-30 عامًا، بسبب التكلفة العالية للوقود النظيف والقاعدة الضخمة المثبتة من أفران الصهر التقليدية التي تعمل بحرق الفحم.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، مايك هنري، في مؤتمر للتعدين في لندن، الأسبوع الماضي: "فحم الكوك عالي الجودة" لشركة بي إتش بي سيساعد في خفض انبعاثات عملائه، لحين وصول الهيدروجين.
من جانبها، ترى شركة وودسايد أن الغاز الطبيعي المسال الذي تنتجه محطاتها يحتفظ بمكانة في عالم منخفض الانبعاثات.
إذ يطارد الغاز الطبيعي المسال الهيدروجين الأزرق، الذي يُنتج من الغاز والانبعاثات المصاحبة التي تُلتقط وتُخزّن وتُعوّض، بالإضافة إلى الهيدروجين الأخضر الذي تروّج له شركة فورتسكو الذي يُنتَج من الكهرباء المتجددة.
الهيدروجين الأزرق "كذبة"
صناعة الغاز ترى أن الهيدروجين الأزرق والأخضر نظيفان، إلّا أن فورست شدّد على أن الاختلاف بينهما شاسع.
ففي يونيو/حزيران الماضي، قال فورست، إن وصف الهيدروجين النظيف القائم على الغاز كان "كذبة كبرى"، مثلما هي الحال بالنسبة إلى الفحم النظيف.
وفي أغسطس/آب الماضي، دعم باحثون من جامعتي ستانفورد وكورنبيل الأميركيتين مخاوفه، إذ خلصوا إلى أن الهيدروجين الأزرق يُمكن أن يُنتج انبعاثات أكثر من حرق الغاز.
أهداف خفض الانبعاثات
بالإضافة إلى الغاز والفحم، حددت فورتسكو المزيد من التخفيضات الطموحة للانبعاثات الخاصة بها في النطاقين 1 و2.
ففي مارس/آذار، قدّمت الشركة هدفها القوي نسبيًا لتحقيق الحياد الكربوني من عام 2040 حتى عام 2030.
وبالمقارنة، تخطط بي إتش بي ووودسايد لخفض الانبعاثات المباشرة بنسبة 30% فقط بحلول نهاية العقد، وتأجيل الحياد الكربوني إلى عام 2050.
ونظرًا لأن معظم الشركات قد اختارت أهدافًا بعيدة المدى لخفض الانبعاثات المباشرة، فقد رفعت فورتسكو الرهان الأسبوع الماضي، واستهدفت الحياد الكربوني لانبعاثات النطاق 3 بحلول عام 2040.
موضوعات متعلقة..
- الطلب على الكهرباء.. أستراليا تعول على الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر
- وكالة الطاقة: الوصول للحياد الكربوني يتطلب تعزيز الاستثمار في الهيدروجين
- مقال - الحياد الكربوني.. لماذا ستفشل سياسات تحقيقه؟
اقرأ أيضًا..
- أزمة الطاقة في الهند..تحذّير من انقطاع الكهرباء ورسائل طمأنة من "مودي"
- أوبك تحذر: أمن الطاقة سيتعرض للخطر حال وقف الاستثمارات النفطية
- بريطانيا.. السيارات الكهربائية بصيص أمل لمواجهة أزمة الوقود