أسعار الكهرباء في اليابان ترتفع لأعلى مستوياتها منذ أزمة يناير
مع قرب الشتاء
داليا الهمشري
تقف اليابان على أعتاب أزمة جديدة مع ارتفاع أسعار الكهرباء، كتلك التي شهدتها في يناير/كانون الثاني الماضي؛ نتيجة زيادة أسعار الطاقة العالمية إلى مستويات قياسية؛ ما انعكس بصورة كبيرة على البلد الآسيوي الذي يستورد غالبية احتياجاته من الطاقة.
وبدأت الارتفاعات القياسية العالمية في أسعار النفط والغاز الطبيعي المسال والفحم تلقي بظلالها على سوق الطاقة في البلاد البالغة 150 مليار دولار، متسبّبة بارتفاع أسعار الكهرباء هذا الأسبوع إلى أعلى مستوياتها في 9 أشهر.
وشهدت أسعار الطاقة في جميع أنحاء العالم أعلى مستويات لها منذ عدّة سنوات، مع تعافي الاقتصادات الأوروبية والآسيوية من وباء كورونا، إلّا أنها ما تزال تواجه أزمة في سلسلة الواردات وغيرها من الاضطرابات المرتبطة بسوق الطاقة.
توقعات بتصاعد الأسعار
بالنسبة لليابان، التي تستورد جميع احتياجاتها من الطاقة باستثناء كميات ضئيلة، فمن المتوقع أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط والغاز والفحم إلى إعادة التضخم، مع ارتفاع أسعار الكهرباء بالجملة إلى أعلى مستوياتها في 13 عامًا، وفقًا لوكالة رويترز.
وتعيد أسعار الكهرباء المرتفعة إحياء ذكريات الشتاء الماضي، عندما وصلت الأسعار إلى مستويات قياسية، وكادت شبكة الكهرباء اليابانية أن تنهار في أسوأ أزمة كهرباء تشهدها البلاد منذ كارثة مفاعل فوكوشيما النووي.
ووصلت الأسعار الفورية لتوصيل الكهرباء في ساعة الذروة -اليوم الثلاثاء- إلى 50 ينًا (0.44 دولارًا) للكيلو واط/ساعة، أي أقلّ بقليل من أمس الذي سجّل 50.01 ينًا/كيلو واط/ساعة، وهو أعلى سعر للكهرباء منذ يناير/كانون الثاني.
أزمة يناير
ارتفعت أسعار الجملة للكهرباء في اليابان -خلال يناير/كانون الثاني الماضي- إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في ظل نقص إمدادات الغاز الطبيعي المسال الذي تعتمد عليه اليابان إلى حدّ كبير في توليد الكهرباء.
ووصلت أسعار الكهرباء في بورصة الطاقة الكهربائية اليابانية إلى 605 دولارات لكل ميغاواط/ساعة، وهو ما يعادل 10 أمثال السعر في اليوم نفسه من العام الماضي.
وتزامن هذا الارتفاع مع زيادة الطلب على الكهرباء بسبب انخفاض درجات حرارة الطقس عن مستواها في العام الماضي، كما تراجع إنتاج الكهرباء من محطات الطاقة النووية بسبب المشكلات الفنية.
مخزونات لتجنّب أزمة جديدة
على غرار الشتاء الماضي، أدى ارتفاع تكاليف الغاز الطبيعي المسال والفحم إلى زيادة أسعار الكهرباء، ومع قرب انخفاض درجات الحرارة خلال الأسابيع المقبلة، اتخذت المرافق الكبيرة في اليابان خطوات لتجنّب أزمة مماثلة.
وأوضحت وزارة الصناعة اليابانية أن مخزونات الغاز الطبيعي المسال قد زادت وتجاوزت الآن 2.4 مليون طن، أي نحو 600 ألف طن أعلى من متوسط 4 سنوات خلال هذا الوقت من العام.
وتمثّل هذه المخزونات نحو 12 يومًا من الإمداد بناءً على واردات العام الماضي البالغة 74.4 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال.
وقال أحد تجّار الغاز الطبيعي المسال: "لقد تعلمت اليابان الدرس من انقطاع التيار الكهربائي العام الماضي، وبدأت في التخزين مبكرًا جدًا لهذا الشتاء".
موضوعات متعلقة..
- أزمة الكهرباء في اليابان تستدعي ضرورة الاستعانة بالمحطات النووية
- اليابان.. زيادة مرتقبة بموازنة الطاقة لدعم مشروعات الهيدروجين
اقرأ أيضًا..
- سيناريوهات الانبعاثات في تقارير المناخ تقدم صورًا مشوهة للواقع
- أسعار النفط ترتفع لليوم الرابع.. وخام برنت قرب 84 دولارًا