جنوب أفريقيا تخطط للريادة العالمية في الهيدروجين الأخضر
من خلال مشروع إستراتيجي متكامل
داليا الهمشري
تسعى جنوب أفريقيا لترسيخ مكانتها بصفتها مركزًا مهمًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره على المستوى العالمي من خلال عدد من المشروعات لاستكشاف إمكاناتها الطبيعية.
وفي هذا الإطار، وقّعت شركة الطاقة الجنوب أفريقية "ساسول" مذكرة تفاهم مع وكالة تنمية كيب الشمالية "إن سي إي دي إي"، لعمل دراسة الجدوى لاستكشاف إمكانات بوغيباي "خليج بوغي" بوصفه مركزًا لتصدير الهيدروجين الأخضر والأمونيا.
ويُصنّف مشروع تطوير بوغيباي للهيدروجين الأخضر بمثابة مشروع إستراتيجي متكامل في خطة التنمية الوطنية لجنوب أفريقيا، ويقع في منطقة ناماكوا الاقتصادية الخاصة.
مشروع إستراتيجي متكامل
يُعدّ موقع المشروع وتصنيفه على أنه مشروع إستراتيجي متكامل من عوامل التمكين الرئيسة لاستكشاف إمكانات بوغيباي بوصفه مركزًا عالميًا للهيدروجين الأخضر، حسب منصة رينيوز المعنية بشؤون الطاقة المتجددة.
وعملت شركة ساسول مع مكتب البنية التحتية والاستثمار "آي آي أو"، التابع للرئاسة لتطوير اقتصاد الهيدروجين، ومن المتوقع أن تستغرق هذه الدراسة نحو 24 شهرًا، وستحدد نتائج دراسة الجدوى الخطوة التالية من التطوير.
كما وقّعت شركة ساسول على مذكرة تفاهم مع حكومة مقاطعة غوتنغ، للاستفادة من المناطق الاقتصادية الخاصة.
وجاءت هذه الخطوات في إطار الإسهام في إطلاق سوق الهيدروجين الأخضر في جنوب أفريقيا للاستخدامات المحلية، مثل النقل والطيران.
تمويل دراسة الجدوى
بالتوازي مع ذلك، عقدت ساسول شراكة مع مؤسسة التنمية الصناعية "آي دي سي"، لتوفير تمويل مشترك لدراسة الجدوى.
وقال نائب الرئيس التنفيذي للطاقة في ساسول، بريسيلا مابيلان: "نحن متحمسون للغاية لعمل دراسة الجدوى بصفتها جزءًا من إطلاق إمكانات كيب تاون لتصبح لاعبًا عالميًا في مجال تصدير الهيدروجين والأمونيا الخضراء مع توفير إمكانات وقود طيران مستدام في المستقبل".
وأضاف: "كما ستعتمد دراسة الجدوى على الطلب المحلي على الهيدروجين الأخضر، ويُعدّ هذا المشروع خطوة ملموسة لساسول، إذ نسعى للعب دور رائد في تأسيس اقتصاد الهيدروجين الأخضر في جنوب أفريقيا".
وتواصل ساسول تطوير العديد من المشروعات التحفيزية لتطوير الفرص المحلية والتصديرية في المنطقة.
مركز لتصدير الهيدروجين
تتماشى إستراتيجية ساسول مع طموحات كيب تاون لترسيخ مكانتها بصفتها مركزًا مهمًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره على المستوى العالمي.
وأضاف مابلين: "نعتقد أننا في وضع جيد للريادة في اقتصاد الهيدروجين الأخضر العالمي، بسبب المزايا الهيكلية الرئيسة، وعلى وجه الخصوص تعد تقنيات (فيشر-تروبشن) الخاصة بنا من أفضل التقنيات في العالم".
وتُعد عملية فيشر-تروبشن مجموعة تفاعلات كيميائية يُحول خلالها خليط من أول أكسيد الكربون والهيدروجين إلى هيدروكربونات سائلة، ونُفذت هذه العملية لأول مرة من قبل فرانز فيشر وهانز تروبش في معهد ماكس بلانك لأبحاث الفحم في ألمانيا عام 1925.
وتابع نائب الرئيس التنفيذي للطاقة في ساسول: "إن المشروع يوفر عددًا كبيرًا من الوظائف المستدامة طويلة الأجل، والاستثمار في البنية التحتية وتنمية المهارات في البلاد".
تحقيق الحياد الكربوني
ستجمع ساسول الشركاء الإستراتيجيين وغيرهم من اللاعبين الذين سيقودون التصنيع في منطقة كيب الشمالية، بصفتها الشركة الرائدة في تكامل المشروع.
ويشمل هؤلاء العملاء المحتملين والممولين والمستثمرين وموردي التكنولوجيا ومقدمي الطاقة الخضراء في كيب تاون.
وأشار مابلين إلى أن ساسول ترى الهيدروجين الأخضر أساسًا للوفاء بالتزامها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، لافتًا إلى أن شركته لديها القدرات والمهارات والتكنولوجيا والحلول، للمشاركة في إنشاء اقتصاد الهيدروجين في البلاد.
وشهدت جنوب أفريقيا طفرة في مشروعات الطاقة المتجددة خلال المدة الأخيرة -خاصة الشمسية- التي أسهمت بنسبة كبيرة خلال الآونة الأخيرة في تغطية الفجوة بين نسب التوليد والطلب بعد تراجع توليد الكهرباء منذ عام 2011.
موضوعات متعلقة..
- جنوب أفريقيا تدشن محطة جديدة للطاقة الشمسية
- جنوب أفريقيا تطرح 102 مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة
اقرأ أيضًا..
- الصين تواصل خفض صادرات الوقود بسبب أهدافها الخضراء
- هل التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري وراء أزمة الطاقة الحالية؟