تغيّر المناخ.. 3 طرق لمساعدة الشركات على تحقيق الحياد الكربوني
أحمد شوقي
باتت مواجهة تغيّر المناخ ضرورة مُلحة على جدول أعمال الشركات العالمية، ليس فقط لتقليل الانبعاثات الكربونية ومن ثم حماية المجتمعات، وإنما لدفع الابتكار الذي سيعود بالنفع عليها أيضًا.
وفي هذا الصدد، تؤدي الشركات دورًا مهمًا للاستثمار في حلول لحماية الكوكب والاقتصاد، بل إن اتخاذ إجراءات مناخية طموحة يمكن أن تحفّز الابتكار الذي يساعد الشركات والعملاء.
وفيما يأتي 3 خطوات يمكن أن تتخذها الشركات لتكون طموحة أكثر فيما يتعلّق بالمناخ، بحسب تقرير نشره منتدى الاقتصاد العالمي، كتبته نائبة رئيس الاستدامة العالمية في شركة أمازون، كارا هيرست.
تحديد أهداف معلنة للمناخ
يجب أن تبلغ علنيًا الشركات أهدافًا مناخية طموحة، حتى تكون عُرضة للمساءلة اللازمة، لدفع التغيير، وتشجيعها على تحقيق الأهداف المرجوة، بحسب التقرير.
وفي عام 2019، عملت أمازون مع الأمين التنفيذي لاتفاقية باريس، كريستيانا فيغيريس، للمشاركة في تأسيس تعهُّد المناخ، الذي يدعو المنظمات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، والالتزام بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2040، قبل 10 سنوات من هدف اتفاقية باريس.
وحتى الآن، وقّعت أكثر من 200 شركة -بما في ذلك مايكروسوفت وإي إم بي وفيرزون- على تعهّد المناخ، وهي تُمثّل ما يتجاوز 1.8 تريليون دولار من المبيعات السنوية العالمية، وتعمل في 21 دولة، في دلالة على التأثير الجماعي الذي يمكن أن يحدثه التعهد لمعالجة تغيّر المناخ.
وبحسب التقرير، يجب على تلك الشركات الاستثمار في المنتجات والخدمات اللازمة، لتحقيق تعهُّد الوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2040.
البدء بالقطاع الأكثر تأثيرًا
من أجل تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2040، لا بد من البدء بالقطاع الأكثر إصدارًا للانبعاثات الكربونية حتى يكون هناك تأثير واضح.
ومن هذا المنطلق، يُعدّ النقل أحد القطاعات الرئيسة التي تؤدّي إلى زيادة انبعاثات الكربون عالميًا.
والنقل مسؤول عن ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بقطاع الطاقة العالمي، وقد يرتفع هذا إلى الثلث بحلول عام 2050، دون اتخاذ إجراءات ملموسة، وفقًا للبنك الدولي.
وتُعدّ حلول النقل البديلة، إلى جانب الكفاءة والتحسين، ضرورية في تحقيق اقتصاد منخفض الكربون في المستقبل.
وعلى سبيل المثال، أجرت أمازون تغييرات واستثمارات ملموسة في جميع قطاعات أعمالها، بما في ذلك النقل والخدمات اللوجستية.
ونتيجة لذلك، خفّضت أمازون كثافة الكربون بنسبة 16% العام الماضي، على أساس سنوي، كما قدّمت الشركة طلبًا لشراء 100 ألف سيارة توصيل كهربائية من شركة ريفيان عام 2019، وهو أكبر طلب على الإطلاق لمركبات التوصيل الكهربائية.
وتهدف الشركة الأميركية إلى تحقيق الحياد الكربوني لنحو 50% من إجمالي الشحنات بحلول عام 2030.
تعزيز تقنيات المستقبل
فضلًا عن العمل على تقليل الانبعاثات الحالية، يجب أن تعمل الشركات على ضمان عدم إصدار المزيد من الانبعاثات لاحقًا، وذلك عن طريق التفكير المسبق وتصميم تقنيات مستدامة ومحايدة الكربون للاستخدام في المستقبل، وفقًا للتقرير.
وفي عام 2020، أُطلق صندوق تعهّد المناخ لدعم تطوير التقنيات والخدمات المستدامة وإزالة الكربون، وهو برنامج بتمويل مبدئي ملياري دولار، ويستثمر في الشركات ذات الرؤية التي ستسهّل منتجاتها وحلولها الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، بحسب منتدى الاقتصاد العالمي.
وعلى سبيل المثال، استثمر هذا الصندوق حتى الآن في بيتا تكنولوجيز (BETA Technologies) -وهي شركة لصناعة طائرات كهربائية تُستخدم في الشحن والخدمات اللوجستية- وغيرها.
موضوعات متعلقة..
- هل إجبار شركات النفط العالمية على خفض الإنتاج سيقلل من الانبعاثات؟ (تقرير)
- 3 أولويات تحتاجها صناعة الطاقة لتحقيق أهداف المناخ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مستقبل النفط والغاز.. 3 عوامل تدعم خطط خفض انبعاثات الصناعة
- أسعار الغاز.. هل تتجه دول أوروبا إلى تخزين احتياطيات إستراتيجية؟