تقارير الغازالتقاريرتقارير الهيدروجينسلايدر الرئيسيةغازهيدروجين

مع أزمة الأسعار.. هل ينتهي دور الغاز في إنتاج الطاقة قريبًا؟

وسط توقعات بمستقبل واعد للهيدروجين

داليا الهمشري

ما يزال مستقبل الغاز مثارًا للجدل حتى في ظل أزمة ارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية، إذ اختلف المشاركون في منتدى "إنرجي إنتليجنس 2021" حول مستقبل الغاز وما إذا كان سيظل مصدرًا دائمًا للوقود أم حلًا مؤقتًا لنقص الطاقة.

ووسط توصيات بضرورة التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، نوّه البعض بدور الغاز في كونه حلقة وصل في عملية تحوّل الطاقة؛ لأنه أقل المصادر ضررًا على البيئة، في حين اتفق الجميع على المستقبل الواعد الذي ينتظر الهيدروجين بديلًا نظيفًا.

كما طرحت أزمة ارتفاع أسعار الغاز الحالية مزيدًا من علامات الاستفهام بالجدل الدائر حول دور الغاز في تحوّل الطاقة.

دور الغاز في تحوّل الطاقة

شهدت أسعار الغاز والكهرباء في أوروبا وبريطانيا ارتفاعًا قياسيًا، وسط مخاوف متزايدة بشأن العرض ومستويات تخزين الغاز في أوروبا مع اقتراب فصل الشتاء.

إذ يؤدي النقص العالمي في الغاز والفحم إلى ارتفاع أسعار الكهرباء وتعطيل الأسواق، في الوقت الذي تحاول فيه الاقتصادات التعافي من تداعيات جائحة فيروس كورونا.

ويرى عدد من مراقبي الصناعة أن أزمة الغاز التي تسبّب ازعاجًا على المدى القريب، تُبرز في الوقت نفسه أهمية الغاز ومرونته في عملية تحوّل الطاقة.

منافسة لصالح الطاقة المتجددة

طُرح هذا الرأي - أول أمس الثلاثاء- خلال جلسة في منتدى "إنرجي إنتليجنس 2021"، إلّا أن أحد خبراء البيئة سلّط الضوء على أن انبعاثات الميثان قد تؤثّر في القدرة التنافسية للغاز مقابل التقنيات البديلة الجديدة والنظيفة، التي أصبحت الآن متاحة وقابلة للتطبيق في معظم الدول.

ويُعدّ الميثان من غازات الدفيئة القوية للغاية، وهو مسؤول عن نحو 30% من الاحترار منذ حقبة ما قبل العصر الصناعي.

وتأتي معظم انبعاثات الميثان التي يتسبّب فيها الإنسان من ثلاثة قطاعات: الوقود الأحفوري، والنفايات، والزراعة، وتتعلق أساسًا بالثروة الحيوانية.

مستقبل الغاز

اللجنة المكونة من نائب رئيس الطاقة في صندوق الدفاع عن البيئة، مارك براونستين، ونائب الرئيس التنفيذي لشركة شل للغاز، دي لا راي فنتر، والرئيس التنفيذي المؤقت لمجموعة بافيليون إنرجي في سنغافورة، آلان هينغ، ناقشت مستقبل الغاز، واختلفت الآراء حول ما إذا كان الغاز سيظل وقودًا طويل المدى، أو سيكون بمثابة حلّ مؤقت لنقص الطاقة.

وكانت أسعار الغاز الطبيعي المسال العالمية قد شهدت ارتفاعًا خلال العام الماضي، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 39.67 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية أول أمس الثلاثاء، بزيادة 33.41 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية، أو 540%، مقارنة بأكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

ويرجع ارتفاع أسعار الغاز إلى الطقس القاسي وضعف الإنتاج وانخفاض تخزين الغاز في أوروبا، فضلًا عن النقص في الوقود البديل، مثل الفحم؛ ما يهدد بانقطاع التيار الكهربائي في عدد من دول شرق آسيا وأوروبا هذا الشتاء، إذا أصبح الطقس أكثر برودة من المعتاد.

أزمة مؤقتة

استبعد نائب الرئيس التنفيذي لشركة شل للغاز، دي لا راي فنتر، استمرار أزمة الغاز الحالية، لافتًا إلى أن ارتفاع الأسعار كان نتيجة لتضافر مجموعة من الظروف، متوقعًا عودة الأسعار إلى مستويات معقولة، قائلًا: "لا يوجد أساسًا سبب وجيه لاستمرار أزمة الغاز على المدى الطويل من الناحية الهيكلية".

وتوقّع توفُّر كثير من الإمدادات ذات التكلفة التنافسية خلال المدة المقبلة، مسلّطًا الضوء على أهمية إبرام عقود طويلة الأجل، حسب إس آند بي غلوبال بلاتس.

وأضاف أن الدول التي لم تقدّر أهمية الغاز شهدت مزيدًا من الإخفاقات مؤخرًا في سوق الكهرباء والغاز، موضحًا أنه مع الاستمرار في التخلص التدريجي من الفحم، لابد أن يكون دور الغاز في دعم تحوّل الطاقة محلّ تقدير في جميع أنحاء العالم.

وأوضح أن العام الماضي أظهر تحديًا كبيرًا بمحاولة الدمج بين مصادر الطاقة المتجددة والتقليدية في توليد الكهرباء، منوّهًا بالدور المهم للغاز في هذا التقاطع بين المسارين.

زيادة الاعتماد على البدائل

يرى نائب رئيس الطاقة في صندوق الدفاع عن البيئة، مارك براونستين، أن الأزمة الحالية تمثّل فرصة مناسبة للاستغناء عن الغاز وما يصاحبه من تقلّب الأسعار، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، لتلافي تكرار مثل هذه الأزمة في المستقبل، وتحقيق أهداف المناخ.

وأوضح أن أزمة ارتفاع أسعار الغاز قد تشجع على الاستثمار في التخزين الكهربائي طويل الأمد.

الهيدروجين البديل المستقبلي

علّق فنتر على الجدول الزمني للغاز في عملية تحوّل الطاقة، قائلًا: "يمكننا على المدى القريب إضافة مصادر طاقة جديدة، وليس استبدال المصادر الحالية، ولكن بحلول عام 2040، يمكن أن يبدأ الهيدروجين في توفير بدائل للوقود على نطاق واسع".

وأضاف: "من المحتمل أن نرى الاستبدال المبكر للوقود الصلب والسائل وحتى الغاز الطبيعي بالهيدروجين في أوروربا، ومن شأن ذلك أن يساعد في خفض تكلفة الهيدروجين".

إلّا أنه رجّح أن يستغرق تطوير البنية التحتية للهيدروجين وقتًا طويلًا، متوقعًا أن تتفوق آسيا على أوروبا في هذا المضمار، قائلًا: "سينطلقون بسرعة.. أعتقد أن التحول في آسيا قد يكون أسرع بكثير في مرحلة ما".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق