يستعد مشروع خط الغاز الروسي نورد ستريم2 لبدء العمل، منتظرًا الضوء الأخضر من هيئة تنظيم الطاقة الألمانية، بعد أن أكدت إدارة المشروع امتثاله لجميع القواعد واللوائح المعمول بها، بما فيها اللوائح الألمانية.
وكانت هيئة تنظيم الطاقة في ألمانيا قد طلبت من مشروع نورد ستريم2 تقديم ضمانات بأن خط الأنابيب المثير للجدل سيَفي بالمتطلبات التنظيمية عندما يدخل الخدمة، مضيفة أنه لا يمكن استبعاد إمكان بدء العمليات قريبًا.
بينما يواجه مشروع خط الغاز الروسي -الذي يمتد على بحر البلطيق من روسيا إلى ألمانيا متجاوزًا أوكرانيا- انتقادات من الولايات المتحدة، التي تتخوف من استخدام موسكو المشروع سلاحًا ضد أوكرانيا وأوروبا.
ومن المتوقع التصديق على المشروع خلال 4 أشهر، إلّا أن روسيا تخطط لبدء تدفّق الغاز عبر خط الأنابيب في وقت لاحق من هذا العام.
ضوابط واشتراطات
سيبدأ التصديق الألماني على خط الأنابيب الروسي بمجرد اكتمال جميع الأوراق، وهو ما يستلزم عمليات فحص من قبل وزارة الاقتصاد الألمانية وعملاق الغاز الروسي غازبروم.
وتعهّدت واشنطن وبرلين -مؤخرًا- بوضع عدد من الضوابط والاشتراطات على موسكو، ومن بينها ضمانات لعدم استخدام الطاقة سلاحًا ضد أوكرانيا ودول وسط وشرق أوروبا الأخرى.
وتعهّدت برلين بالردّ على أيّ محاولة من جانب روسيا لاستخدام الطاقة سلاحًا ضد الدول الأوروبية، واتخاذ ما يلزم من العقوبات، للحدّ من قدرات التصدير الروسية إلى أوروبا في قطاع الطاقة.
وتضغط أوكرانيا على الولايات المتحدة وألمانيا للحصول على ضمانات في حالة المضي قدمًا في مشروع نورد ستريم2، إذ تسعى كييف إلى الاحتفاظ بوضع نقل الغاز إلى ما بعد عام 2024، عندما تنتهي اتفاقية العبور الحالية بين كييف وموسكو.
تعمّد نقص الإمدادات
اتّهم منتقدو الكرملين روسيا بمحاولة تسريع عملية الموافقة الأوروبية على تشغيل نورد ستريم2 من خلال تعمّد عدم تزويد أوروبا بالغاز الكافي خلال أزمة الطاقة التي أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز، إلّا أن الكرملين أكد أن روسيا تفي بجميع التزاماتها بموجب عقود الغاز الطبيعي الحالية.
وقالت وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية –في بيان-: "إنها طلبت من شركة نورستريم2 أي جي تقديم المعلومات، وإذا لزم الأمر، أدلة على أن أنها ستفي بجميع المتطلبات التنظيمية في سياق تشغيل الأنابيب".
وأوضحت الشبكة أنها قدمت الطلب لأنها لا تستبعد أن يبدأ خط الأنابيب عملياته قريبًا.
وأعلنت روسيا في وقت سابق، أنها بدأت بملء أحد خطي الأنابيب في نورد ستريم2 بالغاز الطبيعي لإجراء الاختبارات.
انتهاك القانون الألماني
أعلنت غازبروم انتهاء العمل في خط الأنابيب المزدوج المسار البالغ طوله 1200 كيلومتر من الناحية التقنية، إلّا أنه ما يزال يحتاج إلى وضع مشغّل النقل من هيئة تنظيم الطاقة الألمانية، وهي عملية بدأت في 8 سبتمبر/أيلول، ويمكن أن تستغرق ما يقرب من 4 أشهر، حتى تكتمل.
وحذّرت الهيئة التنظيمية في ألمانيا نورد ستريم2 من أن بدء تشغيل خط الأنابيب دون الحصول على موافقتها يُعدّ انتهاكًا للقانون الألماني، ويستوجب دفع غرامة.
بينما أكد مشروع نورد ستريم2 مواصلة بذل كل الجهود اللازمة لضمان الامتثال لجميع القواعد واللوائح المعمول بها، بما فيها اللوائح الألمانية.
طموح بقرار ألماني سريع
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، في مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، إن روسيا تأمل باتخاذ قرار سريع من الجانب الألماني.
وأضافت: "توقيت الإمدادات التجارية يعتمد على موقف المنظّم الألماني، نأمل أن يتمكن ملايين المستهلكين الأوروبيين من الحصول على الغاز الروسي في المستقبل القريب عبر الطريق الأقصر والأفضل اقتصاديًا وبيئيًا".
وتبلغ استثمارات مشروع نورد ستريم2 نحو 11 مليار دولار، ومن شأنه مضاعفة قدرات تصدير الغاز لروسيا عبر بحر البلطيق إلى أوروبا، لتصل إلى 110 مليارات متر مكعب.
موضوعات متعلقة..
- نورد ستريم 2.. روسيا تنتظر الضوء الأخضر من ألمانيا لبدء ضخ الغاز
- نورد ستريم2.. غازبروم تعلن موعد ضخ الغاز الروسي إلى ألمانيا
اقرأ أيضًا..
- تصعيد كندي في قضية "خط أنابيب 5" يضع إدارة بايدن على المحك
- هل يساعد ارتفاع أسعار الغاز في تهيئة الظروف لتحول الطاقة؟