شحن البطارية أم تبديلها؟.. اشتعال المنافسة بين "نيو" الصينية و"تيسلا"
مي مجدي
ما يزال أصحاب السيارات الكهربائية عالقين بين نارين: نار شحن البطارية الذي تدعمه شركة تيسلا الأميركية، ونار تبديل البطارية الذي تتبنّاه نيو الصينية.
ومع استمرار الصراع بين شركات السيارات الكهربائية، حققت "نيو" الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية أداءً لافتًا في المدة الأخيرة، عندما تباهت أمام منافسيها بتحقيق أكثر من 4 ملايين عملية لتبديل البطاريات، وفقًا لموقع كار باز.
ويعدّ هذا الإنجار مهمًا للشركة الصينية؛ لأنه يجعل لها اليد العليا في مجال تقنية تبديل البطاريات.
بطاريات السيارات الكهربائية
تعدّ البطاريات العمود الفقري لسوق السيارات الكهربائية؛ لذا تظل الأميال التي يقطعها هذا النوع من السيارات هي الشاغل الأكبر للمستهلكين.
فعند تجديد البطارية، تقدّم شركات المركبات الكهربائية حلّين رئيسين، الأول يتمّل ببناء محطات شحن، والخيار الآخر هو تبديل البطارية من خلال إزالة البطارية بالكامل من السيارة واستبدالها بأخرى مشحونة، وتستغرق هذه العملية وقتًا أقصر بكثير.
تيسلا تفكر.. ونيو تنفذ
في عام 2013، فكّر الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك، في تقنية تبديل البطاريات، والتي يمكن إزالتها واستبدالها في 90 ثانية، ونظرًا لتكلفتها العالية من 60 إلى 80 دولارًا لكل عملية تبديل بطارية، استقرت تيسلا في النهاية على توفير شبكات واسعة النطاق لشحن سياراتها الكهربائية، بدلًا من تبديلها.
أمّا نيو، فكشفت في أبريل/نيسان الماضي عن أنها أجرت مليوني عملية تبديل بطارية في المحطات الخاصة بها.
فكل ما يحتاجه العميل هو تحديد المحطة الأقرب له من خلال تطبيق لمعرفة عدد البطاريات المتاحة، وبمجرد وصوله، يقوم التقنيون برفع السيارة واستبدال البطارية الفارغة بأخرى مشحونة.
وتستغرق هذه العملية 3 دقائق فقط، وتُكلف نحو 10 دولارات في المتوسط، وهو ما يجعلها أفضل من شحن البطارية الذي يستغرق 30 دقيقة.
سياسات جديدة
لتلبية احتياجات السوق، أصدرت الصين -أكبر سوق للسيارات في العالم- سياسة جديدة لدعم السيارات الكهربائية في أبريل/نيسان 2020.
وبموجب ذلك، ستمدد الصين الدعم لشراء المركبات الكهربائية الجديدة حتى عام 2022، والإعفاءات الضريبية على المشتريات لمدة عامين.
وسيطبّق الدعم فقط على سيارات الركّاب التي تقلّ تكلفتها عن 46 ألف دولار أميركي.
كما ستدعم السلطات بيع السيارات ببطاريات قابلة للتبديل، بغضّ النظر عن السعر، وفُسّر ذلك على أنه ترويج الحكومة لنظام تبديل البطاريات.
وفي الخريف الماضي، أطلقت شركة نيو اشتراك "باتري آز سيرفيس" يُمكّن المشترين من شراء سيارة دون بطارية.
وفي المقابل، يدفع مالك السيارة نحو 142 دولارًا شهريًا لاستئجار بطارية بسعة 70 كيلوواط/الساعة، مع إمكان تبديلها 6 مرات شهريًا.
ونظرًا لآن البطارية تظل أغلى مكون في السيارات الكهربائية، فإن الخطة توفر على المالكين ما يقرب من 10 آلاف دولار من سعر السيارة.
وتحتلّ شركة نيو موقع الصدارة -حاليًا- في مجال تبديل البطاريات بصناعة السيارات، وما تزال تراقب بعناية تقدُّم هذه الخطوة لمعرفة ما إذا كانت ستوفر ميزة تنافسية لها على المدى الطويل.
وكانت نيو قد افتتحت محطتها الأولى في عام 2018، وتوفر لعملائها في الصين الآن نحو 504 محطة، وسيرتفع العدد إلى 700 بحلول نهاية عام 2021، و4 آلاف بحلول نهاية 2025، وتسعى الشركة -أيضًا- إلى تركيب أولى محطات تبديل البطاريات في النرويج.
اقرأ أيضًا..
- فيتول: أسعار النفط في أيدي أوبك+.. والاتفاق الحالي غير كافٍ
- إعصار شاهين يُوقف تصدير النفط من ميناء الفجيرة الإماراتي