رأي مفاجئ.. تغير المناخ ليس نهاية العالم والخسائر لن تكون كبيرة
أقل من 3% خسائر الناتج العالمي سنويًا بسبب زيادة الحرارة
حياة حسين
"إذا لم يعالج البشر أزمة تغير المناخ، فإن العالم لن ينتهي إذا ارتفعت درجة حرارته بالنسب المتوقعة.. وإن خسائر الكرة الأرضية لن تكون كبيرة".
هكذا.. وعلى عكس الاتجاه، طرح الكاتب بجورن لومبرغ وجهة نظره في مقال نشره مؤخرًا بصحيفة "وول ستريت جورنال".
مؤتمر كوب26
أوضح لومبرغ، في بداية مقاله، أنه مع اقتراب موعد عقد مؤتمر المناخ كوب26 في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في مدينة غلاكسو البريطانية، لن تحظى وجهة نظره وآخرون يشاركونه إياها باهتمام وسائل الإعلام.
وقلّل الكاتب من أهمية الأسباب التي تدفع القادة والسياسيين في أنحاء العالم إلى نشر حالة من الهلع بين الناس، إذ إنه يرى أن العالم واجه أزمة تلوث سابقة في مطلع القرن الـ19، كانت أصعب مما يعيشه الآن، وكانت ناجمة عن حرق الأخشاب.
ووفق بيانات جمعها لومبرغ وخبراء اقتصاد، فإنه بحلول عام 2050، سيكون العالم قد عالج أزمة تغير المناخ الحالية، "على الأرجح".
ورغم أن عدم علاجها سيكون مشكلة، فإنه "ليس نهاية العالم"، وفق الكاتب.
ويستشهد لومبرغ بنتائج دراسة أجراها عالم الاقتصاد الحائز على جائزة نوبل عام 2018، ويليام نوردهاوس.
دراسة نوردهاوس
تشير دراسة نوردهاوس إلى أن إهمال القادة السياسيين في مجال مجهودات الحد من تغير المناخ حتى عام 2100 سيؤدّي إلى ارتفاع الحرارة بنحو 6.3 درجة فهرنهايت، لكنه لن يلتهم أكثر من 2.8% من الناتج العالمي سنويًا.
وقد تكون وجهة نظر لومبرغ صحيحة جزئيًا، لكن ما يشهده العالم حاليًا بسبب تغير المناخ، يجعل من الصعب الاقتناع بها.
ارتفاع درجة الحرارة المحدود مقارنة بتوقعات لومبرغ وعالم الاقتصاد الحائز على جائزة نوبل، بدأ يكشر عن أنيابه، ويلقي بعشرات الكوارث الطبيعية خلال العامين الأخيرين بعدد يتجاوز كل ما أصاب العالم منها خلال عقود.
وعلى سبيل المثال، ضرب الجفاف دولة البرازيل، وهي تعتمد بشكل رئيس ونسبة قد تتجاوز 70% على الكهرباء المولّدة من الطاقة الكهرومائية.
جفاف البرازيل -وهو الأسوأ منذ عام 1930 بسبب تغير المناخ- أسفر عن أزمات مياه وكهرباء، وانعكس سلبًا على محصول قصب السكر، وصناعة السكر، وهو المنتج الذي تحتل به البرازيل المرتبة الأولى في التصدير، ووقود الإيثانول الذي تستخدمه بديلًا للبنزين عند ارتفاع سعر الأخير.
وبسبب موجات الجفاف الشديدة، انخفضت كميات الكهرباء المولدة من السدود بنسب كبيرة في الدول المختلفة مثل الصين وأميركا أيضًا.
ولا يزال إعصار آيدا وعاصفة نيكولاس اللذان هاجما أميركا خلال الشهرين الماضيين، يؤثران سلبًا على إنتاج النفط والغاز.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، قبل أسبوعين، عند زيارة إحدى المناطق المنكوبة، إن الكوارث الطبيعية بسبب تغيّر المناخ كلفت أميركا ما يقارب من 100 مليار دولار العام الماضي، وستزيد إلى مستوى قياسي مع نهاية 2021.
نقص الطاقة
تسعى كثير من الدول لبذل مجهودات لمقاومة تغير المناخ، لكن نقص الطاقة يبطئ من خطواتها.
فقد أعلنت أستراليا -قبل أيام- أنها لن تلتزم بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها لا تزال تعمل على خططها الخاصة بخفض الانبعاثات، وفق تصريحات لرئيس الوزراء سكوت موريسون، وذلك رغم الضغوط الدولية.
كما كشفت بيانات رسمية في الصين مؤخرًا عن زيادة في إنتاج الفحم واستيراده في الأشهر الـ8 الأولى من العام الجاري.
ورغم الضجة والصخب حول تغير المناخ وضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة، لا تزال المجهودات دون المطلوب.
إلا أن زيادة الكوارث الطبيعية -مثل الأعاصير والجفاف والفيضانات وحرائق الغابات- بدأت في لفت النظر إلى ضرورة التصرف بهذا الشأن.
خفض الانبعاثات
على سبيل المثال، وقّعت -قبل يومين- 15 مدينة على "إعلان الطاقة المتجددة سي 40" لتسريع وتيرة استخدام موارد الطاقة المتجددة لحماية المواطنين من آثار تغير المناخ، حسبما ذكر موقع "باور إنجينرينغ إنترناشيونال".
ويهدف الإعلان إلى تقليل الانبعاثات بنسبة 50% على الأقل لمشروعات البنية التحتية بحلول عام 2030، و100% بحلول عام 2050.
ومن المدن التي وقّعت على الإعلان: أثينا، وأوستن، وبرشلونة، وبرلين، وبوينس آيرس، وميلانو، ومومباي، ولندن، ولوس أنغلوس، وستوكهولم، وريو دي جانيرو، وروما.
كما قررت 44 دولة الاستغناء عن الفحم تدريجيًا، بوصفه المصدر الأكثر تلويثًا خلال عمليات توليد الكهرباء منذ توقيع اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، ما يعادل ثلاثة أرباع المحطات المستهدف إغلاقها عالميًا، حسبما أوردت صحيفة الغارديان البريطانية منتصف الشهر الماضي.
موضوعات متعلقة..
- 44 دولة تلغي خطط توليد الكهرباء بالفحم استجابة لاتفاقية المناخ (تقرير)
- كيف نواجه أزمة التغير المناخي؟.. دراسة حديثة تطرح عدة حلول لإنقاذ الأرض
-
في سيناريو 1.5 درجة مئوية.. تحول الطاقة يحفز نمو الاقتصاد العالمي
اقرأ أيضًا..