أسعار الغاز والكهرباء تواصل تسجيل مستويات قياسية في بريطانيا وأوروبا
دينا قدري
ارتفعت أسعار الغاز والكهرباء في أوروبا وبريطانيا إلى مستويات قياسية جديدة، وسط مخاوف متزايدة بشأن العرض ومستويات تخزين الغاز في أوروبا مع اقتراب فصل الشتاء.
إذ يؤدي النقص العالمي في الغاز والفحم إلى ارتفاع أسعار الكهرباء وتعطيل الأسواق، في الوقت الذي تحاول فيه الاقتصادات التعافي من تداعيات جائحة فيروس كورونا، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ.
أسعار الغاز والكهرباء
تجاوزت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في بريطانيا عتبة 40.8 دولارًا لكل مليون وحده حراريه بريطانية، للمرة الأولى على الإطلاق.
وقفزت عقود الغاز الآجلة لشهر نوفمبر/تشرين الثاني في هولندا بنسبة 26% اليوم الثلاثاء -وهي أكبر نسبة منذ يناير/كانون الثاني- لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 121.46 يورو (140.94 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.
وارتفع المؤشر البريطاني المكافئ بما يصل إلى 24%، مسجلاً 305.94 بنسًا لكل وحدة حرارية.
كما ارتفعت أسعار الكهرباء الألمانية للعام المقبل إلى مستوى قياسي جديد بلغ 161.25 يورو (187.11 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، مع ارتفاع أسعار الشهر والربع المقبلين أيضًا إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وقفز الفحم في شمال غرب أوروبا للتسليم الشهر المقبل بنسبة 34% إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 280 دولارًا للطن.
أدنى مستوى لمخزونات الغاز
تُعدّ مخزونات الغاز في أوروبا عند أدنى مستوى موسمي لها منذ أكثر من عقد، مع تأخر الإنتاج المحلي عن الطلب، في حين أن الإمدادات من روسيا الأكثر مبيعًا تُعدّ محدودة، وتستمر المنافسة العالمية على الغاز الطبيعي المسال في التصاعد.
ووصل مستوى الغاز في منشآت التخزين الأوروبية بدءًا من سبتمبر/أيلول 2021 إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، حسبما نقلت وكالة تاس الروسية، اليوم الثلاثاء.
وتُقدّر الفجوة في الإشغال مقارنةً بالعام الماضي بنحو 20.5 مليار متر مكعب من الغاز، حسبما أفادت شركة غازبروم الروسية.
وإذا ظلّ متوسط معدلات الإدخال اليومية لشهر سبتمبر/أيلول دون تغيير بحلول 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021، فستحتوي مرافق التخزين على نحو 76 مليار متر مكعب من الغاز، وفقًا لحسابات الشركة الروسية.
وهو ما يعني أن 28%، أو 18.6 مليار متر مكعب، ستبقى غير مستردة من 66.2 مليار متر مكعب مأخوذة من مرافق تخزين الغاز تحت الأرض الأوروبية خلال موسم التدفئة الأخير.
تأثير خط الغاز الروسي
حتى الأخبار التي تفيد بأن روسيا تجهّز خط أنابيب الغاز المثير للجدل "نورد ستريم2" -الذي كان عاملاً قويًا لانخفاض الأسعار قبل شهرين فقط- لم تسفر عن تهدئة ارتفاع أسعار الغاز.
فقد بدأت الشركة المشغلة لـ نورد ستريم2 ملء الجزء الأول من خط الأنابيب، وإعداده للاختبارات، وقُدمت جميع الأوراق الفنية إلى السلطات المحلية في ألمانيا.
ومع ذلك، لا يزال التوقيت الدقيق لبدء الإمدادات غير واضح بالنظر إلى الموافقات التنظيمية الأخرى التي يتطلبها ربط خط الغاز بألمانيا.
كما أنه من غير المعروف مقدار الوقود الذي تستطيع شركة غازبروم الروسية أن تضيفه إلى صادراتها على المدى القصير، إذ تواصل الشركة إمداد المنازل بالغاز وسط زيادة الطلب المحلي أكثر مما كان عليه قبل الجائحة.
موضوعات متعلقة..
- هل يساعد ارتفاع أسعار الغاز في تهيئة الظروف لتحول الطاقة؟
- بعد أزمة أسعار الغاز.. هل تتوقف أوروبا عن شيطنة الوقود الأحفوري؟
- ارتفاع حصة الغاز الطبيعي من إيرادات شركات النفط الأميركية
اقرأ أيضًا..
- الربط الكهربائي بين مصر والسعودية "القصة كاملة"
- هل يكون إنتاج الهيدروجين كافيًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050؟ (إنفوغرافيك)
- رأي مفاجئ.. تغير المناخ ليس نهاية العالم والخسائر لن تكون كبيرة