أسعار الغاز.. منتدى الدول المصدرة يضع حلولًا للأزمة
طرح منتدى الدول المصدرة للغاز عددًا من الحلول للخروج من أزمة أسعار الغاز الحالية وتجنّب تكرارها في المستقبل، ومن أبرزها الاعتماد على عقود طويلة الأجل، وربط التسعير بـ"خام برنت".
وتخطّى سعر الغاز في السوق الأوروبية حاجز الألف دولار لكل ألف متر مكعب –في 28 سبتمبر/أيلول الماضي- للمرة الأولى على الإطلاق، وبلغ السعر المستقبلي لشهر أكتوبر/تشرين الأول 1.031 لكل ألف متر مكعب، وفقًا لمؤشر "تي تي إف" الهولندي.
وأرجع منتدى الدول المصدرة للغاز استمرار الارتفاع غير المسبوق للأسعار في القارّة الأوروبية إلى عدّة عوامل، من بينها زيادة الطلب على الغاز في ظل التعافي من "كوفيد - 19"، والمخاوف بشأن إمدادات الشتاء القادم، وفقًا للبيان الذي نشره المنتدى على موقعه الرسمي.
أسعار الغاز والفحم
أسهم ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال والفحم بقارة آسيا في ارتفاع أسعار الغاز بأوروبا مؤخرًا.
وتشهد الأسواق العالمية حاليًا حالة من الغليان في ظل مخاوف بشأن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في فصل الشتاء.
وقد تؤدي درجات الحرارة الأكثر برودة من المتوسط إلى تقلبات شديدة في أسعار الغاز الطبيعي خلال الشتاء القادم في أوروبا.
ومن المتوقع أن تؤثّر أيّة زيادة أخرى في الأسعار لتغطية تكاليف المرافق لدى المستهلكين الأوروبيين الذين يواجهون تحدّيات متعددة مرتبطة بالوباء، ويحتاجون إلى استخدام الغاز على نطاق واسع لتدفئة المنازل والطهي، بالإضافة إلى توليد الطاقة الكهربائية.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أعلنت العديد من الحكومات –في جميع أنحاء أوروبا- التدخل، وإعلان الدعم، لإبقاء فواتير الغاز والكهرباء منخفضة.
الدعم الحكومي للكهرباء
كشفت الحكومة الإيطالية النقاب عن خطة بقيمة 3 مليارات يورو (3.5 مليار دولار) لدعم الأسر الأكثر فقرًا، وسط توقعات بارتفاع أسعار الغاز والكهرباء بنسبة 30-40% خلال الربع المقبل، نتيجة ارتفاع أسعار الغاز.
ومن جانبها، قالت فرنسا، إنها سترسل دفعة واحدة بقيمة 100 يورو (116 دولارًا أميركيًا) لدعم لأكثر من 5.8 مليون أسرة منخفضة الدخل.
وفي مدريد، وعدت الحكومة بخفض الأسعار إلى مستويات 2018، في حين التزمت الحكومة البريطانية بضمان عدم تعرّض العملاء لانقطاع الكهرباء خلال فصل الشتاء.
إعاقة التعافي من الوباء
أدى الارتفاع القياسي بأسعار الكهرباء في أوروبا إلى إعاقة التعافي بعد الوباء، في ظل انخفاض دخل معظم الأسر.
إلّا أنه مع زيادة التدقيق العامّ في سياسة المناخ داخل الاتحاد الأوروبي والاتجاه الناشئ نحو تحوّل الطاقة في القارّة، وبجزء من خطوات التحول المبكر للطاقة، تلتزم الشركات الأوروبية بموجب نظام تجارة الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي باستمرار شراء وتداول تصاريح الكربون.
وأدى التعافي السريع بعد "كوفيد- "19 وأزمة الطاقة إلى رفع سعر الكربون بنحو 80%، من 34 يورو (39.5 دولار) في يناير/كانون الثاني 2021 إلى 65 يورو (75.5 دولار) في سبتمبر/أيلول، وعادة ما ينعكس هذا الارتفاع في الأسعار على المستهلك.
هذه التطورات الأخيرة -التي تؤثّر في كل طبقات المجتمع التي لا تزال تعاني من الدمار الناجم عن الوباء- تؤكد صحة الموقف طويل الأمد لمنتدى الدول المصدّرة للغاز بشأن تبنّي نهج متوازن لإدارة تحوّل الطاقة.
المسارات الواقعية لتحول الطاقة
يدعم منتدى الدول المصدرة للغاز، المسارات المختلفة الواقعية في تحوّل الطاقة، كما يدعو إلى اتجاه شامل ومستمر نحو مصادر الطاقة المتجددة، مع التأكيد على أمن الطاقة بوصفه أهمّ بند في جدول الأعمال العالمي.
وجدير بالذكر أن المنتدى هو تحالف دولي من 18 دولة، يمثّل تجمعًا لجميع منتجي الغاز الرئيسيين الذين يمثّلون 70% من موارد الغاز الطبيعي.
وتلتزم الدول الأعضاء بروح إعلان مالابو لعام 2019، الذي تبنّاه مؤتمر القمة الـ5 لمنتدى دول شرق أفريقيا.
يدعم الإعلان دون تحفّظ الدور الأساس لعقود الغاز طويلة الأجل، وكذلك تسعير الغاز على أساس مؤشرات النفط والمنتجات النفطية، لضمان استثمارات مستقرة في تنمية موارد الغاز الطبيعي.
ويوفر هذا المبدأ قاعدة صلبة لمشتري الغاز الطبيعي وتوفير الحماية ضد تقلّب الأسعار.
العقود طويلة الأجل
على سبيل المثال، مثّلت العقود طويلة الأجل لقطر نحو 60% من صادراتها من الغاز الطبيعي، كما فضّلت الجزائر وروسيا ودول أخرى من أعضاء منتدى الدول المصدّرة للغاز الاعتماد على العقود طويلة الأجل المواكبة لتسعير النفط.
وترى هذه الدول أن العقود طويلة الأجل هي الطريقة الوحيدة لضمان إمدادات الغاز لجميع أنحاء العالم، وتجنّب هذه الأزمة في المستقبل.
وكان منتدى الدول المصدّرة للغاز "جي إي سي إف"، قد أكد أن الغاز يمكن أن يستمر في أداء دور حاسم لدعم الانتقال العادل، لأنه يوفر كفاءة عالية، ومرونة في الاستخدام، ووصولًا آمنًا، وهو وفير للطاقة، وبأسعار معقولة.
ودعا المنتدى -في بيان صحفي بموقعه الإلكتروني في يوليو/تموز الماضي- مجموعة العشرين من الاقتصادات الصناعية والناشئة الكبرى، إلى تجديد إيمانها بالتعاون والتعددية لتحقيق الازدهار للجميع.
وجاء ذلك خلال اجتماع حول "دور الغاز في توفير إمدادات آمنة للطاقة من أجل مستقبل مستدام شامل"، نظّمته الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين، والاتحاد الدولي للغاز، وعضو الميثاق الإيطالي.
موضوعات متعلقة..
- منتدى الدول المصدرة للغاز يوجه رسالة إلى مجموعة العشرين
- منتدى الدول المصدرة للغاز يشيد بالبنية التحتية للكهرباء في نيجيريا
اقرأ أيضًا..
- أسعار النفط تصعد في انتظار قرارات أوبك+.. وخام برنت فوق الـ79 دولارًا
- وكالة الطاقة: الوصول للحياد الكربوني يتطلب تعزيز الاستثمار في الهيدروجين