الطاقة الشمسية تحقق مكاسب بيئية وتفتح الباب واسعًا للوظائف الخضراء
وتمهّد لتحولات صناعية واقتصادية مقبلة
نوار صبح
- سعر الطاقة الشمسية انخفض بنسبة 82% بين عامي 2010 و 2019
- العشرات من شركات الطاقة في المملكة المتحدة أصبحت عرضة للإفلاس
- من المرجح أن يستمر التسابق لإزالة الكربون عن القطاعات الاقتصادية وخلق وظائف خضراء
- ارتفعت وظائف مهندسي الطاقة الشمسية بنحو 368% في العام الماضي
أدّت التطورات التكنولوجية التي دخلت إلى قطاع الطاقة الشمسية في أنحاء العالم إلى تحسّن كبير في كفاءة الطاقة المستمدة من الألواح الشمسية، التي أصبحت تكلفتها منافسة -حاليًا- لجميع أشكال إنتاج الكهرباء.
وأظهرت البيانات الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، التي نُشرت العام الماضي، أن سعر الطاقة الشمسية انخفض بنسبة 82% بين عامي 2010 و2019، ما أسهم في الانتشار الواسع عالميًا لأنظمة الطاقة الشمسية والوظائف المتعددة المتعلقة بها.
واستعرض مقال بعنوان "هل يمكن للطاقة الشمسية أن تمثّل الثورة الصناعية المقبلة؟" للكاتب الصحفي آدي غاسكل، ونشره موقع مجلة فوربس، في 30 سبتمبر/أيلول، أبرز التطورات في قطاع الطاقة الشمسية الذي يلعب دورًا بارزًا في تحول الطاقة والازدهار الاقتصادي.
الأزمة الراهنة
أشار كاتب المقال آدي غاسكل إلى أن أزمة نقص الغاز، التي تعمّ معظم أنحاء أوروبا، دفعت الحكومات في إسبانيا والمملكة المتحدة ودول أخرى إلى اتخاذ تدابير طارئة في محاولة لحماية العملاء، وتعطلت أنشطة المنشآت الصناعية مؤقتًا نتيجة لنقص الطاقة.
وأضاف أن العشرات من شركات الطاقة في المملكة المتحدة أصبحت عرضة للإفلاس، لأن العقود طويلة الأجل التي وقّعتها مع العملاء بأسعار منخفضة تحول دون تطبيق نمط أعمالها جرّاء ارتفاع سعر الغاز الطبيعي المسال بمقدار الثلثين في أقل من شهر.
- الاتفاقيات طويلة المدى لشراء الكهرباء تهدد نمو الطاقة الشمسية في التشيك
- تحول الطاقة.. المفوضية الأوروبية تطرح على الأمم المتحدة 3 مواثيق
- 22 مليار دولار لتنفيذ أكبر مشروع طاقة شمسية وتخزين بطاريات عالميًا
وأوضح أنه رغم التوقعات بانقضاء هذه الأمة في مدة قصيرة، من المرجح أن يستمر التسابق لإزالة الكربون عن القطاعات الاقتصادية وخلق وظائف خضراء.
مؤشرات الانتعاش
يُظهِر مؤشر الوظائف المستقبلية، الذي أنشأته شركة الاستشارات "كوغنيزانت"، انتشار وظائف مهندسي الطاقة الشمسية وفنيي تركيب الألواح الشمسية، إذ ارتفعت وظائف مهندسي الطاقة الشمسية بنحو 368% في العام الماضي.
وقال كاتب المقال آدي غاسكل أن هذا الاتجاه يدعم عددًا من الاتجاهات الاقتصادية المثيرة للاهتمام.
وأشار إلى أن برنامج "هَلُو وورلد"، يهدف إلى استخدام الطاقة الشمسية لإنشاء مراكز تعليم باستخدام شبكة الاتصال اللاسلكي (واي فاي) في أجزاء من العالم تفتقر إلى الطاقة والإنترنت.
من جهتها، تعمل شركة الطاقة السويدية "ألايْت"، التي تأسست في عام 2013، على تشجيع الشركات الكبرى على استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل منشآتها، وتمتلك الشركة حاليًا نحو 46 منشأة طاقة شمسية تولد أكثر من 500 ميغاواط في جميع أنحاء أوروبا.
الطاقة الشمسية كخدمة
تهدف شركة "ألايْت" إلى تقليل النفقات الرأسمالية المطلوبة لإنشاء مجموعة للطاقة الشمسية في موقع العمل وتقديم طاقة رخيصة ومتجددة بصفتها مصروفات تشغيلية للشركات بدلاً من ذلك، وفقًا لما نشرته مجلة "فوربس".
وألمح كاتب المقال إلى أن قسم تسليم المواد في شركة سيارات تويوتا اليابانية العملاقة حدّد لنفسه هدفًا طموحًا يتمثل في إنتاج محايد كربونيًا بحلول عام 2050، ويركِّب مصفوفات طاقة شمسية في مواقع العمل تولد ما يصل إلى 5 ميغاواط ساعة من الكهرباء سنويًا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أللايت"، هارالد أوفرهولم، إن الشركات العملاقة مسؤولة عن 70% من استهلاك الكهرباء في العالم، ويعود ذلك إلى حجم العمل الذي تؤديه.
وأضاف أن تقليص تعطيل الأعمال إلى أدنى حد يمثل ركيزة التحول إلى اقتصاد عالمي قائم على مصادر الطاقة المتجددة والاستغناء عن الاستخدامات الخطرة والمضرة للوقود الأحفوري.
تقاسم الثروة
قال كاتب المقال آدي غاسكل إن العديد من الدول في جميع أنحاء العالم المتقدم تسعى لضمان توزيع فوائد النمو الاقتصادي توزيعًا منصفًا على شرائح المجتمع.
وأشار إلى أن الباحثين وجدوا أنه مقابل كل وحدة من وحدات الكهرباء المولَّدة، تنتج الطاقة الشمسية نحو 10 أضعاف عدد الوظائف التي تنتجها محطة الطاقة النووية المكافئة أو منشأة الوقود الأحفوري.
وأوضح أنه ليس من قبيل الصدفة أن وظيفة "فني تركيب الطاقة الشمسية" كانت الوظيفة الأسرع نموًا في الولايات المتحدة قبل تفشي وباء كورونا.
وبيّن أنه مثلما أحدثت الكهرباء تحولًا واسع النطاق في الاقتصاد السويدي، يبدو أن الطاقة الشمسية لن تغير الاقتصاد الأخضر فحسب، وإنما الاقتصاد العالمي.
وأضاف أن المستقبل لا يعد بأن يكون أكثر اخضرارًا فحسب، وإنما أكثر إنصافًا، وهو أمر جدير بالدعم والتشجيع.
اقرأ أيضًا..
- وزير مصري يعلن عبر "الطاقة&" موعد توقيع عقود الربط الكهربائي مع السعودية
- السعودية.. عروض بـ4 مليارات دولار لتمويل مشروع بتروكيماويات في الجبيل