كيري يدعو لخطة تمويل "تريليونية" لأهداف المناخ لما بعد 2025
ويختار مصر لاستضافة مؤتمر المناخ المقبل
داليا الهمشري
قبل أقل من شهر على انعقاد مؤتمر كوب26 للمناخ في غلاسكو، يبذل المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للمناخ، جون كيري، جهودًا مضنية من أجل الاتفاق على أجندة طموحة والحصول على تعهدات من جميع الأطراف المشاركة بالجدية في تحقيق أهداف الحياد الكربوني لمواجهة تغير المناخ.
وفي إطار هذه الجهود، بدأ كيري جولته الأوروبية التحضرية لمؤتمر المناخ -في 29 سبتمبر/أيلول الماضي ويستمر حتى 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري- وتشمل كلًا من سويسرا وإيطاليا وفرنسا.
ودعا كيري -اليوم السبت- الاقتصادات الرئيسة في العالم إلى ضرورة بذل مزيد من الجهود -قبل محادثات المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة الشهر المقبل- لتؤكد جديتها بشأن معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، حسب رويترز.
مسارات للحد من الاحتباس الحراري
يهدف مؤتمر المناخ في غلاسكو إلى ضمان المزيد من الإجراءات المناخية الطموحة مما يقرب من 200 دولة وقعت على اتفاقية باريس عام 2015 للحد من الاحتباس الحراري إلى أقل بكثير من 2.0 درجة مئوية -ويفضل 1.5 درجة- فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وقال كيري خلال اجتماع تحضيري لمؤتمر المناخ القادم عُقد في ميلانو: "لدينا الآن قرابة 55% من الدول ملتزمة باتباع مسارات من شأنها أن تحافظ على درجة الحرارة عند 1.5 درجة".
وأضاف مشددًا: "أقل بكثير من 2.0 درجة مئوية؛ يعني أقل بكثير.. أي ليس 1.9 أو 1.8 أو 1.7 درجة".
نظام تمويل مناخي شفاف
عززت تعهدات الطاقة والتمويل الجديدة من الولايات المتحدة والصين آمال المفاوضين، لكن العديد من دول مجموعة العشرين -بما في ذلك الدول الملوثة الرئيسة مثل الصين والهند- لم تعلن بعد تحديثات لخطط العمل المناخية قصيرة المدى الخاصة بها.
وطالب نشطاء المناخ الشباب -بما في ذلك السويدية غريتا ثونبرغ التي كانت في ميلانو هذا الأسبوع- صانعي السياسة بمطابقة الكلمات مع العمل، وتخصيص مليارات الدولارات لتخليص العالم من الوقود الأحفوري.
ودعوا أيضًا إلى نظام تمويل مناخي يتسم بالشفافية والمزيد من المنح لمساعدة الأشخاص الأكثر تعرضًا لتأثيرات تغير المناخ.
يذكر أن الدول الغنية التي تعهدت قبل عقد من الزمان بتعبئة 100 مليار دولار سنويًا لمساعدة البلدان الفقيرة على التكيف والانتقال إلى طاقة أنظف ما زالت أقل من هدفها لعام 2020.
اندثار صناعة تعدين الفحم
توقع كيري أن يفي المانحون بتعهدهم البالغ 100 مليار دولار، إلا أنه أوصى بأن تتطلع خطة التمويل لما بعد عام 2025 "ليس فقط إلى المليارات، بل إلى التريليونات".
وعلق مفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ، فرانس تيمرمانس، على دعوة كيري لعمل جذري وسريع، قائلًا: "نحن نكافح من أجل بقاء البشرية".
وردًا على سؤال حول مستقبل تعدين الفحم، أوضح تيمرمانس أن هذه الصناعة ستختفي تدريجيًا حتى دون اتخاذ إجراءات مناخية محددة؛ لأنها ستصبح في النهاية غير مجدية اقتصاديًا.
وقال: "سأكون مندهشًا للغاية إذا استمرت صناعة تعدين الفحم بعد عام 2040".
وما زالت الصين والهند -أكبر منتجين للفحم في العالم- تعتمدان على محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم للحصول على حصة كبيرة من إمدادات الكهرباء.
وأضاف تيمرمانس: "نحن في حوار بناء للغاية مع الهند والصين.. هناك رغبة من كلا البلدين في أن يكونا جزءًا من النجاح".
اختيار مصر
أعلن مبعوث الولايات المتحدة بشأن المناخ، جون كيري، اليوم السبت، اختيار مصر لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ العام المقبل.
ويأتي هذا بعد شهر تقريبًا على إعلان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اهتمام بلاده باستضافة القمة العالمية للمناخ 2022.
وشدد السيسي، خلال اجتماع عبر الإنترنت لرؤساء الدول والحكومات حول المناخ، على أن مصر ستعمل على أن تكون تلك القمة نقطة تحول جذرية في عمل المناخ الدولي بالشراكة مع جميع الأطراف، وذلك لمصلحة قارة أفريقيا والعالم أجمع.
موضوعات متعلقة..
- إدارة بايدن تسابق الزمن لسنّ تشريعات مناخية صارمة
- جون كيري يبحث في الرياض دعم السعودية لجهود مكافحة تغير المناخ
اقرأ أيضًا..
- توتال إنرجي تقود تحالفًا لمزاد رياح بحرية في إسكتلندا
- قازاخستان تستعين بـ"لوك أويل" الروسية لتطوير حقل كالامكاس