لتعزيز إنتاج النفط والغاز.. الصين تعتزم إنفاق 123 مليار دولار
وسط مساعي تلبية الطلب المحلي المتزايد
أحمد شوقي
تخطط الصين لزيادة إنتاج النفط والغاز في السنوات المقبلة لتلبية الطلب المحلي المتزايد، إذ لا تزال البلاد في حاجة إلى الوقود الأحفوري، رغم أن التحول الأخضر يمثّل أولوية رئيسة.
وتتوقع شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، في تقرير نشرته حديثًا، أن الصين بصدد إنفاق أكثر من 120 مليار دولار لحفر 118 ألف بئر بحلول منتصف العقد الجاري، من أجل تعزيز إنتاج النفط.
وفي الوقت نفسه، تهدف البلاد إلى توفير المزيد من استهلاكها للنفط من مصادر محلية، بعدما ارتفعت حصة النفط الخام المستورد بشكل مطّرد منذ عام 2014، قبل أن تصل إلى مستوى قياسي العام الماضي.
زيادة الإنفاق
بحسب التقرير، من المتوقع أن تنفق شركات النفط الوطنية الصينية (إس إن بي سي وسينوك وسينوبك) معًا نحو 123 مليار دولار على خدمات الحفر والآبار في الـ5 سنوات المقبلة، ارتفاعًا ممّا مجموعه 96 مليار دولار في المدة بين عامي 2016 و2020.
ويأتي ذلك في إطار تعزيز نشاط الحفر في البلاد خلال السنوات القليلة المقبلة، نتيجة لنمو الطلب على النفط والغاز في الصين.
ومن المتوقع أن تُشكّل آبار التطوير -حفر بئر في منطقة إنتاج مؤكدة لاستخراج النفط أو الغاز- 88% من الإجمالي البالغ 118 ألف بئر بحلول عام 2025، على أن تُمثّل الآبار الاستكشافية -الغرض منها استكشاف وجود الوقود الأحفوري من عدمه- النسبة المتبقية، والبالغة 12%، بحسب ريستاد إنرجي.
وتمكّنت الصين من الحفاظ على إجمالي إنتاج النفط مع زيادة إنتاج الغاز العام الماضي، بفضل تقنيات الحفر وخدمات الآبار، على الرغم من حفر عدد أقلّ من الآبار بسبب كورونا.
ارتفاع الطلب على النفط
لا يزال من المتوقع أن تستخدم الصين المشتقات النفطية لتزويد مئات الملايين من السيارات والحافلات والشاحنات بالوقود خلال السنوات الـ5 المقبلة على الأقلّ، بالرغم من تقديرات بشأن ارتفاع حصة سوق السيارات الكهربائية في البلاد إلى 20% من الإجمالي، بحسب محلل أبحاث الطاقة في ريستاد إنرجي، بينغ لي.
وانخفض إنتاج النفط الصيني إلى 1.43 مليار برميل العام الماضي، مقارنة مع 1.55 مليار برميل عام 2014، بحسب ما نقلته ريستاد إنرجي.
وفي السياق نفسه، تشير تقديرات شركة بي بي البريطانية إلى ارتفاع استهلاك النفط في الصين العام الماضي، ليصل إلى 14.22 مليون برميل يوميًا، بزيادة 1.6% عن العام السابق له، على حين يُقدَّر الإنتاج بنحو 3.9 مليون برميل يوميًا نهاية العام الماضي، ما يمثّل ارتفاعًا بنحو 1.7% على أساس سنوي.
وكان إنتاج النفط المحلي قادرًا على تلبية ما يزيد قليلًا عن ربع احتياجات الخام في الصين العام الماضي، مع استيراد نسبة 74% المتبقية، وهو أعلى وتيرة استيراد سجّلتها بكين على الإطلاق، وفقًا لتقرير ريستاد إنرجي.
وبالنظر إلى أن بكين تمتلك 2.4% فقط من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، فإنها ليس لديها القدرة على زيادة الإنتاج المحلي بشكل كبير.
وبحسب البيانات السنوية لشركة بي بي، بلغت احتياطيات النفط في الصين 26 مليار برميل بنهاية العام الماضي.
ودفعت الحكومة الصينية شركات الاستكشاف والإنتاج المحلية للعثور على احتياطيات جديدة وزيادة الإنتاج المحلي، لتقليل الاعتماد على الواردات وما يرتبط بها من مخاوف تتعلق بأمن الطاقة، بحسب ريستاد إنرجي.
الغاز الطبيعي
ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي في الصين من 120 مليار متر مكعب عام 2014، ليصل إلى نحو 190 مليار متر مكعب العام الماضي، لكنه لا يزال أقلّ بكثير مقارنة بالطلب الإجمالي.
وبحسب ريستاد إنرجي، بلغ إجمالي الطلب على الغاز الطبيعي في الصين نحو 330 مليار متر مكعب العام الماضي، ما يعني أن البلاد لا تزال تعتمد على الغاز المستورد عبر الأنابيب والغاز الطبيعي المسال لتغطية أكثر من 40% من احتياجاتها.
وأمام ذلك، فإن الضغط لتعزيز إنتاج الغاز المحلي أمر حتمي في الصين، خاصةً مع ارتفاع الاستهلاك، إذ تلجأ الصين إلى الغاز بديلًا عن الفحم في توليد الكهرباء لتقليل الانبعاثات، كما يرى التقرير.
ومن شأن ذلك أن يوفر حافزًا لقطاع الاستكشاف والإنتاج، خاصةً إذا استمرت أسعار الغاز الطبيعي المسال دوليًا في الارتفاع، كما يبدو على الأرجح؛ بسبب قيود المعروض العالمي.
موضوعات متعلقة..
- الغاز الطبيعي سيصبح أكبر مصدر للوقود الأحفوري بالصين في 2050
- الصين تبيع كميات من احتياطي النفط الإستراتيجي بالمزاد العلني
- بعد معاناة 5 أشهر.. الطلب على النفط في الصين يبدأ الانتعاش
اقرأ أيضًا..
- دراسة أميركية: الطاقة المتجددة "كارثة" وخطر على الاقتصاد
- حوار - رئيس شركة صولا مصر: قيود حكومية وراء تحجيم مشروعات الطاقة الشمسية المنزلية