حوار - رئيس شركة صولا مصر: قيود حكومية وراء تحجيم مشروعات الطاقة الشمسية المنزلية
الشركة نفّذت 18% من إجمالي المحطات المنزلية بالقاهرة
أجرى المقابلة - محمد فرج
- الشركة وضعت خطة طموحة لتركيب محطات طاقة شمسية في القطاع المنزلي
- قمنا بتقليص عدد العاملين والمهندسين بالشركة بسبب تداعيات تفشّي كورونا
- ارتفاع تكلفة محطات الطاقة الشمسية بنسبة 7% بسبب زيادة أسعار الألواح
- الشركة نفّذت 98 مشروعًا للطاقة الشمسية في منازل القاهرة بقدرات مختلفة
- الشركة تتلقّى العديد من الطلبات لإنشاء محطات طاقة شمسية في المنازل والمباني الإدارية
شهدت السنوات الـ5 الماضية ظهور العديد من الشركات المصرية -ومن بينها شركة صولا- العاملة في مجال إنشاء وتركيب محطات الطاقة الشمسية، بعد إقرار الحكومة حزمة تشريعات مشجّعة على الاستثمار وإنشاء شركات متخصصة في أعمال مقاولات محطات الطاقة النظيفة.
وتعدّ صولا مصر واحدة من أبرز الشركات العاملة بمجال تركيب محطات الطاقة الشمسية في المنازل، إذ تمثّل نسبة مشاركتها في إنشاء محطات الطاقة الشمسية بالقطاع المنزلي قرابة 18% من حجم السوق المصرية.
أجرت "الطاقة" مقابلة مع رئيس صولا، وائل مدكور، للحديث عن المشروعات التي نفّذتها الشركة بالسوق المصرية، والرؤية المستقبلية لقطاع الطاقة النظيفة، والتحديات التي تواجه الشركة، وسبل التوسع في المشروعات خارج مصر.
كيف بدأت صولا مصر في مجال إنشاء محطات الطاقة الشمسية؟
صولا مصر شركة مساهمة مصرية بدأت أعمالها في السوق المصرية عام 2015، وتضم عددًا كبيرًا من الخبراء والمتخصصين في مجال الطاقة المتجددة، وتقدّمت بطلب لهيئة الطاقة المتجددة المصرية بغية الحصول على شهادة تأهيل لإنشاء وتركيب محطات الطاقة الشمسية على أسطح المنازل والمصانع وغيرها من المنشآت.
ووضعت الشركة خطة طموحة لتركيب محطات طاقة شمسية في القطاع المنزلي، وخاصة المنازل المستقلّة والمنتجعات السكنية، في إطار خطة الحكومة المصرية لنشر تطبيقات واستخدامات الطاقة الشمسية.
كم عدد المشروعات الشمسية التي نفّذتها صولا مصر؟
الشركة نفّذت 98 مشروعًا للطاقة الشمسية بالمنازل في القاهرة بقدرات مختلفة، ونُفِّذَت بنظام تعرفة التغذية وصافي القياس، وهما نظامان أقرّتهما الحكومة المصرية، يتضمن الأول "تعرفة التغذية" قيمة ثابتة لبيع الكيلوواط/ساعة المنتج من المشروع لصالح شركة التوزيع لمدة 25 عامًا.
أمّا النظام الثاني "صافي القياس"، فيتضمن تركيب محطة طاقة شمسية لتلبية احتياجات الكهرباء للمنزل أو المصنع، ويُوقَّع عقد التنفيذ مع شركة توزيع الكهرباء، ويُركَّب عدّاد كهرباء تبادلي يحسب قيمة الإنتاج والاستهلاك، وتُعمل مقاصّة بين الإنتاج والاستهلاك.
هل تنفّذ الشركة محطات شمسية في القطاع المنزلي فقط؟
نعمل في مجال تركيب محطات الطاقة الشمسية بالقطاع المنزلي والمصانع والري، لكن معظم المشروعات التي نفّذتها الشركة في القطاع المنزلي؛ إذ تستحوذ صولا مصر على قرابة 18% من تركيبات محطات الطاقة الشمسية بالمنازل المستقلّة (الفلل) في مصر.
نفّذنا محطة طاقة شمسية بمبنى إدارى كبير في القاهرة يصل إلى 16 طابقًا، وكان من المشروعات ذات الطبيعة الحرجة التي أنشأتها الشركة؛ حيث رُكِّب 1200 لوح طاقة شمسية شفّاف في واجهتين بالمبنى.
كما شاركنا في مشروع تجريبي مع جامعة النيل المصرية لتركيب محطة طاقة شمسية عائمة تكون نموذجًا استرشاديًا في منطقة توشكى، ونسعى للتوسع في إنشاء مشروعات الطاقة الشمسية للمنازل والمصانع خلال المدة المقبلة.
ويعدّ القطاع المنزلى الأساس في نشاط عمل الشركة، ويليه القطاع الإداري والمصانع، والسبب الرئيس لعدم التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية بقطاع الري عدم وضوح الرؤية بشأن تنفيذها.
ما التحديات التي تواجه الشركة في تنفيذ المشروعات؟
رغم أن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية وضعت آليات وضوابط منظمة للتوسع في مشروعات الطاقة الشمسية؛ فإن هناك ضبابية في المشهد عمومًا؛ إذ شهدت السنوات الـ3 الماضية رواجًا وانتعاشًا كبيرين في مجال إنشاء محطات الطاقة الشمسية، ولكن حُجِّمَت كل هذه الجهود من خلال وضع إجراءات غير واضحة تحدّ من إنشاء المشروعات.
على سبيل المثال، فإن الكتاب الدوري رقم 2 الصادر من قبل جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك المصري يحدّ من إنشاء مشروعات الطاقة الشمسية في التجمعات السكنية والقطاع المنزلي والري أيضًا، إذ حُدِّدت القدرات والنِّسب المقرر استخدامها من محطات إنتاج الطاقة الشمسية بالمنشآت.
وتتلقّى الشركة العديد من الطلبات لإنشاء محطات طاقة شمسية في المنازل والمباني الإدارية، ولكن مع وجود هذه القيود تُكَبَّل كل الجهود للتوسع في إنشاء المشروعات وتلبية احتياجات العملاء.
هل تأثّرت أعمال الشركة بعد تفشّي وباء كورونا؟
نعتمد على نظام إلكتروني "مميكن" في صولا مصر منذ بداية عمل الشركة في السوق المصرية، والعمل يسير دائمًا دون التقيد بمكتب أو موقع محدد، وكل الأمور واضحة تمامًا من خلال النظام الإلكتروني.
ومثل جميع الشركات، فقد تأثّرت الأعمال في المدة الماضية بنسبة تصل إلى 60%، بسبب الإجراءات الاحترازية وفرض حالات الإغلاق الجزئي، ولكن الوضع حاليًا تحسّن كثيرًا، خاصة أن وجود المواطنين في المنازل بسبب وباء كورونا أسهم في زيادة استهلاك الكهرباء، ومن ثم ارتفعت أسعار الفواتير؛ ما دفع معظمهم للتفكير في إنشاء محطات شمسية.
هل خفضت الشركة عدد العاملين؟
نعم، جرى تقليص عدد العاملين والمهندسين بالشركة بسبب تداعيات تفشّي وباء كورونا، ورغم الأعباء الكبيرة التى حدثت طوال السنوات الـ3 الماضية، فإننا أبقينا على العاملين والمهندسين الموجودين؛ لإيمان الشركة بأن السوق ما زالت مفتوحة وكبيرة، وهناك مشروعات كثيرة قد تتعاقد عليها.
ما الموقف الحالي لمشروعات صولا مصر؟
الأمور أصبحت أفضل كثيرًا من العام الماضي، لكنها لم تعُد إلى طبيعتها، والشركة تتعاقد على إنشاء محطة أو محطتين شهريًا بالقطاع المنزلي، وهذا المعدل جيد جدًا مقارنةً بما حدث في المدة الماضية.
والشركة تسعى حاليًا لتنفيذ مشروعات طاقة شمسية بالقطاع الصناعي والإداري.
ماذا عن المشروعات المستقبلية التي ستنفّذونها؟
سوف نستمر في التركيز على إنشاء مشروعات بالقطاع المنزلي، وهناك مفاوضات على إنشاء 6 مشروعات جديدة في مصر، كما أجرينا مباحثات مع دول عربية لبحث التعاون لإنشاء محطات الطاقة الشمسية في المنتجات السكنية والمنازل ضمن خطة الشركة لزيادة حجم المشروعات والمنافسة بصفتها شركة مصرية في الأسواق العربية والأفريقية.
ما تأثير ارتفاع أسعار الشحن والألواح الشمسية في المشروعات؟
زيادة قيمة شحن المعدّات، وارتفاع أسعار الألواح الشمسية بنسبة تتراوح بين 8 و10% تسبّبا في ارتفاع تكلفة محطات الطاقة الشمسية بنسبة تتراوح بين 6 و7%، خاصة أن ألواح الطاقة الشمسية تمثّل 60% من تكلفة إنشاء المحطات.
والطبيعي أن الزيادة في التكلفة تُحَمَّل على العملاء، وتؤثّر في مدة استرداد تكلفة المحطة، خاصةً أن ثبات أسعار الألواح الشمسية يُسهم باسترداد التكلفة خلال مدة تتراوح بين 4 و5 سنوات، وعقب ارتفاع الأسعار ستزيد سنوات استرداد التكلفة.
ما الجهات الممولة لمشروعات الشركة؟
صولا مصر تُنشِئ محطات الطاقة الشمسية للعملاء في المنازل والمصانع، ومن ثم فلا تحتاج إلى تمويلات؛ لأن التكلفة ليست مرتفعة، ونعتمد على مواردنا الذاتية في شراء مكونات المشروعات، وبعض المصانع تتعاون مع جهات تموّل المشروعات التي يُتعَاقد عليها مع الشركة.
كيف تقيّم تجربة الشركة في إنشاء المحطات؟
تجربة جيدة جدًا، ولكننا نسعى دائمًا للأفضل والريادة في مجال إنشاء محطات الطاقة الشمسية الصغيرة، ولم نقف على أن تصل صولا مصر لإنشاء 18% من إجمالي محطات الطاقة الشمسية بالمنازل في مصر، ولكننا نأمل في زيادة النسبة لتصل إلى أكثر من ذلك.
كما إن طموح الشركة للتوسع في الأسواق العربية والأفريقية يتناسب مع التوجّه الحكومي لفتح آفاق جديدة للشركات المصرية في المنافسة خارج مصر، وتعمّق التعاون مع الدول المجاورة.
اقرأ أيضًا..
-
حوار - رئيس شركة السويدي إليكتريك: أسعار النحاس "أزمة عالمية".. وأسهمنا في طفرة الكهرباء المصرية
-
حوار - جمعية طاقة الرياح العالمية: نمو المشروعات ليس كافيًا للحياد الكربوني.. ومصر تحقق طفرة كبيرة