انخفاض منسوب بحيرة باول الأميركية يهدد بحرمان 5.8 مليون منزل من الكهرباء
وسط توقعات بتوقف المحطات عن توليد الكهرباء قريبًا
نوار صبح
- التوقعات الأخيرة بشأن بحيرة باول مقلقة وتستوجب تعاون ولايات الحوض والقبائل لإيجاد حلول
- انخفض ارتفاع مياه بحيرة باول إلى نحو 1083 مترًا فوق مستوى سطح البحر
- يستمر تغير المناخ والجفاف وضعف الجريان السطحي في استنزاف إمدادات نهر كولورادو
- ظروف الجفاف تتسبب في انخفاض مستويات المياه وتحرم المنازل من الكهرباء
كشفت دراسة جديدة نشرها مكتب الاستصلاح الأميركي، الأربعاء الماضي، عن احتمال بنسبة 30% بانخفاض منسوب مياه بحيرة باول، التي تقع على نهر كولورادو من شمال ولاية أريزونا إلى جنوب ولاية يوتا، إلى ما دون المستوى الأدنى المطلوب لتوليد الطاقة الكهرومائية العام المقبل.
وبيّنت الدراسة أن انخفاض منسوب المياه في بحيرة باول، ثاني أكبر خزان من صنع الإنسان في الولايات المتحدة، قد يؤدي إلى جعل توليد الطاقة الكهرومائية من سدّ غلين كانيون بالبحيرة مستحيلًا في أقرب وقت من العام المقبل، وتزداد فرصة تعطل التوليد إلى 34%.
وأفاد موقع قناة سي إن إن الأميركية، الأربعاء الماضي، بأن تشغيل السدّ بكامل طاقته يولد الكهرباء التي تُوَزَّع على نحو 5.8 مليون منزل وشركة تمتد من ولاية نبراسكا إلى ولاية نيفادا.
وقال المدير الإقليمي لحوض أعالي كولورادو التابع لمكتب الاستصلاح الأميركي، واين بولان، إن التوقعات الأخيرة بشأن بحيرة باول مقلقة؛ ما يعكس أهمية الاستمرار في التعاون مع ولايات الحوض والقبائل والشركاء الآخرين لإيجاد حلول.
توقعات مقلقة
يوفر خزّانا مياه بحيرة باول وبحيرة ميد القريبة، اللذان تغذيهما مستجمعات المياه في نهر كولورادو، إمدادًا بالغ الأهمية لمياه الشرب والري للكثيرين في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك المزارع الريفية ومزارع المواشي والمجتمعات المحلية، وقد انحسرت مياه الخزانيْن بمعدل ينذر بالخطر هذا العام.
ووفقًا لمكتب الاستصلاح الأميركي؛ فقد انخفض ارتفاع مياه بحيرة باول إلى ما يقرب من 1083 مترًا فوق مستوى سطح البحر – 33% فقط من السعة، في أواخر يوليو/تموز الماضي، وهو أقل من أدنى مستوى سابق في عام 2005.
وأشار المكتب إلى أن التوقعات الخاصة بمستويات المياه في بحيرة ميد، التي توفر المياه لـ25 مليون شخص في الغرب، قاتمة أيضًا؛ حيث يستمر تغير المناخ والجفاف وضعف الجريان السطحي في استنزاف إمدادات النهر.
وتكشف توقعات الدراسة الجديدة التي أعدّها المكتب، لعام 2025، عن فرصة بنسبة 66% لانخفاض مياه بحيرة ميد إلى ما دون العتبة الحرجة البالغة 312 مترًا فوق مستوى سطح البحر.
-
للمرة الأولى.. إغلاق محطة الطاقة الكهرومائية في كاليفورنيا بسبب الجفاف
- انخفاض المياه بخزان سد هوفر يهدد بتراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية في أميركا
- تسارع نضوب بحيرة أورفيل ينذر بأزمة كهرباء في كاليفورنيا
وبينت الدراسة أنه إذا بقيت مستويات المياه أقل من هذا الحد، فسيؤدي ذلك إلى حدوث انقطاعات عميقة في المياه؛ ما قد يؤثر على ملايين الأشخاص في ولايات كاليفورنيا وأريزونا ونيفادا ونيو مكسيكو.
وأوضحت أن هناك أيضًا فرصة بنسبة تزيد على 20% لأن تنخفض مستويات المياه في بحيرة ميد إلى ما دون 305 أمتار فوق مستوى سطح البحر في عام 2025.
وأكدت الدراسة أن هذا بالكاد يزيد على 30.5 مترًا فوق ما يُعَد "حوضًا ميتًا"، وهو المستوى الذي لا يمكن للمياه عنده أن تتدفّق لمسافة أطول نحو سد هوفر.
تبخّر المياه بسبب الجفاف
يتعرض حوض نهر كولورادو وجزء كبير من الجنوب الغربي لموجة كبيرة من الجفاف الناجم عن تغير المناخ، الذي امتد لأكثر من 20 عامًا، حسبما نشره موقع قناة سي إن إن الأميركية.
وتوصلت دراسة نشرتها مجلة "ساينس" الأميركية، في عام 2020، إلى أن الفترة من عام 2000 إلى عام 2018 كانت أكثر فترات الجفاف لـ19 عامًا منذ أواخر القرن السادس عشر، وقد ازدادت الأمور سوءًا في السنوات التالية لذلك.
ووفقًا لدراسة نشرها فريق عمل الجفاف التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (إن أو إيه إيه)، الثلاثاء الماضي؛ فقد جرى تصنيف الجفاف الذي شهدته المنطقة من عام 2020 حتى عام 2021 على أنه استثنائي ويُعَد من أشد مستويات الجفاف.
وأظهرت دراسة الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن ولايات كاليفورنيا ونيفادا ويوتا وكولورادو وأريزونا ونيو مكسيكو شهدت جفافًا استثنائيًا منذ عام 2020، وتوقعت أن يستمر الجفاف الحالي حتى عام 2022 وربما بعده.
ونظرًا لأن ظروف الجفاف تتسبب في انخفاض مستويات المياه، فإن مليارات الكيلوواط/ساعة من الطاقة الكهرومائية التي تزود المنازل في ولاية نبراسكا إلى ولاية أريزونا بالكهرباء معرضة للخطر أيضًا.