جيبكا يبحث تعزيز خطة الاكتفاء الذاتي لدول مجلس التعاون الخليجي
من خلال التقنيات الزراعية المتقدمة
دينا قدري
في كلمته بمؤتمر "جيبكا"، تحدّث نائب المدير العامّ للاتحاد الدولي للأسمدة، باتريك هيفر، عن دور التقنيات الزراعية المتقدمة في تعزيز خطة الاكتفاء الذاتي لدول مجلس التعاون الخليجي.
وأكد -خلال مشاركته في اليوم الثاني من فعاليات الدورة الـ11 من مؤتمر جيبكا للمغذيات الزراعية- أن المياه هي العائق الرئيس في دول مجلس التعاون، وكفاءة استخدام المغذيات تُعدّ منخفضة للغاية.
وأوضح أن التسميد والزراعة الدقيقة والمحفّزات الحيوية والزراعة العمودية توفر حلولًا لزيادة كفاءة استخدام المياه والمغذيات.
وأضاف أن دول مجلس التعاون الخليجي ستستمر في الاعتماد على الواردات للمحاصيل الأساسية، لكنها يجب أن تتبنّى الزراعة عالية التقنية للمحاصيل عالية القيمة، للسوق الإقليمية.
خيارات مجلس التعاون
أوضح هيفر أن خيارات دول مجلس التعاون الخليجي -لتحسين الإمدادات الغذائية- تتمثل في النهج الافتراضي للأرض والمياه، والذي يشمل استيراد المواد الغذائية، والحصول على أراضٍ في الخارج، مثلما فعلت السعودية في بعض المناطق من العالم، وخاصةً في أفريقيا.
كما يشمل نهج التكنولوجيا الزراعية، الذي يضم الحفاظ على المياه بشكل أفضل، واستخدام المدخلات بكفاءة، والزراعة القائمة على البيانات، والتحكم في البيئة، وتعزيز فسيولوجيا النبات، والزراعة الخاضعة للتحكم الكامل.
إدارة المياه والمغذيات
تحدّث نائب المدير العامّ للاتحاد الدولي للأسمدة عن المبادئ الـ4 للإشراف على المغذيات، وهي المصدر المناسب، والمعدل المناسب، والوقت المناسب، والمكان المناسب. وهو ما ينطبق أيضًا على إدارة المياه.
وهناك تفاعلات متعددة بين إدارة المياه وإدارة المغذيات، يتعين أخذها في الاعتبار عند التعامل مع أيّ منها.
يشمل ذلك إدارة التربة والمحاصيل لتقليل فقدان المياه من خلال الجريان السطحي والتبخر، وإدارة التربة والمياه لتقليل فقدان المغذيات من خلال الترشيح والتعرية والجريان السطحي والتطاير.
ويُعدّ التسميد إحدى الطرق الفعّالة لتحسين هذه التفاعلات بين إدارة المياه وإدارة المغذيات، إذ يزيد من كفاءة استخدام المياه والمغذيات.
ويقوم التسميد على استخدام الأسمدة القابلة للذوبان في المياه من خلال أنظمة الري لتزويد النباتات باحتياجاتها اليومية من المياه والمغذيات.
أنواع الزراعات وأهدافها
تحدّث هيفر عن الزراعة الدقيقة المبنية على البيانات، التي يُعدّ هدفها تحسين الزراعة وأتمتتها، وهو ما يحتاج إلى الكثير من البيانات، من خلال أجهزة الاستشعار (فوق الأرض وتحتها)، ورسم خرائط التربة، والذكاء الاصطناعي، وأدوات دعم اتخاذ القرار التي يُمكن ربطها بالروبوتات.
وأشار إلى تعزيز فسيولوجيا النبات من خلال استكمال الأسمدة بالمحفزات الحيوية، وهي منتجات تحفز عمليات تغذية النبات بشكل مستقل عن المحتوى الغذائي للمنتج، بهدف وحيد يتمثل في تحسين واحدة أو أكثر من الخصائص التالية للنبات أو جذور النبات: كفاءة استخدام المغذيات، وتحمل الإجهاد اللاأحيائي، وخصائص الجودة، وتوافر المغذيات المحصورة في التربة أو الجذور.
كما تحدّث عن الزراعة الخاضعة للتحكم الكامل، التي تُعدّ الزراعة العمودية هي أحدثها. ويشمل ذلك البيئة الخاضعة للسيطرة الكاملة (من حيث درجة الحرارة والإضاءة على سبيل المثال)، والمزارع الذكية المتصلة بالكامل، والاستخدام الأمثل للأراضي، وبيولوجيا النبات المحسّنة، والتسميد المُحسّن، وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير من خلال استخدام مخلّفات المحاصيل لإنتاج الغاز الحيوي والمغذيات، والتكامل مع المدن فيما يتعلق بميزات النقل، وجذب الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية في دول مجلس التعاون الخليجي.
مؤتمر جيبكا
انطلقت فعاليات الدورة الـ11 من مؤتمر جيبكا للمغذيات الزراعية، أمس الأربعاء، عبر تقنية الاتصال المرئي، تحت شعار "خارطة طريق جديدة لمستقبل غذائي آمن".
وينظم الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا"، هذا المؤتمر بهدف توفير منصة مثالية تناقش التحديات المتعلقة بالقطاع ومستقبله، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين القادة وروّاد الصناعة.
وافتتح نائب الرئيس التنفيذي للمغذيات الزراعية في شركة سابك السعودية، نائب رئيس لجنة المغذيات الزراعية في جيبكا، سمير العبد ربه، اليوم الثاني من فاعليات المؤتمر.
وتحدّث عن التحديات التي تواجه صناعة المغذيات الزراعية، مشددًا على أن "العالم لن يكون قادرًا على تلبية احتياجات السكان المتزايدة وتزايد الطلب على الغذاء دون المغذيات الزراعية".
اقرأ أيضًا..
- جيبكا يدعو إلى الابتكار والتعاون في إنتاج المغذيات الزراعية
- جيبكا يدعو إلى اتخاذ خطوات لتقليل البصمة الكربونية بقطاع المغذيات الزراعية
- "جيبكا" يستعرض التحديات والحلول لمواجهة التغيرات المناخية والأمن الغذائي
- انطلاق الدورة 11 من مؤتمر جيبكا للمغذيات الزراعية