شركات الطاقة الشمسية تضغط على الكونغرس الأميركي لتنفيذ 6 مطالب
لدفع عجلة التقدم من أجل تحقيق الحياد الكربوني
داليا الهمشري
وجّه القائمون على صناعة الطاقة الشمسية رسالة إلى الكونغرس الأميركي، حددوا فيها عددًا من المطالب من أجل التغلب على المشكلات التي تعرقل تقدّم هذه الصناعة، وذلك سعيًا لسنّ تشريعات من شأنها تحقيق طفرة جديدة في مجال الطاقة المتجددة.
وتتجه الولايات المتحدة بالفعل إلى التوسع في مصادر الطاقة المتجددة، لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وتشهد مشروعات الطاقة الشمسية المجتمعية (أو التشاركية) في المباني السكنية طفرة كبيرة.
وبلغت الحصة السوقية للطاقة الشمسية المحلية أو المجتمعية في الولايات المتحدة العام الماضي مستوى قياسيًا بنسبة 37%، ارتفاعًا من 13% فقط عام 2016.
ويُقصد بالطاقة الشمسية المجتمعية (أو التشاركية)، بناء مجمّع شمسي في المجتمع المحلي يولد الكهرباء من الطاقة الشمسية، ويمنح الشركات المحلية والسكان في المناطق المجاورة خيار التسجيل، والحصول على حصة من الكهرباء المولدة.
رسالة تتضمن 6 مطالب
طالب أصحاب الشركات، في رسالة مشتركة، الكونغرس بـ 6 أشياء محددة لتحقيق انطلاقه في مجال صناعة الطاقة الشمسية.
وجاء على رأس القائمة: تمديد ائتمان ضريبة الطاقة الشمسية الفيدرالية، والذي يوفر تخفيضًا بنسبة 30% في تكلفة مشروع الطاقة الشمسية.
ويتمثل المطلب الثاني في معالجة تحديات التمويل، وأوجه النقص، من خلال إضافة أحكام الدفع المباشر إلى مركز التجارة الدولية، ومساعدة الصناعة على الوصول إلى أهداف النشر الطموحة.
إذ تسعى هذه الشركات إلى العمل على مشروعات قائمة بذاتها لتخزين الطاقة -وليس فقط مشروعات تخزين الطاقة المتصلة بأنظمة الطاقة الشمسية-، لتكون مؤهلة للحصول على تخفيض 30% من مركز التجارة الدولية.
تدريب قوى عاملة قوية
علاوة على ذلك، تطالب الشركات الحكومة الفيدرالية بالاستثمار في مشروعات الطاقة الشمسية، فضلاً عن مشروعات النقل والربط المشترك ومرونة الشبكة.
كما دعا أصحاب الشركات -في رسالتهم الموجهة إلى الكونغرس- إلى دعم برامج التدريب والسياسات العادلة التي تستمر في بناء قوى عاملة قوية ومتنوعة في مجال الطاقة الشمسية.
وتقدّر صناعة الطاقة الشمسية حاليًا بنحو 25 مليار دولار، وتوظف أكثر من 231 ألف أميركي في وظائف عالية الجودة وذات رواتب عالية في جميع الولايات الـ50، لتحقيق هدف الطاقة النظيفة للرئيس بايدن لعام 2035.
تقول رابطة صناعات الطاقة الشمسية: "يجب أن يتضاعف حجم القوة العاملة في مجال الطاقة الشمسية 4 مرات إلى أكثر من 900 ألف أميركي".
ورابطة صناعات الطاقة الشمسية منظمة وطنية غير هادفة للربح تهتم بمجال الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، أنشئت عام 1974، ويقع مقرّها في سكرامنتو، وتؤيد تمديد قرض الضرائب لمستثمري الطاقة الشمسية 30% لمدة 8 سنوات.
قال الرئيس والمدير التنفيذي للرابطة، أبيغيل روس هوبر: "لا بدّ من إزالة الكربون بسرعة من الشبكة الكهربائية للتخفيف من حدّة أسوأ آثار تغيّر المناخ، ومن ثم فالائتمان الضريبي للاستثمار في الطاقة الشمسية هو السياسة الأكثر فاعلية لدفع التوسع بصناعة الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة".
التوسع في الطاقة الشمسية
دعا الكاتب في موقع "كلين تكنيكا" المعني بأخبار الطاقة النظيفة، زكاري شاهان، لضرورة الإسراع بخفض الانبعاثات الكربونية، خوفًا من مواجهة كوارث مناخية قد تتجاوز جميع التخيلات، وتودي بالمجتمع البشري.
وأوضح أن تكلفة الطاقة الشمسية تواصل الانخفاض، كما تستمر هذه الصناعة في التوسع عامًا بعد عام، حتى أصبحت تمثّل حاليًا ما يقرب من نصف قدرة طاقة توليد الكهرباء في الولايات المتحدة الأميركية.
ودعا زكاري إلى ضرورة اتخاذ مزيد من الإجراءات نحو إغلاق محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم والميثان الأحفوري، والتي تسمّى بشكل مخادع بـ"الغاز الطبيعي".
وفي هذا السياق، تعوّل أكثر من 700 شركة للطاقة الشمسية على الكونغرس لاتخاذ إجراءات أقوى لدعم الطاقة الشمسية، حتى يتحقق المزيد من الأرباح.
إزالة الكربون
تساءل الكاتب زكاري شاهان، إذا كان الكونغرس سوف يستجيب لمطالب أكثر من 700 شركة، تسيطر على صناعة بقيمة 25 مليار دولار.
وإذا ما كانت هذه الرسالة كافية للضغط على الكونغرس من أجل التزامات سياسية قوية في مجال الطاقة الشمسية.
وقال: "هل ستشهد الصناعة على الأقل تمديدًا لائتمان ضريبة الطاقة الشمسية بنسبة 30%؟ من الصعب أن نتوقع ردّ فعل الكونغرس، فالتمديد الأخير كان من المفترض أن يكون... التمديد الأخير، لكن هذه ليست المرة الأولى التي كان من المفترض أن تكون الأخيرة".
وأضاف زكاري أنه على الرغم من أن مطالب شركات الطاقة الشمسية تخدم في النهاية أهداف الحزبين الديمقراطي والجمهوري، فإن قرارات الكونغرس نادرًا ما تكون منطقية، حتى في تلك القضايا التي تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وتبلغ قدرات الولايات المتحدة من الطاقة الشمسية أكثر من 100 غيغاواط بنهاية الربع الأول من العام الجاري، لتُشكّل 58% من إجمالي سعة التوليد الجديدة، بحسب تقرير صادر عن جمعية صناعات الطاقة الشمسية وشركة وود ماكنزي في أغسطس/آب الماضي.
اقرأ أيضًا..
- أميركا.. سعة الطاقة الشمسية المجتمعية تشهد طفرة كبيرة
- مع تزايد اعتماد الطاقة الشمسية في أميركا.. القوى العاملة المدربة أمر ملح
- 600 ألف وظيفة إضافية يوفّرها قطاع الطاقة المتجددة الأميركي في 2030