مبيعات السيارات في باكستان تنخفض 13% في أغسطس
بعد قفزة في يوليو إثر خفض أسعار الفائدة
هبة مصطفى
انخفضت مبيعات السيارات في باكستان بنسبة 13%، في أغسطس/آب الماضي، على أساس شهري، بينما ارتفعت المبيعات على أساس سنوي بنسبة 85%، مقارنة بالشهر ذاته العام الماضي، مدفوعة بالتعافي والانتعاش الاقتصادي ودعم المصارف لخفض أسعار الفائدة وإطلاق طرازات جديدة، حسبما نقلت صحيفة ذا إكسبريس تريبون الباكستانية عن محللين.
المبيعات ودعم المصارف
بلغت مبيعات السيارات خلال أغسطس/آب، 21 ألفًا و751 وحدة، بينما بيعت 24 ألفًا و918 وحدة في الشهر السابق له، طبقًا لبيانات صادرة عن جمعية مصنّعي السيارات (بي إيه إم إيه) في باكستان.
جاء هذا الإنخفاض –مقارنة بالشهر السابق له- بعدما قفز تمويل المصارف للسيارات في باكستان إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في يوليو/تموز الماضي.
وبلغ تمويل المصارف 314 مليار روبية (مليارًا و88 مليون دولار أميركي)، وارتفعت على إثره مبيعات السيارات بنسبة 104%، وبيعت 20 ألفًا و699 سيارة في هذا الشهر وحده.
وسبق هذا الارتفاع القياسي في يوليو/تموز، زيادة كبيرة العام الماضي بنسبة 46%، إلى 99 مليون روبية باكستانية (ما يقرب من 600 مليون دولار أميركي).
مبيعات الشركات
احتفظت باك سوزوكي موتور بالمرتبة الأولى في انخفاض مبيعات السيارات، إذ تراجعت مبيعاتها على أساس شهري بنسبة 21%، فقد باعت 12 ألفًا و62 وحدة فقط في أغسطس/آب.
ولم يكن أداء شركة إندوس موتور أفضل من ذلك، وانخفضت مبيعاتها خلال أغسطس/آب بنسبة 16%، إذ باعت 5 آلاف و639 وحدة فقط.
في المقابل، سجلت شركة هوندا أطلس كارز ارتفاعًا في مبيعات سياراتها بنسبة 40%، إذ باعت 3 آلاف و230 وحدة، في أغسطس/آب.
وأرجع المحلل في توب لاين سيكيوريتيز للبحوث المالية، عمير نصير، هذا الارتفاع إلى إطلاق الشركة طرازها الجديد في الشهر ذاته.
كما ارتفعت مبيعات هيونداي نيشات موتور، بنسبة 53%، إذ بيعت 712 وحدة، وحلّل نصير هذا الارتفاع والطلب على سيارات الشركة إلى إطلاقها مؤخرًا نموذجَي هيونداي إلنترا وسوناتا.
أسباب الانخفاض
أوضح نصير أنه باحتساب مبيعات شركة كيا –غير العضو في جمعية مصنّعي السيارات- ترتفع مبيعات أغسطس/آب الإجمالية إلى 24 ألف وحدة.
وأرجع هذا الإنخفاض الإجمالي في مبيعات السيارات إلى قفزة المبيعات الشهرية في يوليو/تموز الماضي، مدفوعة بالدعم المصرفي والحوافز الشهرية وتراكم الطلب بقوة.
وأضاف أن شركتي إندوس موتور وباك سوزوكي سجّلتا أعلى مبيعات لهما على الإطلاق خلال يوليو/تموز فقط.
واتفق معه المحلل في توروس سيكيوريتيز للاستشارات والبحوث المالية، مستجاب علي كاظمي، مشيرًا إلى تكثيف المستهلكين الطلب على السيارات في يوليو/تموز بعد إعلان الحكومة الباكستانية طرح حوافز ومزايا لمشتري السيارات حينها.
وفسّر انخفاض مبيعات أغسطس/آب بأنها عودة للمستويات الطبيعية، وربما تصل للانكماش إذا ما قورنت بمبيعات يوليو/تموز التي تأثرت مرتفعة بالمزايا الحكومية.
في سياق مختلف، بيّن كبير محللي الأبحاث بشركة سيدار كابيتال للأوراق المالية والبورصة، أن مبيعات السيارات في باكستان تأثّرت بالنقص العالمي في الرقائق الإلكترونية، ما تسبّب في تعليق بعض الشركات لطلبات الشراء من نماذج محددة.
خفض سعر الفائدة
كان المصرف المركزي في باكستان قد خفض سعر الفائدة بمقدار 625 نقطة أساس، خلال المدة من مارس/آذار إلى يونيو/حزيران 2020، إلى 7%، حتى يتمكن التمويل المصرفي للشركات والأفراد من مساعدتهم على مواجهة الجائحة.
واجتمعت عدّة عوامل، كانخفاض سعر الفائدة وزيادة تمويل المصارف وإدخال نماذج جديدة ومطورة على صناعة السيارات، لتجعل امتلاك سيارة في متناول فئات الدخل المتوسط والعالي.
وفقًا لبيانات مؤسسة عارف حبيب المحدودة للأبحاث، فإن نموّ تمويل السيارات استمر طوال الأشهر الثلاثة عشر، من يوليو/تموز 2020، حتى الشهر نفسه من العام الحالي.
وتوقّف الإنتاج والمبيعات في صناعة السيارات لمدة شهرين، بعد تفشّي فيروس كورونا في باكستان، منذ فبراير/شباط 2020.
غير أن التمويل المصرفي دعم انتعاش الصناعة تدريجيًا، إلى أن بيعت 10 آلاف و123 وحدة في يوليو/تموز 2020.
وواصلت مبيعات السيارات النمو، لتصل إلى 238 وحدة، بزيادة 90% خلال العام المالي السابق، إلى أن وصلت لقفزة قياسية في يوليو/تموز الماضي، إذ بيعت 20 ألفًا و699 وحدة، بزيادة 104% على أساس سنوي.
وزاد إنفاق المستهلكين على شراء السيارات بقيمة 73.6 مليار روبية (ما يقرب من 442 مليون دولار أميركي)، خلال العام المالي المنتهي في مارس/آذار 2021، مقارنة بـ3.2 مليار روبية (ما يقرب من 19 مليون دولار أميركي) في العام السابق.
اقرأ أيضًا..
- التمويل المصرفي يرفع مبيعات السيارات 104% في باكستان
- هل يدفع شبح نقص الرقائق باكستان إلى التصنيع المحلي؟
- باكستان.. قفزة في مبيعات السيارات بنسبة 114%