مفاجأة بشأن استخدام مياه حقول النفط في ري المحاصيل
حياة حسين
أصدر مركز التحكم في جودة المياه بمنطقة "سنترال فالي" في ولاية كاليفورنيا الأميركية، تقريرًا يفيد بأن استخدام مخلفات حقول النفط من المياه في ري بعض المحاصيل آمن، وغير ضار بصحة الإنسان، حسبما ذكر موقع "بيكرزفيلد" اليوم السبت.
وقال التقرير إن اختلاط مياه حقول النفط بمصادر المياه الأخرى في وسط منطقة كيرن بولاية كاليفورنيا لم يؤثّر سلبًا على محاصيل مختلفة منزرعة محليًا عند استخدامها في الري.
دراسة غير مُكتملة
رغم أن التقرير النهائي اعتمد على دراسة استغرقت 5 سنوات، فإن بعض جوانب الدراسة لم تكتمل بعد.
ووجدت الدراسة أن "سنترال فالي" هي المنطقة الوحيدة في أميركا التي تستخدم تلك المياه في الري، في وقت اعتمدتها دول عديدة مثل المكسيك والبرازيل، رغم أن تلك المياه تحتوي على كمية كبيرة من المواد الملوثة، عكس أميركا، وما خلصت إليه الدراسة.
والدراسة لم تثبت عدم وجود آثار على صحة الإنسان، ولكنها لم تجد ما يثبت وجود مخاطر على صحته من تناول محاصيل سُقيت بمياه بعضها من مخلفات حقول النفط.
وأُجريت الدراسة على محاصيل المكسرات مثل اللوز والبندق والفول السوداني، وأشجار الحمضيات مثل الليمون، والتوت، وأيضًا النباتات الدرنية مثل البطاطس والبطاطا، ونباتات أخرى، إذ استعمل المزارعون مياه آبار مختلطة مع مياه حقول نفط مجاورة، وتحمل كميات ضئيلة من المواد السامة.
موجات جفاف
رغم أن التقرير لم يحسم أمر تلك المسألة بشكل نهائي، فإنه قد يكون قشة نجاة للمزارعين الذين يواجهون تقلصًا للموارد المائية بسبب موجات الجفاف.
ويضرب العالم -بما في ذلك الولايات المتحدة- موجات جفاف عديدة، فاق عددها في العامين الأخيرين إجمالي العدد في عدة عقود.
ولم تؤثّر تلك الموجات من الجفاف على الزراعة وري المحاصيل فحسب، وإنما خفّضت عمليات توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية، بسبب انخفاض منسوب المياه في السدود حول العالم.
كما أن نتيجة الدراسة ستفتح مجالًا أرحب إلى الاستفادة من مياه، تُستخدم -حاليًا- في ري 95 ألف فدان منزرعة محاصيل مختلفة.
تكلفة مرتفعة
من سلبيات ري المحاصيل بمياه حقول النفط أن تكلفة معالجة تلك المياه قد تكون مرتفعة، نتيجة لعدة عوامل منها: النقل والتنقية.
إلا أن بعض القريبين من القائمين على تلك الصناعة، أوضحوا أن التكلفة آخذة في التراجع.
كما أنه من المتوقع الإقبال على معالجة تلك المياه واستخدامها في ري المحاصيل، في ظل تناقص مصادر المياه العذبة.
وبينما رحّب ممثلو صناعة النفط بنتائج الدراسة، انتقدها آخرون من نشطاء البيئة.
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية نفط كاليفورنيا المستقلة، روك زيرمان، إن "هذا يؤكد ما نعرفه منذ زمن طويل، وهو أن منتجي النفط عنصر أساسي في تزويد المزارعين بمزيد من المياه التي يحتاجونها في وقت الجفاف.. هذا يعني أن إغلاق محطات إنتاج النفط ينتج عنه وقف النشاط الزراعي".
دعم النتائج
أضافت عضوة الجمعية، مديرة الشؤون القانونية، كريستين زيمرمان، قائلة إن "نتيجة الدراسة دليل واضح على أن الأغذية المُصنعة من محاصيل مروية بمياه مختلطة مع مخلفات حقول النفط من المياه آمنة صحيًا مثل المصادر الأخرى للمياه.. نحن ندعم النتائج في ظل معرفتنا بالاحتياج الشديد لتوفير مزيد من المياه للزراعة".
غير أن مديرة جمعية كاليفورنيا "واشنطن، دي سي"، التابعة لـ"فوود آند ووتر واتش"، ألكسندرا ناغي، وصفت نتائج الدراسة بـ"غير المريحة".
وقالت ناغي: "المشاركون في الدراسة تجاهلوا تلويث المياه الناجمة عن الصناعة للتربة وآثارها على المياه الجوفية، وبالتالي على صحة من يتناول محاصيل اُستخدمت تلك المياه في ريها.. أهل الصناعة يمجدون في نتائج الدراسة، لأنها تصبّ في كفة أرباحهم، لكنها تهدد صحة كوكبنا وشعوب العالم".
وشرح التقرير من خلال 37 صفحة إجراءات البحث، ومقارنات بين محاصيل مروية بمياه النفط وأخرى عادية.
وقام الباحثون في المدة بين عامي 2017 و2019 باختبار 399 مادة كيميائية مرتبطة بالمياه المنتجة محليًا مثل: الهيدروكربونات، والمعادن، والمواد المشعة التي تحدث بشكل طبيعي، وأيضًا المواد المضافة مثل: المذيبات والمبيدات الحيوية، ولم يجدوا دليلًا على تحديد أي مخاطر كبيرة على الصحة والسلامة موجودة في المحاصيل المروية بتلك المياه.
نصيحة الباحثين
نصح الباحثون بتعديل شروط الحصول على ترخيص إنتاج مياه الري في المنطقة، وذلك بضرورة وضع شروط لكمية المياه المُنتجة لا جودتها فقط، ونوعية المحاصيل التي يمكن ريها بالمياه المعالجة، وأيضًا طريقة معالجة تلك المياه.
كما حثّ الباحثون منتجي النفط، الذين تُستخدم مياههم في الري، على استخدام مواد كيميائية مُضافة أقل تلويثًا، وإجراء دراسات على مخاطر أي مواد جديدة تُضاف في الصناعة في المستقبل.
اقرأ أيضًا..
-
كيف يبني بعض نشطاء البيئة مواقفهم على معلومات خاطئة؟.. زيون لايتس نموذجًا
-
البرازيل.. الطاقة الكهرومائية توفر 66% من توليد الكهرباء في عام الوباء
-
موجات الجفاف تضع العالم بين مطرقة الاحتباس الحراري وسندان توليد كهرباء كافية