الأشجار الميتة تُطلق 11 مليار طن من انبعاثات الكربون سنويًا (دراسة)
رغم أهميتها للنظام البيئي.. وتحذيرات من الأسوأ بسبب تغير المناخ
أحمد شوقي
تؤدي الأشجار الميتة في الغابات دورًا حيويًا في النظام البيئي، لكن في الوقت نفسه، تطلق انبعاثات كربونية هائلة قد تكون أسوأ من حرق الوقود الأحفوري.
وينتج عن تحلل الخشب الميت إطلاق نحو 10.9 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون -15% من إجمالي الانبعاثات- في الغلاف الجوي والتربة سنويًا؛ ما يُعد أكثر بقليل من انبعاثات حرق الوقود الأحفوري عالميًا، وفقًا لدراسة لمجلة نيتشر البريطانية، نشرها المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع موقع ذا كونفرزيشن.
وبحسب الدراسة؛ فمن الممكن أن يتغير هذا القدر من الانبعاثات الكربونية اعتمادًا على نشاط الحشرات، كما أنه من المرجح أن يزداد في ظل تغيّر المناخ.
الأشجار الميتة
الأشجار الميتة أو الأشجار اليابسة هي عبارة عن الفروع الميتة أو جذوع الأشجار المتناثرة على الأرض في الغابات، وتؤدي العديد من الأدوار الحيوية في النظم البيئية للغابات.
وعندما تتحلل الأشجار الميتة؛ فإنها تسهم في دورة العناصر الغذائية للنظام البيئي، وهو أمر مهم لنمو النبات، بحسب الدراسة.
وتعمل الأشجار الميتة حول العالم حاليًا على تخزين نحو 73 مليار طن من الكربون، وفقًا لما نقله المنتدى الاقتصادي العالمي.
وتُعد الغابات أحواضًا للكربون؛ حيث تلتقط الأشجار الحية ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزنه؛ ما يساعد على تنظيم المناخ، في الوقت الذي تشكل فيه الأشجار الميتة 8% من الكربون المحتجز -أو المخزّن- في غابات العالم.
تأثير الحشرات
رصدت الدراسة -التي نقلها منتدى الاقتصاد العالمي وشارك فيها أكثر من 30 مجموعة بحثية في العالم- تأثير المناخ والحشرات على معدل تحلل الأشجار الميتة.
وبحسب التقرير، جرى وضع الخشب من أكثر من 140 نوعًا من الأشجار لمدة تصل إلى 3 سنوات في 55 موقعًا للغابات في 6 قارات، وكانت نصف عينات الخشب هذه في أقفاص شبكية مغلقة لاستبعاد الحشرات من عملية التحلل لاختبار تأثيرها أيضًا.
وأظهرت الدراسة أن معدل تحلل الأشجار الميتة وكيفية إسهام الحشرات في عملية التحلل يعتمد بشدة على المناخ؛ إذ يرتفع في المناطق الاستوائية، مع زيادة درجات الحرارة، ووجود تنوع بيولوجي أكبر -المزيد من الحشرات والفطريات- لتسهيل التحلل، ومن ثم تكون الحشرات مسؤولة عن نسبة أكبر من انبعاثات الكربون، مقارنة بالمناطق الباردة.
ومن بين 10.9 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من الأشجار الميتة كل عام، يُقدر أن نشاط الحشرات مسؤول عن 3.2 مليارًا أو نحو 29%، وفقًا للتقرير.
تداعيات تغيّر المناخ
بالنظر إلى أن 93% من تحلل الأشجار الميتة تحدث في المناطق الاستوائية التي من المقرر أن تصبح أكثر دفئًا ورطوبة في ظل تغيّر المناخ؛ فإنه من المتوقع أن يزيد تغيّر المناخ من كمية الكربون المنبعثة سنويًا من الأشجار الميتة، حسب التقرير.
يذكر أن كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة ما زالت تمثل جزءًا بسيطًا، في حين أن 85% من مخزون الكربون العالمي للأشجار الميتة تظل في الغابات وتستمر في تخزين الكربون.
ووفقًا للتقرير، يجب ترك الأشجار الميتة في الغابات؛ لأن إزالتها لن تكون مدمرة للتنوع البيولوجي وقدرة الغابات على التجدد فحسب، ولكنها قد تؤدي -أيضًا- إلى زيادة الكربون في الغلاف الجوي بشكل كبير.
وعلى سبيل المثال، في حال استخدام الأشجار الميتة وقودًا حيويًا؛ فإنها ستطلق مخزون الكربون الذي كانت ستظل محتفظة به، كما أن إزالتها سوف تتسبب في إطلاق انبعاثات كربونية بنحو 8 أضعاف الكربون الذي ينبعث حاليًا من حرق الوقود الأحفوري.
اقرأ أيضًا..
- صناعة زيت النخيل في البرازيل تهدد غابات الأمازون
- حرائق الغابات تطلق كميات قياسية من انبعاثات الكربون في 2021 (تقرير)