اقتصاد الهيدروجين في أفريقيا.. هل تنجح التجربة؟ (تقرير)
نوار صبح
- يجب أن تكون هناك مرحلة انتقالية تزيد من استخدام التقنيات الخضراء تدريجيًا
- الغاز الطبيعي المسال يمكن أن يحلّ محلّ الفحم في السنوات القليلة المقبلة
- التحدي الرئيس الحالي لا يزال يتمثل في تكلفة الإنتاج والنقل
- يتعين ربط المجتمعات في الأماكن النائية بشبكة كهرباء من أيّ نوع
عقدت مجلّتا "إنليت أفريكا" و"إي إس آي أفريكا" جلسة حوار عبر تقنية الاتصال المرئي، تناولت الحديث عن اقتصاد الهيدروجين، إذ عبّر المشاركون عن أملهم بأن تستفيد جنوب أفريقيا وبلدان القارّة من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، رغم أن جني الفوائد العملية سيستغرق بعض الوقت.
وأوضح المشاركون أن أمل البلدان الأفريقية في بناء طاقة نظيفة للجميع سيتوقف إلى حدّ كبير على ما إذا كانت الحكومات المختلفة في القارّة تضع تدابير فعالة للاستفادة من سلسلة القيمة المقترحة للطاقة، حسبما أوردته مجلة إي إس آي أفريكا.
وقال ممثل التحالف الجنوب أفريقي للنفط والغاز، كريغموركيل، إنه لا يمكن قلب التحول من المسارات عالية استخدام الوقود الأحفوري إلى الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة على الفور.
وأضاف أنه يجب أن تكون هناك مرحلة انتقالية تزيد من استخدام التقنيات الخضراء تدريجيًا.
وأوضح أن الغاز، مثل الغاز الطبيعي المسال، بصفته وقودًا انتقاليًا يمكن أن يحلّ محلّ الفحم في السنوات القليلة المقبلة، ويمكن استبداله بالهيدروجين مستقبلًا.
وذكّر المشاركين بأن الهدف النهائي للاستثمار في الهيدروجين هو إزالة الكربون من أنظمة الطاقة إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، إذ يرى أن من غير الممكن تحقيق الحياد الكربوني غدًا.
في المقابل، أظهر مدير مركز الطاقة التابع لجامعة كيب بينينسولا للتكنولوجيا (سي بي يو تي)، البروفيسور طارق خان، مزيدًا من الشكوك حول إمكانات اقتصاد الهيدروجين الأزرق.
وذكّر الجميع بأن أكسيد النيتروز هو منتج جانبي محتمل يجري تهميشه وتجاهله في المناقشات الدائرة بشأن تقنيات احتجاز الكربون ومنافع استخدام الهيدروجين مصدرًا للطاقة.
وأشار إلى دراسة بيَّنت أن حرق الغاز المخصب بالهيدروجين في التوربينات الصناعية يؤدي إلى إطلاق 6 أضعاف كمية أكسيد النيتروز التي تنبعث في الغلاف الجوي مقارنة بالميثان المنبعث عند استخدام الفحم.
الطموحات والتحديات
كان البروفيسور طارق خان أكثر إيجابية بشأن إمكانات الهيدروجين الأخضر لتلبية احتياجات العالم من الطاقة النظيفة، لكنه أشار إلى أن التحدي الرئيس الحالي لا يزال يتمثّل في تكلفة الإنتاج والنقل.
وأوضح أنه بينما يمكن أن تكون مصادر الطاقة المتجددة حلًا مستدامًا مذهلاً لجنوب أفريقيا، لا يزال يتعين القيام بعمل كبير لربط المجتمعات في الأماكن النائية بشبكة كهرباء من أيّ نوع.
وألمح إلى أن الإرث الذي تدعمه شبكة الكهرباء في جنوب أفريقيا، حيث يجري توليد معظم الكهرباء في البلاد في الموانئ والمراكز الصناعية على الساحل.
وأضاف أنه بسبب وجود شبكة طويلة للغاية من خطوط الكهرباء، لم يجرِ تصميم شبكة الكهرباء في جنوب أفريقيا أبدًا لنقل الكهرباء إلى المكان الذي يعيش فيه الناس.
وتناول كريغموركيل تحديًا آخر، مشيرًا إلى أن جنوب أفريقيا كانت ترسل أموالًا إلى خارج البلاد من خلال مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية الحالية، إذ تأتي المكونات والتقنيات المستخدمة من خارج البلاد.
وقال، إن التصنيع المحلي لمكونات الطاقة المتجددة توقّف بمجرد توقّف برنامج منتجي الطاقة المتجددة المستقل في عام 2014، وتساءل عمّا إذا كان الشيء نفسه سيحدث إذا بدأت الدولة في إنتاج الهيدروجين وتصديره.
اقتصاد الهيدروجين اللامركزي
قال مدير مركز كفاءة أنظمة هيدروجين جنوب أفريقيا (هيدروجين ساوث أفريكا) في جامعة ويسترن كيب، الدكتور سيفاكومار باسوباثي، إن البلاد تعمل على إنشاء برنامج مستقل جديد في مجال الهيدروجين من خلال الابتكارات في تكنولوجيا خلايا الوقود.
وأوضح أن اقتصاد الهيدروجين العالمي لم يكن مجرد حلم يتطور بمرور الوقت، ولكنه يكتسب زخمًا في أماكن مختلفة حول العالم، إذ يستعدّ المغرب لتصدير الهيدروجين.
وأضاف أنه يجب القيام بذلك في السنوات الـ5 المقبلة، لبدء البيع لدول مثل ألمانيا وغيرها.