نفايات الطاقة الشمسية.. كيف تتخلص الهند من التحديات البيئية؟
دراسة حديثة تطرح حلولًا لكيفية التخلص منها
داليا الهمشري
تعاني الهند مشكلة تراكم نفايات الطاقة الشمسية، في الوقت الذي تتقدّم فيه نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة، لتقليص معدل الانبعاثات
فالتوسع في استخدام الطاقة الشمسية في الهند حتى عام 2030، يعني -أيضًا- تراكم كمية كبيرة من نفايات الوحدات الكهروضوئية، بسبب فسادها مبكرًا أو تلفها في أثناء النقل والتركيب والتشغيل.
حجم نفايات الطاقة الشمسية
وحسب دراسة جديدة، يمكن أن يصل إنتاج النفايات إلى 21 كيلو طن من الوحدات الكهروضوئية من منشآت الطاقة الشمسية الجديدة، على افتراض أن القدرة الكهروضوئية المركبة في الهند تنمو إلى 287.4 غيغاواط بحلول عام 2030، من 40 غيغاواط في عام 2020، حسب مجلة "بي في ماغازين".
ولا يشمل هذا نفايات الألواح منتهية الصلاحية، إذ رُكّبت الأنظمة الكهروضوئية في المدة من 2020 إلى 2030، ومن المفترض أن يكون عمرها 30 عامًا على الأقل.
وجاءت تلك الدراسة بالتعاون مع مشروع التعاون الفني للاتحاد الأوروبي والهند، وهيئة التجارة الأوروبية للطاقة الشمسية، والجمعية الأوروبية لإعادة تدوير الدورة الكهروضوئية، والاتحاد الوطني للطاقة الشمسية في الهند.
التوسع في الطاقة الشمسية
توقع تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية في فبراير/شباط الماضي تساوي إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، مع ما يُولّد في محطات الفحم بحلول عام 2040.
وسلّط التقرير الضوء على مستقبل الطاقة، متوقعًا أن تشهد الهند أكبر زيادة في الطلب على الكهرباء على مستوى العالم خلال العقدين المقبلين.
وقال التقرير: إن الطاقة الشمسية ستحتل مكانة كبيرة في مستقبل الطاقة في الهند، وتحقق نموًا هائلًا، مدفوعة بتراجع الرسوم المفروضة على الاستثمارات في الطاقة المتجددة، وحث الحكومة على زيادة استخدام الكهرباء الخضراء.
3 سيناريوهات
لحصر كمية نفايات الطاقة الشمسية المولدة في الهند بحلول عام 2030، قدّر الباحثون النمو السنوي والتراكمي للقدرة الكهروضوئية المركبة في الهند بموجب 3 سيناريوهات.
ووضعوا في هذه السيناريوهات عددًا من الافتراضات حول وزن الوحدة الكهروضوئية، ومعدلات الاستبدال السنوية للطاقة الكهروضوئية، وأضرار الوحدة الكهروضوئية في أثناء النقل والتركيب.
وقدّر الباحثون الكتلة التراكمية من نفايات الوحدة الكهروضوئية بـ11 كيلو طن بحلول عام 2030، وفقًا لـ"السيناريو المنخفض"، و21 كيلو طن لـ"السيناريو المتوسط"، و34 كيلو طن لـ"السيناريو المرتفع".
ورجّح الباحثون أن تبدأ النفايات المولدة بسبب انتهاء عمر الوحدات الكهروضوئية في التراكم بعد عام 2040، التي ستمثّل المصدر الأصلي للنفايات.
نفايات الشركات
تشكّل الطاقة الشمسية المركبة على الأرض الغالبية العظمى من السعة الكهروضوئية، فيما لا يمثّل الجزء السكني سوى جزء بسيط من التركيبات على الأسطح.
وبالتالي يخلص التقرير إلى أن الجزء الأكبر من نفايات الطاقة الشمسية منتهية الصلاحية ناتج عن استخدامات الشركات.
ولا توجد سياسة في الهند للتعامل مع نفايات الألواح الشمسية، لأنها غير مدرجة في النفايات الإلكترونية، أو في لوائح النفايات الخطرة.
مسؤولية المنتج الممتدة
وضع التقرير عدة سنياريوهات لمناهج السياسات العامة المختلفة لإدارة نفايات الطاقة الشمسية في الهند: "سيناريو العمل كالمعتاد"، الذي يحافظ على الوضع الراهن كما هو.
واقترح التقرير سيناريو "العمل كالمعتاد المحسن"، الذي يفرض حظرًا على مدافن النفايات، على أن يحتفظ المالك النهائي بمسؤولية إدارة المُنتج.
أما بموجب "سيناريو مسؤولية المنتج الممتدة" -بالإضافة إلى حظر مدافن النفايات- فسيكون المنتج مسؤولًا قانونيًا عن إدارة المنتج مدى الحياة.
وأوصى الباحثون باتباع سيناريو مسؤولية المنتج الممتد، لكونه أفضل نهج للسياق الهندي، لأنه يشكّل الطريقة الأكثر فاعلية لأداء الإدارة السليمة للنفايات الكهروضوئية.
ونصحوا صانعي السياسة الهنود بتنفيذ قانون مسؤولية المنتج الممتد للوحدات الكهروضوئية، وغيرها من المنتجات الأخرى للنظام الكهروضوئي، مثل المحولات والبطاريات.
وتمتلك الهند حاليًا 37.4 غيغاواط من الكهرباء المولدة بالطاقة الشمسية التشغيلية، بالإضافة إلى قدرة توليد مقدارها 45 غيغاواط قيد الإنجاز.
ومن المتوقع أن تصبح الهند رائدة على مستوى العالم في تخزين البطاريات، إذ يمكنها إضافة سعة بطارية ما بين 140 و200 غيغاواط بحلول عام 2040، حسبما ذكر تقرير وكالة الطاقة الدولية.
اقرأ أيضًا..