التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير منوعةرئيسيةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةعاجلمنوعات

"نعمة أم نقمة".. نفايات الطاقة الشمسية تتسبّب في أضرار بيئية كبرى

العمر الافتراضي للألواح الشمسية يتراوح بين 20 و30 عامًا

تحرير - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • صناعة الألواح الشمسية تحتوي على معادن ضارة للبيئة
  • التكلفة أبرز العقبات أمام الشركات للتخلص السليم من النفايات
  • إعادة تدوير الألواح الشمسية حل ضروري لتقليل المخاطر
  • استخدام البيروفسكايت يجعل الطاقة الشمسية أكثر اخضرارًا
  • نفايات الهند قد تصل لـ1.8 مليون طن سنويًا بحلول 2050

تحمل الطاقة الشمسية في طياتها وعودًا بشأن مستقبل أكثر اخضرارًا، يُنقذ العالم من تداعيات تغيّر المناخ، لكن يشوب هذه الحقيقة بعض الشكوك على ما يبدو.

ومع توقّعات زيادة قياسية في سعة الطاقة الشمسية -التي وصفتها وكالة الطاقة الدولية بأنها ستصبح ملك الكهرباء الجديد- فإن مشكلة نفايات الألواح الشمسية قد تترك العالم في وضع أكثر قتامة ما لم تُعالج.

ويرى تقرير نشرته مجلة ديسكفر الأميركية -وكتبه كونور برندرغاست- أن ممارسات التخلّص من الألواح الشمسية الحالية بعيدة كل البعد عن أن تكون صديقة للبيئة، مع وجود أطنان من الألواح التي وصلت إلى نهاية عمرها الافتراضي.

مكونات الألواح الشمسية

تتكوّن الألواح الشمسية من عدة طبقات من السيليكون تسمى الخلايا، وكل خلية تتكوّن من لوحة شمسية مُحاطة بطبقة من الألمنيوم والزجاج، اللذين يُشكلان معًا نحو 80% من إجمالي الوزن، وكذلك المكونات التي تحوّل ضوء الشمس إلى كهرباء.

وعندما تتعرّض ذرات السيليكون لضوء الشمس، فإن هذه العملية يصاحبها خروج إلكترونات وإصدار شرارة، ومن ثم تُنقل هذه الإلكترونات عبر الخلية من خلال آثار الشوائب المعدنية المضافة إلى السيليكون، ثم تنقلها الأسلاك النحاسية تيارات كهربائية.

وفضلًا عن ضرورة استخدام السيليكون النقي للغاية حتى يكون أكثر ملاءمة للسماح بتدفق الإلكترونات، تشتمل صناعة الألواح الشمسية عادة على ثلاثي فلوريد النيتروجين وسداسي فلوريد الكبريت، وهما من أكثر غازات الدفيئة ضررًا.

عيوب الطاقة الشمسية

يتطلّب تصنيع الألواح الشمسية -غالبًا- استخدام العديد من المواد الكيميائية الضارة، بل قد تُضاف معادن مثل الكادميوم والرصاص، لتحسين الكفاءة الكهربائية للخلايا الشمسية، بحسب التقرير.

وهذا يجعل من الصعب إعادة تدوير الخلايا الشمسية، لأنها تتطلّب طاقة كبيرة لاستخراج المعادن الخطرة، مع حقيقة أن عمليات إعادة تدوير الألواح الشمسية في الغالب تُكلف أكثر من إنتاجها.

ومع نهاية عمرها التشغيلي -الذي يتراوح عادةً بين 20 و30 عامًا- يتسبّب التخلّص من الألواح الشمسية في أضرار بيئية كبيرة، مع عدم القدرة على القضاء عليها بطريقة صحيحة، نظرًا إلى التكلفة والجهد الكبير.

وعند النظر إلى حقيقة أن طرح الألواح الشمسية كان في عام 2000، فإن العديد من هذه الألواح وصلت إلى نهاية عمرها الافتراضي، وهنا يكون الاتجاه الغالب هو التخلُّص منها في مكبات النفايات أو إرسالها إلى البلدان النامية.

ومع ردم نفايات الألواح الشمسية تتسرّب المعادن السامة إلى البيئة، وربما تُشكّل خطرًا على الصحة العامة إذا وصلت لإمدادات المياه الجوفية.

وأظهرت الدراسات -كما يشير التقرير- أن المعادن الثقيلة في الألواح الشمسية، مثل الرصاص والكادميوم، يمكن أن تتسرّب من الخلايا الشمسية وتؤثّر على النباتات، وكذلك صحة الإنسان، مع العلم أن الرصاص يضعف نمو المخ لدى الأطفال، والكادميوم مادة مسرطنة.

أزمة تراكم النفايات

مع عدم القدرة على المعالجة السليمة لنفايات الألواح الشمسية، قد تتفاقم هذه المشكلة في العقود المقبلة، وسط توقعات بتراكم ما يقرب من 80 مليون طن من نفايات الطاقة الشمسية بحلول عام 2050، بحسب التقرير.

وتعمل معظم محطات إعادة التدوير بالطاقة الشمسية على إزالة الفضة والنحاس من الخلايا الشمسية، ثم إعادة تدوير الزجاج الملوث والأغلفة البلاستيكية عن طريق حرقها في أفران الأسمنت.

ونظرًا إلى أن هذه العملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلاً، تتجه شركات الطاقة الشمسية إلى وضع الألواح منتهية الصلاحية في مكبات النفايات أو تصديرها إلى دول العالم الثالث، التي قد لا تكون لديها البنية التحتية للتخلُّص الصحيح من هذه النفايات.

الهند نموذجًا

تشهد الهند مخاوف كبيرة من زيادة نفايات الطاقة الشمسية، رغم أن هذا المصدر من الطاقة المتجددة حديث العهد في الدولة الآسيوية.

ويتوقع مجلس الطاقة والبيئة والمياه الهندي (سي إي إي دبليو) أن تنتج الطاقة الشمسية -البالغة 40 غيغاواط حاليًا في الهند- قرابة 1359 طنًا من النفايات بحلول نهاية السنة المالية (2020-2021).

ومن المتوقع ارتفاع حجم النفايات من الطاقة الشمسية المستخدمة لأغراض توليد الكهرباء في الهند لنحو 200 ألف طن سنويًا بحلول عام 2030، وإلى نحو 1.8 مليون طن بحلول منتصف القرن، كما ترى كبيرة مديري الاستشارات لدى شركة الأبحاث (بريدج تو إنديا) الهندية، سانجيثا سوريش.

وأشارت سوريش إلى أن هذا التراكم لنفايات الألواح الشمسية، يأتي مع عدم وجود سياسة لإعادة التدوير والمعايير البيئية الواضحة، ولا توجد تقنية متخصصة لمعالجة تلك المخلفات، وهذا بالطبع هو حال الدول النامية بشكل خاص.

كيفية معالجة المشكلة

توجد طرق فاعلة يمكن من خلالها إعادة تدوير الألواح الشمسية، لتقليل المخاطر التي تُشكّلها النفايات الناجمة عن هذه العملية.

وتمتلك أكبر شركة للطاقة الشمسية في أميركا -فرست سولار First Solar-، منشآت يمكنها استخراج 90% من المواد الموجودة في الألواح، ومن ثم إعادة تدويرها بعد ذلك إلى ألواح شمسية أو إلكترونيات جديدة.

كما افتتحت فيوليا -وهي شركة فرنسية لإدارة النفايات- أول مصنع في أوروبا مُخصص فقط لإعادة تدوير الخلايا الشمسية.

ورغم هذه الإمكانات تكمن المشكلة الحقيقية في إقناع الشركات باستخدام هذه الأساليب، بدلاً من اختيار الطريقة الأرخص وإلقاء الألواح في مكبات النفايات، طبقًا لما ذكره التقرير.

وفي الوقت الحالي، تُعدُّ الصين والولايات المتحدة أكبر مستخدميّن للألواح الشمسية، لكن في الحقيقة أوروبا فقط هي التي اتخذت تدابير من شأنها جعل الشركات المصنعة تتحمّل مسؤولية نفاياتها.

ويطالب الاتحاد الأوروبي شركات الطاقة الشمسية بجمع الألواح الشمسية وإعادة تدويرها، مع تضمين تكلفة إعادة التدوير في سعر البيع، وهو ما ينعكس في هيئة زيادة هامشية فقط في السعر للمستهلكين.

ورغم عدم وجود خطط من جانب أكبر اقتصادين في العالم لتبني إجراء ملزم مماثل للاتحاد الأوروبي في أيّ وقت قريب، فإن واشنطن هي الولاية الوحيدة التي تلزم المُصنّعين بالتخلّص من الألواح الشمسية في منشأة مخصصة لهذا الغرض.

ابتكارات الطاقة الشمسية

إعادة التدوير الإلزامية ليست الطريقة الوحيدة لجعل الطاقة الشمسية أكثر اخضرارًا، فقد اتبعت العديد من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا طرقًا لجعل عملية التصنيع الفعلية أكثر نظافة.

ويستكشف العديد من العلماء طرقًا جديدة لتنقية السيليكون في الخلايا الشمسية، أو إجراء تجارب باستخدام نوع معين الخلايا الشمسية، وفقًا للتقرير.

وبالإضافة إلى ذلك، من الممكن التخلُّص من السيليكون تمامًا في صنع تقنيات الطاقة الشمسية عن طريق استخدام مادة تسمى البيروفسكايت.

وبدلاً من بلورات السيليكون، تتكوّن خلايا البيروفسكايت من بلورات معدنية، عادةً ما تكون من الرصاص، وتكون أقل تكلفة من السيليكون عالي النقاء اللازم للألواح الشمسية التقليدية، وهذه ميزتها الأولى.

الثانية، حول ما يتعلّق بالمخاوف من أضرار الرصاص -أيضًا- تُظهر الأبحاث بالفعل أن خلايا البيروفسكايت القائمة على معادن غير سامة مثل القصدير أو الجرمانيوم تقترب من كفاءة تلك التي تحتوي على الرصاص.

الثالثة، يوجد عدد قليل من الطرق لصنع خلايا شمسية من السيليكون، لكنّ هناك العديد من الطرق لصنع خلايا البيروفسكايت.

الرابعة، على الرغم من أنها أسهل وأكثر اخضرارًا في صنعها، فإن كفاءة خلايا البيروفسكايت تنافس بالفعل خلايا السيليكون في صنع الألواح الشمسية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق