ارتفاع أسعار الغاز يهدد خطط أوروبا للتحول إلى الطاقة المتجددة
أحمد عمار
- تكلفة توليد الكهرباء من الغاز في ألمانيا كانت أعلى من الفحم في أغسطس
- شركات الكهرباء الأوروبية غير راضية عن تحولها إلى الفحم
- تراجع واردات غازبروم الروسية تسببت في أزمة غاز بالقارة الأوروبية
- توقعات بأن تظل أسعار الغاز في الوقت الحالي أعلى بكثير مما كانت عليها في 2019
- نقص الغاز الروسي أحد أسباب العودة لاستخدام الفحم مؤخرًا
على الرغم من امتلاك شركات الكهرباء الأوروبية خططًا للتحول إلى الطاقة المتجددة ومستقبل أكثر اخضرارًا؛ فإنها تسعى إلى حرق المزيد من الفحم على المدى القريب.
ويبدو أن ارتفاع أسعار الغاز مؤخرًا مع تراجع مستويات التخزين في أوروبا نتيجة أزمة الإمدادات خصوصًا من روسيا -أكبر مورد للغاز في القارة- المتهم الرئيس في نية شركات الكهرباء هناك لحرق الفحم الذي يعد أرخص في الوقت الحالي رغم ضريبة الكربون المفروضة.
وصعدت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في بورصة نيويورك بنحو 93% منذ بداية العام الجاري حتى نهاية تعاملات 8 سبتمبر/أيلول الجاري.
التكلفة تدفع نحو استخدام الفحم
ويرى تحليل نشرته صحيفة فايننشال تايمز، للكاتب جون ديزارد، أن المعضلة بالنسبة لشركات توليد الكهرباء والمستهلكين حاليًا تكمن في التكلفة المقارنة لتوليد الكهرباء عبر استخدام الغاز.
ورأى التحليل أن اللوائح الأوروبية بشأن سوق الانبعاثات وضريبة الكربون لم تؤدِّ دورها المنوطة به مؤخرًا؛ إذ كان الهدف من تلك اللوائح هو رفع التكلفة الإجمالية للكهرباء المولدة من الفحم للحد الذي يجبر الاقتصاد على استبدال الوقود بمصادر الطاقة المتجددة أو النووية أو الغاز (يُعَد أنظف من أنواع الوقود الأخرى إلى حد ما)، وهو ما لم يحدث.
وبموجب نظام تجارة الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي، يتعين على الشركات التي تستخدم الوقود الأحفوري الملوث للبيئة شراء تصاريح لانبعاثات الكربون، فيما يمكن للشركات التي تصدر انبعاثات أقل من المستويات المتفق عليها بيع هذه التصاريح، وهو ما يكون بمثابة حافز لخفض الانبعاثات.
ومن الناحية النظرية، من شأن نظام تجارة الانبعاثات ذلك أن يجعل تكلفة الفحم أعلى من الغاز، ولكن في الحقيقة ما تشهده أوروبا حاليًا يختلف تمامًا.
ووفقًا للتحليل؛ فقد بلغت تكلفة توليد الكهرباء من الغاز في ألمانيا -على سبيل المثال- خلال الأسبوع الأخير من شهر أغسطس/آب الماضي نحو 104 يورو (123.04 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، مقابل 97 يورو (114.76 دولارًا) للكهرباء المولدة من الفحم لكل ميغاواط/ساعة.
ورغم ذلك، يؤكد التقرير أن شركات الكهرباء الأوروبية غير راضية عن تحولها إلى الفحم، ولكنه أرخص حاليًا من الغاز في توليد الكهرباء.
نورد ستريم قد يكون سببًا
يرجع أحد أسباب انخفاض تكلفة الكهرباء المولدة عبر الفحم إلى أن أسعار تصاريح انبعاثات الكربون لم ترتفع بشكل حاد مثل أسعار الفحم والغاز.
ورصد تحليل فايننشال تايمز ما يواجه السوق الأوروبية من نقص في الغاز الطبيعي في الوقت الحالي؛ بسبب تراجع واردات شركة غازبروم الروسية.
ونقل الكاتب عن أحد المستثمرين الكبار في روسيا، قوله: "روسيا كانت بحاجة إلى أن تظهر لأوروبا ماذا سيحدث إذا لم تتم الموافقة على خط أنابيب نورد ستريم2 -وهو الخط المثير للجدل والممتد من روسيا إلى ألمانيا- واستكماله بالكامل".
ورغم أن نقص الغاز الروسي أحد أسباب العودة لاستخدام الفحم مؤخرًا؛ فإن الكاتب يرى أن انخفاض مستويات الغاز المخزن لدى شركة غازبروم في أوروبا خلال العام الحالي يرجع إلى مشكلات فنية أو ربما محض الصدفة.
ومن المتوقع أن تظل أسعار الغاز في الوقت الحالي أعلى بكثير مما كانت عليها عام 2019، وهو ما يدفع الشركات الأوروبية كثيفة استخدام مصادر الطاقة المتجددة للتحول لاستخدام الفحم، رغم رغبة المستثمرين والمقرضين لهذه الشركات في أن تكون محطات الكهرباء الجديدة أنظف، وفق ما نقلته فايننشال تايمز.
وحذر الكاتب في نهاية المطاف، من أنه حال استمرار ارتفاع أسعار الغاز، سيكون هناك خطر سياسي شعبوي على توجه أوروبا إلى الطاقة الخضراء.
اقرأ أيضًا..
- أسعار الكهرباء في بريطانيا تصل لأعلى مستوى منذ عام
- ألمانيا.. ربحية توليد الكهرباء من الفحم تتزايد رغم أسعار الكربون القياسية
- أوروبا تواجه أزمة في إمدادات الغاز مع دخول الشتاء (تقرير)