هل تتأثر الأسواق باستهداف منشآت وناقلات النفط في الخليج العربي؟ (تقرير)
بعد تصاعد الاعتداءات خلال 2021
نوار صبح
- تضاعفت الاعتداءات على قطاع النفط في الخليج العربي 3 مرات منذ 2017
- السعة الاحتياطية العالية تحمي سوق النفط من تبعات الحوادث الأمنية
- شهد خليج عمان والبحر الأحمر وممر باب المندب غالبية الهجمات البحرية
- عطّلت الهجمات على منشأة بقيق وحقل خريص السعودييْن إنتاج 5.7 مليون برميل يوميًا
- • تمتلك أوبك+ الإنتاج الوحيد المتاح في العالم لتعويض الخسائر المفاجئة
بين 1 يناير/كانون الثاني و6 سبتمبر/أيلول من هذا العام، بلغ عدد الحوادث المعلنة في هذه المدة ذروته هذا العام، إذ جرى التحقق من 27 حادثًا أمنيًا مؤكدًا من إجمالي 61 حادثًا منذ عام 2017 فصاعدًا.
وقد أخذت الحوادث الأمنية التي تستهدف منشآت النفط وخطوط الأنابيب والناقلات منحى تصاعديًا حادًا في عام 2021.
ووفقًا للبيانات التي جمعتها خدمة بلاتس أويل سكيورتي سنتينل، تضاعفت الأحداث الأمنية، مثل الهجمات التي استهدفت البنية التحتية النفطية أو قطاع الشحن، في منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية 3 مرات على أساس سنوي منذ عام 2017.
النطاق الجغرافي للاعتداءات
شهد خليج عمان والبحر الأحمر وممر باب المندب غالبية الهجمات البحرية، منذ عام 2017، وتُظهر البيانات المقدمة في بلاتس أويل سيكيوريت يسنتنيل النطاق الجغرافي للأحداث الأمنية في شبه الجزيرة العربية إلى مضيق هرمز والساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ونظرًا إلى أن غالبية هذه الأحداث كانت منخفضة المستوى، وذات تأثير ضئيل أو معدوم على الإنتاج، فلم تتأثر أسعار النفط دائمًا تأثُّرًا شديدًا.
وتسببت الهجمات على منشأة بقيق في المملكة العربية السعودية وحقل خريص النفطي عام 2019 -التي مثّلت تهديدًا كبيرًا للإمدادات النفطية- في تعطيل إنتاج 5.7 مليون برميل يوميًا من إنتاج الخام لمدة وجيزة.
- تحديث - تفاصيل جديدة في حادث استهداف ناقلة نفط إسرائيلية قبالة سواحل عُمان
- السعودية تنفي تعرض أي من سفنها لهجوم قبالة ميناء ينبع
- السعودية تكشف تفاصيل استهداف مصفاة الرياض بطائرات مسيّرة
كما قفز سعر خام برنت في التاريخ نفسه بمقدار 8 دولارات إلى 68.20 دولارًا للبرميل في اليوم الأول للتداول بعد الهجوم، حسبما أوردته منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس".
علاوة المخاطر
ساعدت احتياطيات النفطط الإستراتيجية العالمية، وتنوع الإمداد، وصمود كبار المنتجين مثل المملكة العربية السعودية، والطبيعة المنخفضة الكثافة للحوادث الأمنية المبلغ عنها، في تقليل ما يسمى "علاوة المخاطر" المرتبطة تاريخيًا بدرجات النفط الخام المنتج في الشرق الأوسط.
وقال كبير المستشارين الجيوسياسي في بلاتس أناليتيكس، بول شيلدون، إن إحدى القضايا المبالغ فيها هي الارتباط بين أسعار النفط والاضطرابات، وبشكل أكثر تحديدًا الافتراض بأن انخفاض أسعار النفط يؤدي إلى اضطرابات في الإمدادات من كبار مصدري النفط.
وأضاف أن جميع هذه الحوادث زادت من التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، التي تمثل أكثر من 30% من إمدادات العالم من النفط الخام المنقولة بحرًا.
وتُعدّ تداعيات حوادث تعطل الإمدادات والتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط الأكثر وضوحًا في مؤشر بلاتس دبي الخام، المستخدم للتسعير أو التحوط من جميع صادرات النفط في المنطقة إلى آسيا.
وأظهرت بيانات بلاتس أن فارق السعر بين خاميْ برنت ودبي بلغ في المتوسط 1.56 دولارًا للبرميل من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب من هذا العام، مقارنة مع 1.13 دولارًا للبرميل في عام 2020.
تحول القدرة الفائضة
تُجدر الإشارة إلى أن تأثير الأسعار الناجم عن تعطل الإمدادات أو المخاطر الأمنية يتوقف على الإنتاج على مستوى السعة الاحتياطية المتاحة.
وقال كبير المستشارين الجيوسياسي في بلاتس أناليتيكس، بول شيلدون، إنه عندما يكون للسوق مخزون ضعيف، يمكن أن يزداد الطلب على المخزون أو ينخفض بسرعة، ما يخلق بيئة أسعار متقلبة.
وأضاف أن السعة الفائضة تبلغ حاليًا أكثر من ضعف متوسطها البالغ مليوني برميل يوميًا منذ عام 1990، كما أن مخزونات النفط التجارية جيدة.
وأكد أن دور أوبك في استقرار الأسواق من خلال السعة الاحتياطية المتاحة يتسم بأهمية كبيرة، فخلال فترات الاضطرابات الكبيرة في الإمدادات، تمتلك أوبك (أوبك+ حاليًا) الإنتاج الوحيد المتاح في العالم لتعويض الخسائر المفاجئة في أماكن أخرى.
وتقدِّر بلاتس أناليتيكس أن السعة الفائضة ستنخفض إلى 3.3 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية العام، مع ما يقرب من 90% من هذا في أيدي منتجي أوبك+ الأساسيين: المملكة العربية السعودية وروسيا والإمارات العربية المتحدة والكويت.
وقد تراوحت السعة الفائضة العالمية بين 7 و9 ملايين برميل يوميًا من مايو/أيار إلى ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، إذ شرعت أوبك+ في تخفيضات إنتاج ضخمة، إذ اهتزت أسواق النفط العالمية بسبب تفشي وباء كوفيد-19.
ووفقًا لبلاتس أناليتيكس، بلغت السعة الفائضة نحو 4.45 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب.
وتُعرّف بلاتس أناليتيكس السعة الفائضة على أنها خام يُحتفظ به طوعًا في وضع التعطل، ويمكن إعادته إلى الإنتاج في غضون 90 يومًا، باستثناء توقعاتها على المدى القريب للصخر الزيتي في الولايات المتحدة.
وبحسب بلاتس أناليتيكس، جرى تعطيل ما يعادل 4.12 مليون برميل يوميًا تقريبًا من النفط الخام مؤقتًا بسبب مزيج من الحوادث الأمنية مثل الهجمات والجغرافيا السياسية والظروف الجوية السيئة على مدى السنوات الـ5 الماضية.