توقف الرياح يقفز بأسعار الكهرباء في بريطانيا إلى مستويات قياسية
ودول أوروبية تعيد تشغيل محطات الفحم
دينا قدري
تفاقمت مشكلة العجز في إمدادات الكهرباء في أوروبا عامة وبريطانيا خاصة مع محاولة تخفيض الاعتماد على الوقود الأحفوري والطاقة النووية وزيادة استخدام الطاقة المتجددة.
ونتج عن ذلك وصول تكاليف الكهرباء بالجملة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الإثنين، بعد توقّف مفاجئ للرياح، نتج عنه انخفاض كبير في توليد الكهرباء من عنفات الرياح، وبعد ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية.
وتلافت بريطانيا انقطاع الكهرباء عن طريق دفع مبالغ قياسية لمحطة كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي لتشغيلها لمدة وجيزة.
وقال مدير شركة "إنابسيس" لاستشارات الطاقة، روب لالور، إن بريطانيا دفعت لـ 5 وحدات توليد كهرباء ما بين 3750-4950 جنيهًا إسترلينيًا (5188.9-6849.3 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، لتشغيلها والمساعدة في تحقيق التوازن في السوق.
ووصلت أسعار الكهرباء بالجملة في ألمانيا إلى أكثر من 90 يورو لكل ميغاواط/ساعة، أو ما يقرب من ضعف المستوى الذي بدأت به العام.
وتجاوزت بذلك الرقم القياسي السابق في صيف عام 2008، عندما كانت أسعار النفط تقترب من 150 دولارًا للبرميل، حسبما أفادت صحيفة "فايننشال تايمز".
كما أسهمت العودة إلى محطات الفحم بمنع انقطاع الكهرباء في بريطانيا.
شمل ذلك وحدات الفحم في محطة كهرباء دراكس في يوركشاير، ومحطة ويست بيرتون التابعة لشركة إي دي إف.
وتخطط المحطتان لإغلاق وحدات الفحم الخاصة بهما بالكامل بحلول سبتمبر/أيلول 2022، إلّا أنه في ضوء مايحصل حاليًا، علينا ألّا نستغرب العودة إلى هذه المحطات بشكل مؤقت، كما حدث اليوم.
تراجع إمدادات الغاز
ارتفعت أسعار الغاز في بريطانيا وأوروبا لتصل إلى 1.31 جنيهًا إسترلينيًا (1.18 دولارًا)، وهذا أربعة أضعاف السعر في الوقت نفسه من العام الماضي.
قال رئيس أسواق الطاقة والغاز في شركة الاستشارات "ريستاد إنرجي"، كارلوس توريس دياز، إن انخفاض إمدادات الغاز من روسيا هذا العام أدى إلى تراجع المخزونات بجميع أنحاء أوروبا، في حين دفعت المنافسة المتزايدة مع آسيا على شحنات الغاز الطبيعي المسال أيضًا إلى ارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن مستويات الغاز في التخزين الأوروبي "أقلّ بكثير من متوسط الـ5 سنوات"، محذرًا من نقص الإمدادات هذا الشتاء.
وقد أدى ذلك بدوره إلى ارتفاع أسعار الكهرباء بسبب الاعتماد المتزايد على الغاز في توليد الكهرباء، وكذلك في التدفئة والاستخدامات الصناعية.
توقّفت الرياح... فتوقّف توليد الكهرباء
توقّفت الرياح بشكل مفاجئ ومخالف للتوقعات، فانخفض إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، وهو ما أوضحه توريس دياز، قائلًا: "من الطبيعي أن نرى شكلًا من الموسمية في توليد الرياح، لكن هذا الصيف كان التوليد أقلّ من السنوات السابقة، كل ذلك مرتبط بالصيف الذي شهدناه في جميع أنحاء أوروبا، إذ كان الجو حارًا وجافًا وأقلّ هبوبًا للرياح".
وأضاف أن "الطلب على الكهرباء لم يكن مرتفعًا إلى هذا الحدّ في الشهرين الماضيين، لذلك ليس الطلب هو الذي يدفع الأسعار للارتفاع، إنه مزيج الوقود".
في بريطانيا، كانت الرياح توفر 4.9% فقط من توليد الكهرباء بعد ظهر يوم الإثنين، مقارنةً بمتوسط 18% خلال العام الماضي، وفقًا لبيانات من الشبكة الوطنية.
اقرأ أيضًا..
- بريطانيا تعيد تشغيل محطة كهرباء تعمل بالفحم مع توقف الرياح
- أسعار توليد الكهرباء تشهد ارتفاعًا قياسيًا في أوروبا
- ارتفاع أسعار الغاز المسال يدفع آسيا للاعتماد على زيت الوقود لتوليد الكهرباء