تحديث.. متظاهرون يستولون على غرفة التحكم بأكبر ميناء نفط في ليبيا
مع استمرار أزمة القيادة في هذا القطاع الحيوي
مي مجدي
في تطوير جديد لأزمة القيادة في قطاع النفط الليبي، أوقف المعتصمون في ميناء السدرة -المطالبين بإقالة رئيس مؤسسة النفط الليبية مصطفى صنع الله- شحن ناقلة نفطية بعد أن بدأت تحميل 400 ألف برميل من الخام.
وتهدد الموجة الجديدة من الاحتجاجات عبر موانئ البلاد، عرقلة أشهر من الاستقرار في إنتاج وصادرات ليبيا، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.
وقالت مصادر إن المتظاهرين منعوا ناقلة "سويز ماكس يانيس بي" من التحميل، وسيطروا على غرفة تحكم في محطة السدر، أكبر ميناء للنفط في ليبيا، والتي تعالج 300 ألف برميل من الخام يوميًا.
زيادة موجة الاحتجاجات
ازداد وضع قطاع النفط في ليبيا توترًا بعدما خرجت مظاهرات في محطتين رئيستن للنفط (شرق البلاد)، تطالب بإقالة رئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله، بعد تصاعد الخلاف -مؤخرًا- بينه وبين وزير النفط والغاز محمد عون.
وطالب المتظاهرون في ميناء السدر النفطي -الذي تبلغ طاقته التصديرية 300 ألف برميل يوميًا- وبدعم من حرس منشآت النفط المحلية، بإقالة صنع الله.
في حين أغلق شباب الخريجين في مرسى الحريقة -الذي تبلغ طاقته التصديرية 250 ألف برميل يوميًا- البوابة الرئيسة للميناء للمطالبة بفرص عمل.
احتجاجات ضد صنع الله
قالت مصادر مطلعة إن المظاهرات تسببت في تأجج الوضع، وتأخير تحميل شحنة تابعة لـ(سويز ماكس يانيس) منذ وصولها إلى الميناء قبل أيام قليلة، بحسب ما نقله موقع "إس آند بي غلوبال بلاتس".
ووفقًا لمذكرة صدرت -مؤخرًا- عن شركة ويسبرينج بيل لإدارة المخاطر، يمكن أن تُشعل عودة صنع الله الاحتجاجات في القطاع، وقد يؤدي ذلك إلى إغلاق المحطات في شرق البلاد.
ورغم ذلك، يلقى صنع الله -الحائز على جائزة بطل مكافحة الفساد في ليبيا المقدمة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن- دعمًا دوليًا، ومحليًا من عدد من القبائل، وذلك لعمله على حيادية المؤسسة طيلة مدة الانقسام السياسي، ولعب دورًا في تماسك قطاع النفط الليبي، ونال احترام المؤسسات الدولية وتقديرها، لنزاهته وشفافيته.
الهلال النفطي
التفى صنع الله، أمس الثلاثاء، بعدد من عمداء بلديات الهلال النفطي. وتناول الاجتماع الأوضاع في هذه البلديات والصعوبات التي تواجه سكان هذه المناطق وحالة البنى التحتية والمرافق الخدمية المختلفة.
وأكد رئيس مؤسسة النفط أهمية منطقة حوض سرت النفطي ومناطق الهلال النفطي وعلاقتها المميزة بالنشاط النفطي إذ تعتبر مدينة البريقة وإجدابيا والسدرة والزويتينة ومرادة ومناطق الواحات مركز انطلاق النشاط النفطي في ليبيا.
ودعا صنع الله ضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يلحق الضرر بعمليات قطاع النفط باعتباره المصدر الوحيد لقوت الليبيين وأن المحافظة عليه واجبا وطنيًا وأخلاقيًا.
أزمة القيادة في قطاع النفط
يأتي ذلك وسط الصراع المتزايد على قيادة قطاع النفط، بين عون وصنع الله، الذي يمكن أن يؤثّر على صادرات البلاد من الخام.
ويتولى مصطفى صنع الله مسؤولية المؤسسة الوطنية منذ 7 سنوات وحتى الآن، وعلى الرغم من النزاعات الأهلية المتعددة، ساعد المؤسسة في الحفاظ على جزء كبير من طاقتها الإنتاجية.
وقبل شهر مارس/آذار، تولت المؤسسة -بقيادة صنع الله- مجموعة واسعة من المهام، منها التنقيب والإنتاج وتمثيل البلاد في الاجتماعات الوزارية لمنظمة أوبك، وهي مهام عادة تخص وزارة النفط والغاز.
ولكن منذ أن كلّفت حكومة الوحدة الوطنية عون بوزارة النفط في مارس/آذار، توترت العلاقات مع صنع الله، واشتبك قطبا النفط حول السياسات الرئيسة في هذا القطاع، إذ أراد عون أن تركّز المؤسسة على الإنتاج لا السيطرة على تراخيص النفط والغاز في البلاد.
ووصلت الأمور لطريق مسدود بينهما عندما أصدر الوزير قرارًا بإقالة صنع الله، وتكليف جاد الله العوكلي بمهام رئيس المؤسسة، وإحالة صنع الله إلى التحقيق، في حين انتقده رئيس المؤسسة واتهمه بتأجيج الانقسامات في قطاع النفط.
واضطر رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة إلى التدخل لحل الأزمة، وفي 5 سبتمير/أيلول، قرر عدم إقالة صنع الله، مطالبًا بالحفاظ على استقرار القطاع خلال المدة المقبلة.
ولكن في اليوم التالي أصدرت وزارة النفط بيانًا قالت فيه إن اقتراحها بشأن تغيير مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، بما في ذلك إقالة صنع الله من منصب رئيس مجلس الإدارة، لا يزال ساريًا على الرغم من الصعويات التي تواجهه.
وتؤكد مصادر أن واشنطن تدعم بقاء صنع الله على رأس مؤسسة النفط، وهو ما قد يغير دفة الصراع لصالحه، ويمنع ما من شأنه زعزعة استقرار قطاع النفط لمصالح شخصية.
انتخابات ديسمبر
كان إنتاج الخام الليبي -مؤخرًا- عند 1.1-1.2 مليون برميل يوميًا، ويتوقع الكثيرون أن يشهد تقلبًا في المدة التي تسبق انتخابات الرئاسة والبرلمان، في ديسمبر/كانون الأول.
ويمكن أن يلقي الصراع بظلاله على قطاع النفط قبل الانتخابات، لا سيما أن إغلاق البنية التحتية هي وسيلة شائعة للأطراف المتنازعة في ليبيا لزيادة النفوذ وحرمان الخصوم من الإيرادات.
ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج النفط الخام 1.2 مليون برميل يوميًا حتى ديسمبر/كانون الأول، لكن قد تتدهور الظروف بسرعة قبل الانتخابات أو بعدها.
اقرأ أيضًا..
- صراع قيادات قطاع النفط في ليبيا يتفاقم (إنفوغرافيك)
- تصاعد أزمة قيادة قطاع النفط الليبي.. صنع الله يتهم الوزير بالتضليل ونشر الشائعات (فيديو)
- تأكيدًا لانفراد "الطاقة".. صنع الله يحسم صراع قيادة النفط الليبي لصالحه