إعصار آيدا والمغرب وأوبك+.. تعليقات "الطاقة" على أبرز الأحداث في أسبوع
تنوعت الأحداث التي شهدها قطاع الطاقة على مدار الأسبوع الماضي، ما بين الشرق والغرب، النفط والغاز، وأيضًا إعصار آيدا، واجتماع وزراء أوبك+.
أما ما حدث في الشرق؛ فما زالت تداعيات قرار الجزائر قطع العلاقات مع جارها المغرب تلقي بظلالها على بدائل الأخير للتعويض عن الغاز الجزائري قبل أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهو ما ظهر جليًا في تقرير أعدته "الطاقة" خصيصًا للبحث في خيارات المغرب في التعويض عن الغاز الجزائري.
وتزيد تحديات المغرب بعدما أعلنت الجزائر موعد وصول "ميدغاز" إلى إسبانيا بكامل قدراته التصديرية.
وفي الوقت الذي بدا فيه أن المغرب قد يلجأ إلى نيجيريا لتعويض الغاز الجزائري؛ أرسلت سوناطراك فريقًا إلى السودان لدراسة التعاون النفطي.
ليبيا
رغم أن ليبيا كانت ضمن حلول المغرب لاستيراد الغاز من حقل السلام؛ فإن أزمة القيادة ضربت قطاع النفط الليبي، ووصلت الأمور إلى إصدار وزير النفط والغاز الليبي قرارًا بإقالة مصطفى صنع الله من منصب رئيس مؤسسة النفط، وتكليف جاد الله العوكلي بمهام رئيس المؤسسة، وإحالة "صنع الله" إلى التحقيق.
غير أن صنع الله اتهم الوزير بالتضليل ونشر الشائعات، ودعاه إلى العدول عن تصريحاته وأفعاله "التي تهدد الاقتصاد الوطني الليبي"، ملمحًا إلى وجود غايات وأهداف غير المصلحة الوطنية، وراء هجوم عون على المؤسسة ورئيسها.
وبين هذا وذاك، كشفت مصادر ليبية في تصريحات إلى "الطاقة" عن استمرار عمل موانئ النفط في السدرة والزويتينة بشكل طبيعي، وذلك بعد أن أعلنت مجموعة أطلقت على نفسها سكان الهلال النفطي الليبي، مساء الجمعة الماضي، إيقاف التصدير لحين إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله.
ورغم أن ليبيا ليست بها أعاصير؛ فإنها تتوقع خلال الأيام المقبلة عودة إغلاق مرافئ نفطية، وذلك من بعض الجماعات المتطرفة المحسوبة على طرف من المتنازعين على أزمة القيادة.
إعصار آيدا
من الإعصار الليبي -المُصطنع من الداخل- إلى إعصار آيدا الذي عطل إنتاج 90% من النفط والغاز في خليج المكسيك، وأفادت أنباء بانفصال منصة مارس أوليمبس المملوكة لشركة شل، بسبب الإعصار.
ومن شدة إعصار آيدا.. غرقت لويزيانا الأميركية في الظلام، رغم أن آيدا وصل إلى ساحل لويزيانا كعاصفة من الفئة الرابعة، لكنه تراجع إلى الفئة الأولى بحلول صباح يوم الإثنين الماضي، وفق مكتب السلامة والأمن البيئي في الولايات المتحدة.
وأوقف إعصار آيدا كل الحفارات في خليج المكسيك؛ إذ أظهر التقرير الأسبوعي -الصادر عن شركة بيكر هيوز، يوم الجمعة الماضي- انخفاض حفارات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بمقدار 16 حفارة الأسبوع الماضي؛ منها 14 في خليج المكسيك بسبب إعصار آيدا؛ ليصل الإجمالي إلى 394 حفارة. وبهذا تراجعت الحفارات الأميركية للتنقيب عن النفط، للمرة الأولى في 5 أسابيع.
في الأثناء، تراجع بايدن عن وقف عقود إيجار التنقيب عن النفط والغاز، وفي خطوة وصفها كثير من المراقبين بأنها تراجع عن الوعود التي قطعها الرئيس الأميركي بحظر الوقود الأحفوري، في إطار خطته لتحقيق الحياد الكربوني، أعلن البيت الأبيض خططًا لإتاحة ملايين الأفدنة للتنقيب عن النفط والغاز.
كان بايدن قد أوقف عمليات تأجير الأراضي والمياه الفيدرالية لشركات النفط في مناطق جديدة، بغرض التنقيب عن النفط والغاز، ضمن خططه للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، بهدف خفض الانبعاثات من قطاع الطاقة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
السعودية وأوبك+
رغم التراجع الأميركي في خطة الحياد الكربوني؛ فإن السعودية أعلنت تأسيس أول منصة لتداول تعويضات الكربون في الشرق الأوسط.
وقال ولي العهد السعودي رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، الأمير محمد بن سلمان، إن الخطوة تأتي بوصفها جزءًا من دور المملكة الرائد في المنطقة لمواجهة تحديات تغيّر المناخ وتحفيز المؤسسات على تقليل انبعاثاتها الكربونية.
ومن دور السعودية في الحفاظ على المناخ، إلى دورها في أسواق النفط من خلال قيادتها لمجموعة أوبك+، التي قررت استمرار الزيادة التدريجية بإنتاج النفط في أكتوبر؛ ما يعني الاستمرار في زيادة الإمدادات الشهرية المخطط لها بمقدار 400 ألف برميل يوميًا، خلال أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
كانت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة للتحالف قد أوصت بالالتزام بخطة زيادة المعروض، ورأت عدم الحاجة إلى تعديل سياسة النفط الحالية، وذلك في الوقت الذي توقعت فيه فائضًا في سوق النفط خلال 2022.
تتوقع أوبك+ أن تُسجل سوق النفط فائضًا قدره 2.5 مليون برميل يوميًا العام المقبل، مع زيادة المجموعة لإنتاجها، فيما أوضحت اللجنة الفنية المشتركة للتحالف -في اجتماعها الـ54 عبر تقنية التواصل المرئي- أن السوق ستظل تعاني عجزًا قدره 900 ألف برميل يوميًا هذا العام.
وترى الكويت أن قرارات أوبك+ تدعم استقرار سوق النفط، فيما يرى نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أن أوبك+ أكملت هدفها.
ومن أهداف أوبك+ إلى أهداف الحكومة اللبنانية التي تسعى إلى الحصول على الغاز المصري، عبر إعادة تأهيل خط الغاز العربي، الذي يربط مصر بالأردن وسوريا والعراق؛ فهل تنجح تلك المساعي أم ستقف عند هذا الحد؟