هل يضغط إعصار آيدا على أسعار البنزين في الولايات المتحدة؟
الزيادة قد تصل لـ20 سنتًا
ترجمة وتحرير - أحمد عمار
- إعصار آيدا أدى لوقف قرابة 95% من إنتاج النفط والغاز في لويزيانا
- الضرر الناجم عن آيدا اقتصر على عدد قليل من مصافي النفط
- توقعات بحدوث تقلبات في أسعار البنزين بالولايات المتحدة
- رابطة السيارات الأميركية تتوقع زيادة 5 سنتات لغالون البنزين
- إعصار آيدا أعقب دعوة إدارة بايدن تحالف أوبك+ لزيادة الإنتاج
يواجه الأميركيون مخاوف من استمرار ارتفاع أسعار البنزين في البلاد، بعد إعصار آيدا الذي ضرب ولاية لويزيانا في الولايات المتحدة.
ويُصنف آيدا بأنه أحد أقوى الأعاصير التي ضربت الولاية بعد 16 عامًا من إعصار كاترينا، والذي تسبّب في كارثة إنسانية عام 2005 في نيو أورلينز، وهي أكبر مدن لويزيانا.
وتسبّب إعصار آيدا -عند مرحلة ما- في وقف قرابة 95% من إنتاج النفط والغاز في لويزيانا، وانهيار خطوط نقل الكهرباء، لكن وسط تداعيات الإعصار كافة، إلى أيّ مدى يمكن أن يؤثّر في أسعار البنزين داخل الولايات المتحدة؟
في الحقيقة، عند مقارنة الدمار الذي خلّفه آيدا وتأثيره في إمدادات البنزين وتكاليفه، قد يكون أخفّ وطأة مقارنة بالعواصف التي تعرضت لها المنطقة مثل "كاترينا" قبل نحو 16 عامًا وإعصار هارفي عام 2017، وفقًا لتحليل نشره موقع ماركت ووتش.
ونقل التحليل عن رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس لاستشارات صناعة الطاقة -ومقرّها هيوستن في تكساس- أندرو ليبو، قوله، إنه على عكس إعصاري كاترينا وهارفي، يبدو أن الضرر الناجم عن آيدا اقتصر على عدد قليل من مصافي النفط.
10 لـ20 سنتًا زيادة
رغم رؤيته بأن ضرر "آيدا" محدود مقارنة بإعصاري كاترينا وهارفي، توقع "ليبو" أن أسواق جنوب شرق ووسط المحيط الأطلسي قد تشهد زيادة تتراوح ما بين 5 إلى 10 سنتات في سعر غالون البنزين.
وبحسب بيانات الرابطة الأميركية للسيارات (AAA)، نجد أن أسعار البنزين في الولايات المتحدة ارتفعت بنحو 45 سنتًا في المتوسط خلال الأيام التي أعقبت إعصار كاترينا، فيما زادت 32 سنتًا في الأيام التي أعقبت إعصار هارفي.
وفي المقابل، هناك وجهة نظر مختلفة تتوقع أن يتحمل المواطنون التكلفة النهائية لإعصار إيدا في هيئة ارتفاع حادّ لأسعار البنزين، وفق ماركت ووتش.
ومن جهته، يرى كبير الاقتصاديين في وكالة موديز، مارك زاندي، أن هناك احتمال زيادة لأسعار البنزين ما بين 10 إلى 20 سنتًا للغالون الواحد، ولكنه في الوقت نفسه نبّه إلى أنه من السابق لأوانه معرفة ذلك.
ضرر محدود للمصافي
بحسب رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس، هناك 6 مصافي تكرير هي التي تأثّرت بإعصار إيدا تقع بالقرب من نيو أورلينز ونهر ميسيسيبي -أطول نهر في الولايات المتحدة- وتمثّل 9% من طاقة التكرير في البلاد فقط.
وأوضح أن المصافي التي تعرضت لأضرار بالغة بحاجة إلى شهرين قبل أن تعود إلى استئناف العمل.
وبحسب بيانات رابطة السيارات الأميركية -التي نقلها تحليل ماركت ووتش- يدفع المواطنون في الولايات المتحدة نحو 3.15 دولارًا في المتوسط مقابل غالون البنزين.
وارتفع سعر البنزين في ولاية لويزيانا بنحو سنتان يوم الإثنين الماضي، مقارنة بأسعار الجمعة السابقة له، ليسجل في المتوسط 2.83 دولارًا للغالون، وفقًا لبيانات (AAA).
ومن جانبها، توقعت المتحدثة باسم رابطة السيارات الأميركية، جانيت ماكجي، ارتفاع الأسعار ما بين 3 إلى 5 سنتات للغالون في أعقاب عاصفة آيدا.
وقالت، إنه من المتوقع بلا شك أن تشهد أسعار البنزين تقلبات خلال الأسبوع الجاري، قبل عطلة عيد العمّال، إذ ترى أن أيّ زيادة ستعتمد على الوقت الذي يستغرقه استنئناف عمل المصافي بشكل كامل.
إعصار آيدا ودعوة بايدن
جاء إعصار آيدا ومخاوف تأثيره في أسعار البنزين في الولايات المتحدة، بعد مدة قصيرة من دعوة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تحالف أوبك+ لزيادة الإنتاج.
وتأتي هذه الدعوة في محاولة لخفض أسعار البنزين المرتفعة التي تشهدها الولايات المتحدة مؤخرًا، مؤكدًا أن بقاء تكاليف البنزين مرتفعة يُخاطر بإلحاق الضرر بالتعافي العالمي الجاري.
وفي مطلع شهر أغسطس/آب الماضي، طلب البيت الأبيض من تحالف أوبك+ زيادة إنتاج النفط، في مسعى منه لخفض أسعار البنزين المرتفعة التي تشهدها البلاد مؤخرًا، مؤكدًا أن بقاء تكاليف البنزين مرتفعة يخاطر بإلحاق الضرر بالتعافي العالمي الجاري.
وكانت دعوة البيت الأبيض لأوبك+ قد واجهت موجة من ردود الفعل الرافضة والتي وصفها بعضهم بالنفاق؛ إذ جاءت بعد قيام إدارة بايدن في أول 100 يوم عمل بإلغاء خط أنابيب كيستون إكس إل، فيما انتقدها آخرون بشدة بالنظر لتوجيه المزيد من الدولارات الأميركية لدول أوبك+.
وفي ردّه على دعوة البيت الأبيض الشهر الماضي، أكد حاكم ولاية تكساس الأميركية، غريغ أبوت، بتغريدة في تويتر، أن "تكساس يمكنها القيام بذلك إذا كانت إدارة البيت الأبيض ستسمح لهم بالمشاركة، وهو ما سيؤدي لخفض سعر البنزين".
كما انتقدت وزيرة الطاقة في مقاطعة ألبرتا الكندية، سونيا سافاج، هذه الدعوة، واصفة إيّاها بأنها "تنمّ عن نفاق"، خاصةً بعد قيام الرئيس جو بايدن بإلغاء خط أنابيب كيستون إكس إل.
ورأت سافاج أن خط كيستون إكس إل كان من الممكن أن يوفر للأميركيين مصدرًا ثابتًا للطاقة من حليف وصديق موثوق به يلتزم بأعلى المعايير في العالم.
وجدير بالذكر أن خط أنابيب نفط كيستون إكس إل كان من المتوقع أن ينقل 830 ألف برميل يوميًا من خام ألبرتا النفطي، إلى معامل التكرير في خليج المكسيك.
اقرأ أيضًا..
- أسعار النفط ترتفع مع قرار أوبك+ واستمرار تعطل منصات أميركية
- إعصار آيدا.. ريستاد إنرجي تتوقع حدوث تقلبات بأسعار النفط
- إعصار آيدا.. أكثر من 20 ناقلة نفطية تتكدس في لويزيانا الأميركية
- إعصار آيدا يضرب قطاع الطاقة في لويزيانا.. واستمرار انقطاع الكهرباء