اليابان تخطط لبناء نفق بحري لتصريف مياه محطة فوكوشيما النووية
ووكالة الطاقة الذرية تنجز المراجعة الـ5 لخطة إيقاف المحطة
نوار صبح
- أحرزت اليابان تقدمًا كبيرًا في الانتقال من حالة الطوارئ إلى حالة مستقرة
- إيقاف تشغيل فوكوشيما دايتشي يُعدّ مهمة معقدة وفريدة من نوعها وتتطلب مهارات وخبرات
- لا يزال هناك العديد من التحديات التي يتعين مواجهتها وتتطلب البحث والتطوير التكنولوجي
كانت حادثة محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية، التابعة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) عام 2011، الذي نجم عن زلزال هائل بقوة 9 درجات على مقياس ريختر، تلاه تسونامي ضخم، أسوأ حالة طوارئ في محطة للطاقة النووية منذ حادثة تشيرنوبيل قبل ربع قرن.
وتسبّبت الحادثة في انصهار 3 مفاعلات في المحطة، وتسرّب مياه التبريد من أوعية الحاويات الأولية المتمزقة، ما أدّى إلى ضخ كميات المياه إلى المفاعلات بغرض تبريد الوقود الذائب المتبقي فيها.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (آي إيه إي إيه)، عبر موقعها، أن فريق خبرائها أكمل اليوم مراجعة خطط اليابان وأنشطتها لإيقاف تشغيل محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية، وجاء ذلك مع إعلان اليابان خطة لتصريف المياه المعالجة من المحطة.
خطة إيقاف تشغيل المحطة
أُجريت المراجعة بناء على طلب حكومة اليابان، واستكمالًا لعمل 4 بعثات سابقة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في التدقيق والمراجعة، منذ حادثة عام 2011، ما يسلّط الضوء على الإنجازات الكبيرة التي تحقّقت خلال العقد الماضي بالإضافة إلى التحديات الرئيسة المقبلة.
وجرى إجراء المراجعة الدولية الـ5 لخطة اليابان التفصيلية متوسطة وطويلة الأجل الهادفة إلى وقف تشغيل محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية، في المدة من 30 يونيو/حزيران إلى 27 أغسطس/آب.
وأفاد فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلَّف من 12 عضوًا، بأن اليابان قد أحرزت تقدمًا كبيرًا منذ وقوع الحادثة في الانتقال من حالة الطوارئ إلى حالة مستقرة، وإدارة الأنشطة اليومية في الموقع، وتقليل المخاطر على القوى العاملة والبيئة.
مهمة معقدة
قال قائد الفريق، مدير شعبة دورة الوقود النووي وتكنولوجيا النفايات بالوكالة، كريستوف زيري، إن إيقاف تشغيل فوكوشيما دايتشي يُعدّ مهمة معقدة وفريدة من نوعها وتتطلب مهارات وخبرات فنية كبيرة، بالإضافة إلى إدارة واسعة النطاق وخبرة في المشروع.
وأضاف أنه لا يزال هناك العديد من التحديات التي يتعيّن مواجهتها، وتتطلب البحث والتطوير التكنولوجي، والتركيز المستمر على تطبيق قواعد وتدابير للسلامة، وإجراء تقييم شامل للخيارات التقنية لإكمال خطة إيقاف التشغيل.
- خطة يابانية لتصريف مياه محطة فوكوشيما النووية في المحيط الهادئ
- أزمة الكهرباء في اليابان تستدعي ضرورة الاستعانة بالمحطات النووية
- وقف تشغيل محطة طاقة نووية على ساحل بحر اليابان
وفي وقت سابق من هذا الشهر، ناقش المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانوغروسي ووزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني هيروشي كاجياما، في فيينا، خطة التخلّص من المياه المعالجة ومهام بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراجعة مشروع وقف تشغيل المحطة.
تصريف المياه المعالَجة
في المقابل، أعلنت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) خططًا لبناء نفق تحت البحر، بطول نحو كيلومتر واحد، لتصريف المياه المعالجة المخزنة حاليًا في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية المتضررة، حسبما أورد موقع وورلد نيوكلير نيوز.
وسيطلق النفق المياه المعالجة بالتريتيوم في منطقة المحيط بعيدًا عن المحطة، التي لا تتمتع بحقوق الصيد.
وتُعالج المياه الملوثة في موقع فوكوشيما دايتشي، من خلال نظام المعالجة السائلة المتقدم (إيه إل بي إس)، الذي يزيل معظم التلوث الإشعاعي، باستثناء التريتيوم.
وتُخزّن المياه المعالجة حاليًا في خزانات، في الموقع، وتبلغ سعة الخزانات الإجمالية نحو 1.37 مليون متر مكعب، ومن المتوقع أن تمتلئ جميع الخزانات في صيف عام 2022.
ومن ناحيتها، أعلنت الحكومة اليابانية، في أبريل/نيسان الماضي، قرارها الرسمي بتصريف المياه المعالجة المخزنة في موقع فوكوشيما دايتشي في البحر.
وهدف القرار إلى تصريف المياه المعالجة بنظام المعالجة السائلة المتقدم، بشرط مراعاة الامتثال الكامل للقوانين واللوائح، وتنفيذ تدابير لتقليل الآثار السلبية على السمعة بشكل كامل.
وعلاوة على ذلك، تعتزم اليابان البدء في إطلاق المياه المعالجة في ربيع عام 2023، ويمكن أن تستمر العملية بأكملها لعقود.