التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازتقارير الهيدروجينرئيسيةطاقة متجددةغازهيدروجين

هل الحديث عن الهيدروجين بصفته مصدرًا للطاقة المتجددة مبالغ فيه؟

أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • غالبية الهيدروجين المُنتج حاليًا يطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون
  • سيناريو الهيدروجين المثالي هو الذي تنتجه مزارع الرياح والألواح الشمسية
  • كمية الهيدروجين الأزرق المنتجة حاليًا لا تتخطى نسبة الـ1%
  • المركبات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية تولد انبعاثات خلال الإنتاج
  • شركات الطاقة ستواجه أزمة كبرى حال التوقف عن استخدام مركبات الوقود الأحفوري

شهدت دورة الألعاب الأولمبية -التي استضافتها اليابان- استخدام الهيدروجين في تشغيل الحافلات وغيرها، الأمر الذي يسلّط الضوء على مدى خُضرة الهيدروجين بصفته أحد مصادر الطاقة المتجددة.

ومع ذلك، فإن غالبية الهيدروجين المُنتج في العالم حاليًا يتسبب بإطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، ما يكشف عن مشكلات استخدامه في الوقت الراهن، وفق تقرير نشرته مجلة فوربس، للمتخصص في شؤون السيارات الكهربائية جيمس موريس.

الهيدروجين الرمادي ضار بالبيئة

يُعدّ سيناريو الهيدروجين المثالي -بحسب التقرير- هو الذي تنتجه مزارع الرياح والألواح الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة، ويمكنها أن تعوض نقص الوقود الأحفوري، ولكنها ليست الطريقة التي يُنتج بها الغالبية العظمى من الهيدروجين حاليًا.

ووفقًا للتقرير، فإن نحو 95% من الهيدروجين المُنتج عالميًا من نسخة الرمادي -بما في ذلك المستخدم في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو-، والذي يُنتج عبر استخدام الغاز الطبيعي، والتي تُعدّ أرخص طريقة لتصنيعه رغم ما تخلّفه من ثاني أكسيد الكربون.

ومن شأن إنتاج كيلوغرام واحد من الهيدروجين الرمادي أن يتسبب في توليد 9.3 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون، وهو معدل أكبر عند حرق غالون من البنزين، والذي سيتسبب بإصدار 9.1 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون.

وبالنظر إلى طراز تويوتا ميراي -وهي سيارة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين- معيارًا، فإن كيلوغرامًا من الهيدروجين يمكن أن يقطع نحو 60 ميلًا، ما يعادل 97 غرامًا في ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر.

وتُعدّ الحسابات السابقة جيدة، لكنها ليست محايدة تمامًا للكربون؛ إذ تُصدر بقدر كمية الانبعاثات المنتجة من طراز تويوتا ياريس الهجينة.

الهيدروجين - الهيدروجين الرمادي - الهيدروجين الأزرق - الهيدروجين الأخضر

الهيدروجين الأزرق دون التوقعات

ماذا عن الهيدروجين الأزرق، والذي ينتج بالطريقة نفسها، لكنه يعتمد على تقنية التقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن هذه العملية وتخزينها تحت الأرض؟

يشير التقرير إلى أن هذه العملية ذات إشكالية ولا تزال غير مثبتة حتى الآن، كما إن كمية الهيدروجين الأزرق المنتجة في الوقت الحالي أقلّ من المتوقعات؛ إذ لا تتخطى نسبة الـ1%.

وعلى سبيل المثال، اعترفت شركة شيفرون الأميركية مؤخرًا بفشل منشآتها لاحتجاز الكربون وتخزينه -الموجودة في أستراليا- فبدلًا من تخزين 4 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، تمكّنت من تخزين 5 ملايين طن فقط في المجمل منذ بدء المشروع عام 2009 وحتى الآن.

ويشير التقرير إلى ضرورة التفكير في انبعاثات كل نوع من المركبات ومقدار غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن التصنيع أيضًا.

وليس هناك من ينكر أن المركبات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية تولد انبعاثات خلال الإنتاج أكثر من السيارات التقليدية، وخاصةً البطاريات، الأمر الذي دفع المصنّعين إلى البحث عن طرق لتقليل ذلك، بحسب التقرير.

وعلى الرغم من ذلك، تشير الأبحاث التي أجراها المجلس الدولي للنقل النظيف أن المركبات الكهربائية المبتكرة تنتج انبعاثات غازات دفيئة أقل بكثير من الاحتراق الداخلي.

وتوضح تلك الأبحاث أيضًا أن السيارات المزودة بمحرك احتراق داخلي، حتى لو كانت هجينة، لن تكون كافية لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للحدّ من غازات الاحتباس الحراري.

وبعبارة أخرى، فإن الشركات التي تروّج للسيارات الهجينة ذاتية الشحن عن السيارات الكهربائية بالكامل تهدد بكارثة بيئية، مثل التي تروّج للاحتراق التقليدي دون محركات هجينة، بحسب التقرير.

ولذلك تعدّ سيارات خلايا وقود الهيدروجين بمثابة حلّ يساعد على تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، ولكن تكلفتها تعدّ أبرز مشكلات انتشارها على نطاق واسع.

وتُعرف سيارات خلايا الوقود بأنها تقوم بتوليد الكهرباء من خلال مزيج بين الهيدروجين المضغوط والأوكسجين لتنتج الطاقة للازمة لتشغيل المحرك؛ إذ تُعدّ قادرة على تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بأكثر من 30%، نقلًا عن موقع شركة تويوتا للسيارات.

صراع شركات الطاقة

هناك صراع يدور بين شركات الطاقة، إذ ستواجه مؤسسات النفط والغاز التي لديها إمدادات وقود ضخمة، أزمة كبرى تتمثل في تراكم الإمدادات حال التوقف عن استخدام مركبات الوقود الأحفوري وعدم الاستثمار في البنية التحتية الكهربائية، وفقًا للتقرير.

وفي الواقع، فإن 95% من الهيدروجين الحالي يجري إنتاجه من الوقود الأحفوري، ما يعني أن اعتماده سيحافظ على الوضع الحالي لشركات النفط والغاز.

وخلص التقرير إلى أن العديد من الشركات التي تدفع نحو استخدام الهيدروجين لا تفعل ذلك لإنقاذ الكوكب، ولكن لحفظ نماذج أعمالها في وقت يشهد تحوّل العالم نحو التقنيات الصديقة للبيئة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق