استهلاك وقود الطائرات في أوروبا يتجاوز آسيا للمرة الأولى منذ 11 عامًا (تقرير)
مع معاناة قطاع الطيران
أحمد شوقي
ما يزال وقود الطائرات بعيدًا عن مستويات ما قبل الوباء، مع قيود السفر الجديدة المتعلقة بانتشار متغير دلتا في آسيا خصوصًا، عكس المشتقات النفطية الأخرى التي أوشكت على العودة لمستويات عام 2019.
وانخفض الطلب الآسيوي على وقود الطائرات إلى ما دون مستوى استهلاك أوروبا للمرة الأولى منذ يوليو/تموز 2010، بعد أن كان أعلى مستويات الاستهلاك الأوروبي بنحو 50% خلال يناير/كانون الثاني 2020، بحسب تقرير صادر حديثًا عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
الطلب على المشتقات النفطية
بالنظر إلى إجمالي استهلاك المشتقات النفطية، فإنه جرت استعادة الكثير من الاستهلاك المفقود جراء تداعيات كورونا، والبالغ 21 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان 2020، مع حقيقة انخفاض الطلب خلال يوليو/تموز الماضي بنحو 4.5 مليون برميل يوميًا عن مستوى ما قبل كورونا، بحسب التقرير.
وتتوقع ريستاد إنرجي، أن يبلغ الطلب على المشتقات النفطية خلال أغسطس/آب الجاري 4.4 مليون برميل يوميًا، لكنه قد يتأثر سلبًا بالنظر إلى قيود التنقل في الصين وأماكن أخرى.
وكان الطلب على البنزين والديزل -المستخدمين أساسًا وقودًا للطرق- في يوليو/تموز أقلّ بمقدار 1.6 مليون برميل يوميًا عما كان عليه قبل الوباء، مع توقعات أن يكون أدنى بنحو 1.5 مليون برميل يوميًا خلال الشهر الجاري، وفقًا للتقرير.
وأمام ذلك، من المتوقع أن يتلاشى تباطؤ الطلب نهاية العام، مع زيادة استهلاك المنتجات النفطية في ديسمبر/كانون الأول بأكثر قليلًا عن الشهر نفسه لعام 2019، ما لم تتزايد مخاطر تفشّي متغير دلتا، بحسب التقرير.
وقود الطائرات
على عكس وقود الطرق أو النقل البري، واجه وقود الطائرات صعوبات في الآونة الأخيرة، مع استمرار قيود الطيران الدولي؛ إذ كان في الشهر الماضي أقلّ بنحو 3 ملايين برميل يوميًا عن الشهر نفسه من 2019 عما كان عليه في يوليو 2019.
ومع المتوقع أن يكون استهلاك وقود الطائرات في أغسطس/آب أدنى بنحو 2.8 مليون برميل يوميًا عن مستويات ما قبل الوباء، لكنها قد ترتفع إلى 3 ملايين برميل يوميًا، إذا استمر التأخر في نشاط الطيران، حسب التقرير.
ووفقًا للتقرير،فإن الطلب على وقود الطائرات هذا العام، من المتوقع أن يكون أقلّ بنحو 2.7 مليون برميل يوميًا عن مستويات 2019.
وبحسب دراسة نشرها منتدى الطاقة الدولي، فإن الطلب العالمي على النفط قد يتعافى تمامًا بحلول عام 2023.
نشاط الطيران
تختلف مستويات نشاط صناعة الطيران بشكل كبير عبر مناطق مختلفة، وفقًا للتقرير.
وفي منتصف الشهر الجاري، أظهرت بيانات ريستاد إنرجي أن روسيا هي المنطقة الوحيدة التي تعافى فيها نشاط الطيران تمامًا مقارنة بالمدَّة نفسها من عام 2019، في حين سجّل أقلّ من 60% من مستويات ما قبل الوباء في أميركا الشمالية.
في المقابل، يُظهر نشاط الطيران في أوروبا تطورًا إيجابيًا حتى منتصف الشهر الجاري، مع ارتفاع عدد الرحلات الجوية إلى 57% من مستويات ما قبل الوباء.
وفي غضون ذلك، تعاني آسيا من أكبر صدمة في نشاط الطيران؛ إذ بلغ 45% فقط من مستوى ما قبل الوباء منتصف الشهر الجاري، بحسب التقرير.
ووفقًا لاتحاد النقل الجوي الدولي (أياتا)، من المتوقع أن يصل السفر الجوي في قارّة آسيا إلى مستويات ما قبل انتشار الوباء بحلول عام 2024.
الطلب الأوروبي يتجاوز الآسيوي
تسبّب هذا الخلل في نشاط الطيران بتجاوز استهلاك الوقود في أوروبا نظيره الآسيوي للمرة الأولى منذ عقد، رغم فروقات عدد السكان ورحلات الطيران بين القارّتين.
وبلغ الطلب الأوروبي على وقود الطائرات 1.04 مليون برميل يوميًا في منتصف أغسطس/آب، متجاوزًا بذلك الطلب الآسيوي الذي انخفض إلى مليون برميل يوميًا نتيجة للقيود الصينية الجديدة لمحاربة متغير دلتا، وفقًا للتقرير.
اقرأ أيضًا..
- مبيعات وقود الطائرات في أستراليا تتراجع لأدنى مستوى منذ 30 عامًا
- مصافي التكرير الآسيوية تعول على عودة الرحلات الجوية لانتعاش الأرباح