الهند تشتري أكثر من 9 ملايين برميل نفط أميركي
مدفوعة بهبوط الأسعار في الولايات المتحدة وزيادة الطلب المحلي
حياة حسين
اشترت الهند نحو 9 ملايين برميل نفط أميركي، تتسلّمها خلال 3 أشهر، بدءًا من أغسطس/آب الجاري، إضافة إلى كميات إضافية من السوق الفورية، حسبما أفاد مصدران مطّلعان لوكالة رويترز.
وكانت شركة نفط الهند "بهارات" -ثاني أكبر مصفاة تكرير مملوكة للدولة- قد أبرمت تلك التعاقدات المدة الماضية، مدفوعة بزيادة الطلب في السوق المحلية من ناحية، وبهبوط أسعار الخام الأميركي مقارنة بخام الخليج العربي من ناحية أخرى.
نشاط الواردات
تُمثّل 9 ملايين برميل التي تعاقدت عليها الهند أكثر من نصف الكمية التي اشترتها الشركة من الولايات المتحدة في المدة بين شهري يناير/كانون الثاني و يوليو/تموز الماضيين، بما يعادل 17 مليون برميل؛ ما يعكس نشاطًا كبيرًا لواردات نيودلهي من الخام الأميركي، وفق المصدرين.
وشهد الطلب على الوقود في السوق المحلية الهندية ارتفاعًا ملحوظًا، وصعد إلى أعلى مستوى منذ شهر أبريل/نيسان في يوليو/تموز الماضي؛ لتخفيف القيود الاقتصادية المتعلقة بوباء كورونا في معظم الولايات بالبلاد.
كما بلغت ذروة الطلب على الكهرباء في الهند رقمًا قياسيًا جديدًا، وصل إلى 200.5 ألف ميغاواط بزيادة 17.6% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي الذي سجّل 170.5 ألف ميغاواط.
وأشار تقرير لوزارة الكهرباء -الشهر الماضي- إلى أن متوسط الاستهلاك المسجل في 7 يوليو/تموز هو أعلى طلب خلال الشهر الماضي، وارتفع بنسبة 10.6% مقارنةً باليوم نفسه من العام الماضي، حسبما ذكر موقع إيكونوميك تايمز حينها.
علاقات متوترة
شهدت علاقات نيودلهي بدول أوبك توترًا في عهد وزير النفط الهندي السابق درامندرا برادان؛ بسبب سياسة خفض الإنتاج.
وقلّصت مصافي التكرير الحكومية الهندية مشترياتها من السعودية -أكبر دولة مصدّرة في وقت سابق من هذا العام- مع تدهور العلاقات بين البلدين؛ بسبب ارتفاع أسعار النفط.
ودخل درامندرا برادان، في مناوشات عديدة مع السعودية وكبار منتجي النفط، لرغبته في زيادة إنتاج تحالف أوبك+ وخفض أسعار الخام.
ومع ذلك، استأنفت المصافي عمليات الشراء العادية في يونيو/حزيران، بعدما مدّت السعودية ودول الشرق الأوسط الأخرى الأكسجين الطبي السائل والمساعدات الطبية لمساعدة الهند في مكافحة الموجة الثانية من فيروس كورونا، التي اجتاحت البلاد، وأدّت إلى تدهور شديد للوضع الصحي.
ورغم تهدئة وزير النفط الجديد من حدّة لهجته مع الدول المنتجة بقيادة السعودية، فإن اتجاه الهند إلى الخام الأميركي يشير إلى عدم تغيّر جوهر السياسة الهندية بهذا الشأن.
وفي 14 يوليو/تموز الماضي، قال وزير النفط الهندي الجديد، هارديب سينغ بوري، في عدّة تغريدات عبر تويتر، إنه يتطلع إلى التعاون مع الإمارات والدول الأخرى المنتجة للنفط الخام
يُذكر أن الهند تُعدّ ثالث أكبر مستورد ومستهلك للخام عالميًا.
أسعار أكثر جاذبية
باتت أسعار الخام الأميركي أكثر جاذبية للمستوردين الآسيويين، بعدما انعكست سياسة خفض الإنتاج التي تنفّذها منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" وحلفاؤها "المعروفة بأوبك+" على سوق الخام الخليجي.
وتشتري الهند -عادةً- خام غرب تكساس الوسيط، درجة الخام الخفيف الحلو المنتج في أعلى منطقة من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، والمُنتج في حوض بيرميان؛ بسبب جاذبية أسعاره.
وقد سجلت أسعار هذا الخام أقلّ مستوى في عام، مطلع أغسطس/آب الجاري.
ورغم قيام شركة تكرير نفط أخرى مملوكة للدولة، وهي "إنديان أويل كورب"، بالاستيراد من الخام الأميركي في السوق الفورية منذ أبريل/نيسان الماضي، فإنها ركّزت على سوق غرب أفريقيا لجلب الخام إلى نيودلهي، وفق تجّار، ومصادر قريبة الصلة من المسألة.
وكانت صادرات الخام الأميركي قد انخفضت في الأسابيع الأخيرة، بسبب الطلب المتقطع على الوقود في جميع أنحاء العالم.
هبوط الصادرات
هبط متوسط إجمالي صادرات الخام الأميركية لـ4 أسابيع إلى 2.4 مليون برميل يوميًا فقط في الأسبوع المنتهي في 6 أغسطس/آب، وهو أدنى مستوى منذ فبراير/شباط 2019، وفق إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ورغم ذلك، يتوقع محللون مواصلة نمو الصادرات الأميركية إلى دول آسيا. وقالت "جيه بي سي إنرجي": "نتوقع استمرار نمو واردات آسيا من الخام الأميركي في الأسابيع المقبلة".
اقرأ أيضًا..