جعلت الاكتشافات التي أعلنت عنها إكسون موبيل منذ عام 2015، غايانا بلدًا واعدًا للنفط، إذ بلغ الإنتاج عام 2019 فقط 9 مليارات برميل.
وحوّلت اكتشافات شركتي إكسون موبيل و"هيس كورب" غايانا من دولة صغيرة إلى أكثر المواقع المنشودة للتنقيب عن النفط، إذ تحاول الدولة تغيير سياستها من خلال زيادة عائدات النفط وتجديد شروط عقود الخام بجزء من اتفاقية جديدة لتقاسم الأرباح لمشروعات النفط والغاز المستقبلية، حسبما ذكرته رويترز، اليوم الأربعاء.
وخلال 2021، تخطط غايانا لإنشاء هيئة تنظيمية للطاقة، وستكشف هذا الشهر عن الفائز بعقد مدّته عام واحد لتسويق إنتاج النفط من مربع ستابروك غزير الإنتاج.
الخلاف مع إكسون
قال نائب رئيس غايانا بهارات جاغديو، على هامش مؤتمر التكنولوجيا البحرية في هيوستن، إن الاتفاقية الجديدة لتقاسم الأرباح ستكون أكثر صرامة من التي جرى التفاوض عليها مع تحالف إكسون موبيل، ومن المحتمل تسليمها في غضون 6 أشهر.
وأوضح أن الشروط الجديدة ستكون مختلفة عن تلك الموجودة في مربع ستابروك، متضمنة رسومًا أعلى وآليات خصم التكاليف من الاستثمار، مؤكدًا معالجة أوجه القصور في هذا العقد.
وكانت الحكومة على خلاف مع شركة إكسون موبيل بشأن حرق الغاز في مشروع ليزا، وهو أول مشروع ينتج النفط الخام في غايانا بعد الاكتشافات.
التوجه العالمي نحو الحياد الكربوني
تأتي خطوة غايانا نحو الاستثمار في النفط والغاز، على الرغم من التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة.
كانت وكالة الطاقة الدولية قد أشارت في تقرير سابق إلى أنه لن يكون هناك حاجة لمشروعات جديدة للوقود الأحفوري إذا أرادت الحكومات تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وأوضحت لجنة تابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي أن حرق الوقود الأحفوري يتسبب في ارتفاع درجة حرارة المناخ.
لكن وعد بهارات جاغديو بأن بلاده ستعمل على تطوير صناعة النفط من خلال وضع لوائح لعمليات آمنة ومنخفضة الكربون رغم الدعوات بعدم استخراجه من الأرض.
مشروع ليزا في غايانا
تستخرج إكسون موبيل النفط من ليزا 1 منذ عام 2019، وهو جزء من مشروع موسّع يمتد على أكثر من 6 ملايين فدان قبالة سواحل غايانا.
وبحلول عام 2015، تتوقع الشركة إنتاج 800 ألف برميل من النفط يوميًا، متجاوزة تقديرات الإنتاج من النفط والغاز الطبيعي في جنوب غرب حوض بيرميان الأميركي بمقدار 100 ألف برميل في ذلك العام، وبذلك ستُعَدّ غايانا أكبر مصدر لشركة إكسون لإنتاج الوقود الأحفوري.
مخاطر بيئية
يزعم الخبراء أن شركة إكسون موبيل تتجنب الرقابة بوجود حكومة غير مستعدة لتلك الصناعة الضخمة ومعاناة البلاد من الدخل المنخفض، والأسوأ من ذلك أنهم يعتقدون أيضًا أن خطط السلامة الخاصة بالشركة غير كافية.
ويمكن أن تتعرض مجتمعات السكات الأصليين التي تعتمد بشكل كبير على الصيد للانهيار في حالة حدوث تسريب ضخم.
ويشير نشطاء البيئة إلى أن إكسون موبيل لا يمكنها أيضًا التوفيق بين المشروع والتزاماتها للتصدي لتغيّر المناخ وتقليل انبعاثات الكربون، وأن عملياتها في غايانا ستتسبب في إنتاج أكثر من ملياري طن متري من ثاني أكسيد الكربون.
اقرأ أيضًا..
- غايانا تدرس ضمّ الطاقة لحقيبة الموارد الطبيعية.. وتطلّعات لتطوّر إنتاج النفط
- غايانا تعلن قائمة عطاءات مختصرة لتسويق 5 ملايين برميل نفط