خطط لتطوير الطاقة المتجددة في كوبا
الهدف إسهامها بإنتاج 24% من الكهرباء بحلول 2030
مي مجدي
خلال العقدين الماضيين، نجحت كوبا -بشكل ملحوظ- في تعزيز قطاع الطاقة والسير على خطى ثابتة في إطار سعيها نحو بيئة نظيفة، والوصول إلى هدفها المتمثل في توليد 24% من كهربائها من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وتسعى كوبا لتعزيز الطاقة المتجددة في محاولة للتصدي لنقص الطاقة والاعتلال الاقتصادي الواسع في البلاد، وفقًا لموقع "أرغوس ميديا".
وفي هذا السياق، تتجه الحكومة لإلغاء الرسوم الجمركية على معدّات ومكونات الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى السخانات، والمضخات الشمسية، وتوربينات الرياح الصغيرة، ومراجل إنتاج الغاز الحيوي، ومضخات الغاز الحيوي، والإضاءة الشمسية، وأنظمة تكييف الهواء بالطاقة الشمسية.
يأتي ذلك إلى جانب إضفاء الشرعية وتشجيع المشروعات الفردية والشركات الصغيرة، بعدما كانت وزارة التجارة الخارجية تسيطر على واردات المعدّات، وتدير منشآت الطاقة المملوكة للدولة "يو إن إي" تطوير المشاريع.
أهداف حكومة كوبا
ضمن خطة التنمية الاقتصادية لكوبا لعام 2030، تطمح البلاد لزيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 24%. ولتحقيق هذا الهدف، اقتُرِحت إضافة 755 ميغاواط من مزارع الطاقة الشمسية، و633 ميغاواط من طاقة الرياح، و57 ميغاواط لتوليد الطاقة الكهرومائية.
وتتزامن محاولة الحكومة لتسريع تطوير مصادر الطاقة المتجددة مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي، وانخفاض إنتاج الخام المحلي، بالإضافة إلى انخفاض إمدادات النفط المدعومة من الحليف السياسي "فنزويلا".
وتقول الحكومة، إنها أعطت الأولوية لبرنامجها الاقتصادي الوطني، وفي السنوات الـ5 الماضية شهدت مصادر الطاقة المتجددة استثمارات تجاوزت 500 مليون دولار.
وفي إطار ذلك، تمّ تركيب العديد من محطات الرياح والطاقة الشمسية الصغيرة في جميع أنحاء الجزيرة، من خلال مشاريع مشتركة مع مستثمرين أجانب.
الاستثمارات الأجنبية
مع ازدياد أهمية الكتلة الحيوية بصفتها مصدرًا للطاقة، يقوم مطوّرو الطاقة المتجددة في هافان إنرجي وشركة تسويق السكر "أزكوبا" التابعة للدولة، بتشغيل مصنع للكتلة الحيوية بقدرة 60 ميغاواط، لحرق تفل قصب السكر ومخلّفات قصب السكر، والرقاقات الخشبية.
كما تنفّذ الحكومة مصنعين متشابهين بقدرة إجمالية تبلغ 70 ميغاواط.
وستشهد منطقة مارييل التجارية والصناعية –على بعد 45 كيلو مترًا غرب هافانا- مزيدًا من التطور، إذ تؤسس شركة هيف البريطانية وشنغهاي إليكتريك غروب" مشروعًا للطاقة الشمسية بقدرة 50 ميغاواط.
ومنحت الهند كوبا 75 مليون دولار بشكل ائتمان مورّدين لتمويل تطوير العديد من محطات الطاقة الشمسية، بقدرة إجمالية تبلغ 75 ميغاواط.
أزمة اقتصادية
كوبا في خضم أزمة اقتصادية، وقد تضررت بشدّة من العقوبات الأميركية والقيود المفروضة بسبب فيروس كورونا.
وفي النصف الأول من هذا العام، تفاقم انقطاع التيار الكهربائي، وعانت البلاد من تعطّل المصانع ونقص الوقود، ووفقًا لبيانات حكومية، وصل توليد الكهرباء عام 2020 إلى 2.7 غيغاواط، بانخفاض 7.9% في 2019.
أمّا بالنسبة للسكر، الذي يُصَدَّر في الغالب، فهو مصدر رئيس آخر لكوبا، لكن حصاد هذا العام كان أسوأ بكثير مما كان متوقعًا.
وقالت أزكوبا -التي تحتكر السكر في كوبا-، إن النقص يرجع إلى عدّة عوامل، منها: نقص الوقود، وانهيار الآلات التي جعلت جمع المحصول أمرًا صعبًا، فضلًا عن العوامل الطبيعية مثل الرطوبة في الحقول.
ونتيجة لذلك، يجري استنفاذ احتياطي الحكومة من العملات الأجنبية؛ ما يعني أنها لا تستطيع شراء السلع المستوردة لسدّ النقص.
اقرأ أيضًا..
- كوبا تتوقع انخفاض إنتاج النفط لأدنى مستوى في 7 أعوام
- نقص السيولة الماليّة يدفع كوبا لزيادة انقطاعات الكهرباء