تراجع الطلب على البنزين في اليابان بسبب الأمطار والأعاصير
انخفض 10% خلال أغسطس
مي مجدي
شهدت اليابان أمطارًا وأعاصير غير مسبوقة أدّت إلى انخفاض الطلب على البنزين في أغسطس/آب، واتجاه الدولة إلى زيادة صادراتها في محاولة لتعويض تراكم المخزون المحلي.
وتسببت الأعاصير والعواصف الممطرة الغزيرة في تراجع الطلب على البنزين في اليابان بنسبة 10% على أساس سنوي، مع استمرار التراجع لشهر آخر، إذ تستعد البلاد إلى مدّ الإجراءات الاحترازية للحدّ من انتشار فيروس كورونا، حسبما أفاد موقع "إس آند غلوبال بلاتس".
وتراجع الطلب على البنزين بسبب عواصف الأمطار الغزيرة في منتصف شهر أغسطس/آب، وهو ذروة العطلة الصيفية في البلاد، بالإضافة إلى تزايد أعداد الإصابة بفيروس كورونا.
ووفقًا لبيانات وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة، شهد الطلب على البنزين لشهر أغسطس/آب حتى الآن انخفاضًا من 890580 برميلًا يوميًا، مقارنة بمبيعات البنزين في أغسطس/آب 2020، وهو أدنى مستوى منذ 1989.
تفاقم ميزان العرض والطلب
في 14 أغسطس/آب، عادت طاقة التكرير اليابانية التي تبلغ 3.458 مليون برميل يوميًا إلى العمل، بعد إعادة تشغيل شركة إينيوس -أكبر مصفاة نفط في اليابان والوحيدة لتقطير النفط الخام- بطاقة إنتاجية 136 ألف برميل يوميًا.
ومع انخفاض الطلب على البنزين في أغسطس/آب، بدأت اليابان بزيادة صادرات البنزين في محاولة لتعويض تراكم المخزون المحلي.
وقال مصدر مقيم في سنغافورة: "مصافي التكرير اليابانية تعمل بشكل كامل، ومع إقامة الألعاب الأولمبية واستمرار القيود، يتعين على المصافي المحلية سرعة البحث عن طريقة أخرى لمنع تراكم المخزون المحلي".
وأوضح المصدر أن انتعاش سوق البنزين الآسيوية الإقليمية في الوقت الحالي قد يحفز التجّار لتصدير الشحنات إلى الخارج.
وبحسب ما ذكرته بيانات "إس آند غلوبال بلاتس"، أُدرِج ما لا يقلّ عن 95 ألف طن من البنزين في النصف الأول من شهر أغسطس/آب للتصدير من الموانئ اليابانية، مقابل 70 ألف طن تمّ تصديرها في يوليو/تموز.
تحوّل التدفقات التجارية لمصلحة كوريا الجنوبية
لا تزال كوريا الجنوبية في أعلى القائمة للحصول على البنزين بفضل الشحن الأقلّ تكلفة؛ ما كان له أثر كبير بتراجع الطلب على البنزين في اليابان هذا الشهر.
وفي يوليو، أُدرِجَت 3 ناقلات متوسطة المدى على الأقلّ لنقل البنزين من كوريا الجنوبية إلى اليابان.
ولكن مع استمرار تراجع الطلب المحلي وإعادة تشغيل عدد من المصافي، لم تُدرَج أيّ شحنات بنزين بدءًا من 17 أغسطس.
وعوضًا عن ذلك، أُدرِج ما لا يقلّ عن 380 ألف طن متري من شحنات البنزين في كوريا الجنوبية، متجهة إلى سنغافورة ونيوزيلندا، وحتى أميركا الجنوبية، في خطوة غير مسبوقة.
حالة طوارئ
تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية في غرب اليابان؛ ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل، وطُلب من نحو 1.4 مليون ساكن مغادرة منازلهم على الفور.
ورفعت السلطات اليابانية حالة التأهب إلى أقصى مستوى، إذ أبلغت وكالة الأرصاد الجوية عن مستويات غير مسبوقة من الأمطار في المنطقة.
كما أدّت الأمطار الغزيرة، الشهر الماضي، إلى انهيار أرضي مدمّر في منتجع أتامي بوسط البلاد، أسفر عن مقتل 23 شخصًا.
التدابير اللازمة
في مواجهة الارتفاع الحادّ للإصابة بفيروس كورونا، قررت اليابان، اليوم الثلاثاء، توسيع إجراءات حالة الطوارئ في عدّة مدن، منها إبياكا وشيزوكا، بدءًا من 20 أغسطس.
ومع هذه التطورات الأخيرة، سيخضع ما يقرب من 56% من سكان اليابان لإجراءات الطوارئ، وستولي الدولة التدابير الأولوية لـ 28% من السكان.
اقرأ أيضًا..
- اليابان.. إستراتيجية جديدة لخفض حصة الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة
- واردات اليابان من الوقود تسجل أعلى مستوى خلال 20 عامًا