الصين تحاصر الصناعات كثيفة استهلاك الكهرباء لخفض الانبعاثات
10 مناطق فقط حققت أهداف خفض الاستهلاك
تكافح العديد من دول العالم، وفي مقدّمتها الصين، من أجل كبح جماح الانبعاثات، للوصول إلى الحياد الكربوني.
وتخطط الصين -أكبر مصدر للانبعاثات الكربونية في العالم- إلى كبح المشروعات التي تستخدم كميات كبيرة من الكهرباء وتنجم عنها انبعاثات كربونية عاليية، في الوقت الذي تكافح فيه البلاد للوفاء بتعهداتها بشأن المناخ، مع عدم تحقيق العديد من المناطق لأهدافها.
وتعهدت بكين بخفض كثافة الكهرباء بنحو 3% هذا العام، لتحقيق أهدافها المناخية، بعد أن أخطأت في هدفها المتمثل بخفض كثافة الكهرباء بنسبة 15% خلال المدة 2016-2020.
ويعتزم ثاني أكبر اقتصاد في العالم خفض انبعاثات الكربون إلى المستوى المطلوب بحلول عام 2030، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، ووضع قواعد أكثر صرامة للشركات والمقاطعات للمساعدة في تحقيق تلك الأهداف.
استهلاك الكهرباء
أكدت المتحدثة باسم اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، منغ وي، أن 9 مقاطعات ومناطق في الصين، بما في ذلك قوانغدونغ وقوانغشي ويوننان وجيانغسو، زادت استهلاكها من الكهرباء على أساس سنوي في النصف الأول من العام.
كانت الحكومة الصينية قد حذّرت حكومات المقاطعات والأقاليم من إهمال أهدافها المتعلقة باستهلاك الكهرباء والطاقة وكفاءتها لعام 2021، بعد أن أخفق ثلثاها في تحقيق بعض أهدافها على الأقلّ في الربع الأول.
وحققت 10 مناطق فقط من أصل 30 منطقة في الصين أهدافها لخفض استهلاك الكهرباء وكثافة الطاقة، أو كمية الكهرباء المستهلكة لكل وحدة من النمو الاقتصادي، في الأشهر الـ6 الأولى من هذا العام.
المؤشرات التي أعلنتها اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، أكدت تكرار نتيجة التقييم لأول 4 شهور من هذا العام، ما يشير إلى عدم وجود تحسّن ملحوظ بعد تحذيرات بكين السابقة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وقف المشروعات
قالت منغ، إن لجنة الدفاع الوطني توقّفت عن مراجعة المقترحات في عدد من المجالات للمشروعات الجديدة التي تستهلك الكثير من الكهرباء، والتي لا تحظى بدعم من الحكومة الوطنية لبقية العام، لمحاولة تحقيق الأهداف السنوية.
للوفاء بالتزام الصين بالمناخ، تسعى الصين إلى حثّ الحكومات المحلية على خفض استهلاك أكثر من 350 مشروعًا، وتعهدت بإزالة بتطبيق إجراءات حازمة مع المشروعات التي فشلت في تلبية متطلبات الحكومة.
وتُعدّ الصين مسؤولة عن نحو 28% من إجمالي الانبعاثات حول العالم، لكنّ نصيب الفرد من الانبعاثات أقلّ من نصف مثيله في دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وأستراليا وكندا.
في حين وافقت بعض المناطق على مشروعات عالية الاستهلاك للكهرباء بشكل غير قانوني، أشارت اللجنة إلى أن هناك صناعات وشركات أخرى وضعت أهدافًا طموحة للغاية، بينما قطعت بعض المؤسسات المالية خطوط الائتمان لمشروعات طاقة الفحم.
خطة الصين
قالت اللجنة، إنها تعمل مع الإدارات ذات الصلة لصياغة خطط العمل وضمان "عدم الانحراف" عن سياسة الحكومة المركزية.
وكانت الخطة الخمسية الصينية الـ14 والأهداف طويلة الأجل لعام 2035، التي أقرّها المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، قد حدّدت عزم بكين الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون بحلول 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وقال المكتب السياسي للصين الشهر الماضي، إنها ستواصل خططها لتحقيق الحياد الكربوني والوصول إلى ذروة الكربون بطريقة "منظمة"، وستصحح أيّ خفض للكربون على غرار الحملة من قبل الحكومات المحلية.
ويتوقع محللون أن تهدِّئ الصين بعض الخطوات الصارمة للحدّ من انبعاثات الكربون في الصناعات الثقيلة، في حين تحاول تحقيق التوازن بين أهدافها المناخية والاستقرار الاقتصادي.
اقرأ أيضًا..
- تحقيق أهداف الطاقة وخفض الانبعاثات يعطّل حياة الملايين في الصين
- تحوّل الطاقة.. كيف ترسم الصين طريقها نحو الحياد الكربوني؟
- الصين تعيد تشغيل مناجم الفحم مع زيادة الطلب على الكهرباء