التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

موجات الجفاف تضع العالم بين مطرقة الاحتباس الحراري وسندان توليد كهرباء كافية

بسببها.. الأرض تخسر أكبر مصدر للطاقة النظيفة

حياة حسين

زادت موجات الجفاف هذا العام إلى مستويات قياسية لم تحدث منذ عشرات السنين، وأثّرت سلبًا على توليد الطاقة الكهرومائية، واضطر البعض إلى اللجوء مجددًا إلى الوقود الأحفوري، ما وضع العالم وسط معادلة صعبة، طرفاها مطرقة زيادة غازات الاحتباس الحراري من ناحية، وسندان الحاجة إلى توفير كهرباء تلبي الاحتياجات من ناحية أخرى.

وفي وقت تسعى فيه دول العالم لاتخاذ خطوات جادة في سبيل تحول الطاقة والاعتماد على المصادر النظيفة، التي تُعدّ الطاقة الكهرومائية أكبرها، لعلاج التغير المناخي، باغتت عدة موجات جفاف الدول في العامين الماضي والجاري، في صورة تبدو كأنها تُعلن أنه فات الأوان.

موجات عادلة

وفق وكالة الطاقة الدولية، فإن الطاقة الكهرومائية تمثّل مصدرًا لنحو 16% من الكهرباء النظيفة، ما يعني أن موجات الجفاف التي خفضت منسوب المياه بشدة في عدد من أنهار العالم، تهدّد طموحات محاربة الاحترار العالمي.

ورغم سوء الوضع على المستوى العالمي، تبدو موجات الجفاف أكثر عدالة حتى الآن، إذ تهاجم الدول الصناعية الكبرى، التي أسهمت بالقسم الأكبر في تلوث المناخ، بصورة أكبر، وتزيد حدتها في أميركا -كبرى الدول الصناعية- والصين التي تحتل المرتبة الثانية، إضافة إلى البرازيل، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

ويتوقع العلماء وخبراء الطاقة أن يطول أمد موجات الجفاف، وأن يشهد العالم مزيدًا من الطقوس الشاذة والغريبة، التي تجعل توفير المياه أقل موثوقية بسبب تغير المناخ.

موجات الجفاف لم تكن كثيرة وحسب، لكنها كانت موزعة على مساحات كبيرة.

وعلى سبيل المثال عانى الغرب الأميركي، ودولة البرازيل، في حين لا تزال الصين تحاول التعافي من آثار جفاف العام الماضي، الذي أثّر بشدة على مقاطعة يوانان في الجنوب الغربي للبلاد.

الصين تبدأ

بدأت الصين مبكرًا تلقي ضربات موجات الجفاف، التي دفعت إلى خفض توليد الكهرباء في المقاطعة بنسبة 30% في الأشهر الـ5 الأولى من 2020، ولا تزال تعاني نقصًا بنسبة 10% منذ بداية العام الجاري، وفق بيانات رسمية.

وأجبر الجفاف مشروع الطاقة الكهرومائية في ولاية كاليفورنيا الأميركية، هذا الشهر، على التوقف عن العمل لأول مرة منذ تدشينه في عام 1967، بسبب انخفاض منسوب المياه.

يُذكر أن طاقة توليد هذا المشروع تصل إلى 750 ميغاواط، وفي السنوات التي يرتفع فيها منسوب المياه، يستطيع مشروع الطاقة الكهرومائية في الولاية توليد كهرباء تغطي احتياجات 500 ألف منزل أميركي.

وقال قائد فريق العمليات في الولاية، كاري فوكس، إن مشروع الطاقة الكهرومائية على بحيرة شاستا، الذي يُعدّ الأكبر في مشروع "سنترال فالي" في كاليفورنيا التابع للحكومة الفيدرالية، شهد هبوطًا في توليد الكهرباء بنسبة 30% هذا الصيف، ووصلت إلى 500 ميغاواط بدلًا من 710 ميغاواط في الأوقات العادية.

كما انخفض توليد الكهرباء في مشروع سد هوفر على نهر كولورادو -الواقع على الحدود بين ولايتي نيفادا وأريزونا- بنسبة 25% الشهر الماضي، وفق الوكالة الدولية للطاقة. وتبلغ طاقة توليد المشروع 2000 ميغاواط، وهي تكفي لاحتياجات 1000 منزل أميركي.

قرار الحاكم

دفع نزول الكهرباء المولدة من الطاقة الكهرومائية في كاليفورنيا، حاكم الولاية، غافن نيوسوم، إلى إصدار قرار في 30 يوليو/تموز الماضي، يسمح للمصانع باستخدام الوقود الأحفوري مثل الديزل، ما يعني زيادة غازات الدفيئة.

كما سمح القرار للسفن في الموانئ بتوليد الكهرباء من الديزل بدلًا من الحصول عليها من الشبكة، إضافة إلى إلغاء القيود على كميات وقود الغاز الطبيعي المستخدمة في التوليد.

وقُوبل القرار بانتقادات كثيرة لنشطاء حماية البيئة، متهمين حاكم الولاية بالعمل على زيادة وضع هواء الولاية سوءًا بضخ مزيد من الانبعاثات، في وقت تكافح فيه لعلاج التغير المناخي.

وقال مدير أبحاث الطاقة الكهرومائية في إدارة الطاقة الأميركية، تيم ويلتش، إن الإدارة تبحث عن وسائل لتخزين كميات أكبر من المياه خلال المدد المطيرة، للاعتماد عليها أوقات الجفاف.

وأوضح أن محطات الطاقة الكهرومائية في الولايات المتحدة قادرة على توليد نحو 80 غيغاواط، تمثّل نحو 7% من إجمالي الكهرباء المولدة في البلاد.

الأصعب في البرازيل

إن كان هذا الوضع في أميركا، فإن الحال في البرازيل أسوأ بكثير، بسبب مستوى اعتماديتها على الطاقة الكهرومائية التي تزيد على 60%، وتشهد هذا العام أسوأ موجة جفاف منذ 91 عاما.

ومن الطبيعي أن تبحث البلاد عن مصادر بديلة، لتلبية هذا النقص الشديد، وكان أولها الطاقة الحرارية، التي تحتاج إلى الغاز الطبيعي لتوليدها، ما يزيد من انبعاثات غازات الدفيئة، كما اضطرت الحكومة إلى رفع سعر تعرفة الكهرباء بنسبة 52%.

زيادة المياه

الطقس الغريب بسبب التغير المناخي ظهر هذا العام بكثرة في صورة موجات جفاف، لكنه كان في صورة فيضانات أذت دولًا أخرى مثل مالاوي، الدولة الأفريقية.

وخفّضت الفيضانات العام الماضي الكهرباء المولدة من محطتي طاقة كهرومائية في مالاوي من 350 ميغاواط إلى 50 ميغاواط فقط.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق