البنية التحتية للشبكة تهدد مستقبل السيارات الكهربائية بالمملكة المتحدة
هبة مصطفى
في الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات إلى استخدام السيارات الكهربائية أو الهجينة، في محاولة لخفض الانبعاثات ومكافحة التغير المناخي، أطلقت إحدى لجان برلمان المملكة المتحدة تحذيرًا من ضعف إمكانات البنية التحتية لشبكة الكهرباء، وعدم توافر ضمانات شحن السيارات الكهربائية، وضعف انتظام التيار.
تحذير برلماني
أطلقت لجنة النقل في برلمان وستمنستر جرس إنذار، حذرت به من انقطاع التيار في أحيان كثيرة، نتيجة عدم تغيير عدادات الشحن، وعدم تعزيز الشبكة الوطنية للكهرباء.
ولفتت إلى أن احتياجات شحن ملايين السيارات الكهربائية الجديدة ستؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي في البلاد.
وأشار التقرير -الذي نشرته صحيفة "فايننشيال ميل"- إلى أنه "يجب على الحكومة إقناع سائقي السيارات بشحن سياراتهم الكهربائية في أوقات خلاف وقت الذروة، بجانب ضخ مزيد من الاستثمارات في البنية التحتية لشبكات الكهرباء بالريف، حتى يتمكن السكان من الانضمام إلى الثورة الكهربائية".
تدعيم الشبكة
حدّد التقرير المشكلة في أن معظم مالكي السيارات الكهربائية يعيدون شحن بطاريات سياراتهم بين الخامسة والسابعة مساء، وهو وقت ذروة استهلاك الكهرباء، داعيًا إلى تنظيم عملية الشحن بالتبادل بين المواطنين طوال الليل، خاصة قبل دخول ملايين السيارات الكهربائية إلى الخدمة، ما يمكن أن يتسبب في كسر الشبكة في بعض أنحاء البلاد.
ودعا تقرير اللجنة إلى تحديد نقاط الضعف في الشبكة، وتحديثها على وجه السرعة.
وأضاف أنه يتعيّن على المملكة تحويل جميع تلك السيارات إلى سيارات عديمة الانبعاثات الكربونية.
وتأتي تلك الشكوك التي أثارها تقرير وزارة النقل في الوقت الذي تعتزم فيه المملكة المتحدة حظر مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2030، بمثابة أن المستقبل للسيارات الكهربائية.
ونشرت الحكومة مؤخرًا "الورقة الخضراء" -تقرير حكومي تجريبي، ووثيقة تشاور حول السياسات المقترحة والمناقشات- تسعى من خلالها للحصول على مقترحات حول كيفية تشجيع البيع المحلي وتصنيع السيارات الكهربائية.
وتطرح المملكة المتحدة حوافز ضريبية ونقدية سخية، لإقناع المستهلكين بالتبديل والانتقال إلى السيارات الكهربائية.
جنوب أفريقيا
يُشار إلى أن المملكة المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تواجه عقبات عملية أمام طموحاتها في مجال السيارات الكهربائية، فهناك تحديات مماثلة في جنوب أفريقيا.
لكن في الوقت ذاته، أوضح التقرير أن متطلبات تعزيز الشبكة في المملكة أكبر بكثير من جنوب أفريقيا، إذ حصلت، حتى نهاية مارس/آذار الماضي، ما يزيد على 30 مليون سيارة وحافلة تجارية على تراخيص السير على طرق المملكة، بينما يصل عددها في جنوب أفريقيا -بما في ذلك غير المرخصة- 12 مليون سيارة.
وطبقًا لوزارة النقل، سُجلت فقط 59 ألف سيارة جديدة منخفضة الانبعاثات، بما فيها السيارات الكهربائية، خلال الربع الأول من العام الحالي، وهو ما يمثّل 10% من نسبة تسجيل السيارات.
بينما باعت جنوب أفريقيا 92 سيارة كهربائية فقط، خلال عام 2020 بالكامل.
ضمان توفير الإمدادات
بدوره، أوضح رئيس اللجنة هوو ميريمان أنه إذا لم تكتسب الشبكة سعة أكبر، وعُززت قدراتها، وتغير سلوك المستهلك، فسيكون البديل انقطاع التيار الكهربائي.
وأضاف أن حكومة بلاده يجب أن تتجنّب تكرار أخطاء الماضي، بخصوص البنية التحتية لشبكة الهواتف المحمولة، التي نتج عنها عدم وصول الإشارة إلى الملايين من سكان الريف.
وأكد أن مناطق كثيرة من المملكة المتحدة تفتقر إلى مرافق شحن السيارات الكهربائية، ما يدفع الحكومة إلى التعلم من تجربة جنوب أفريقيا، بعدما فشلت "إسكوم" -هيئة مرفق الكهرباء الحكومية بجنوب أفريقيا- في ضمان إمدادات الكهرباء.
وأشار إلى أن تجربة المملكة المتحدة تؤكد أن التخطيط لمستقبل السيارات الكهربائية يجب أن يبدأ الأسبوع الماضي لا العام المقبل، مشيرًا إلى أن الحكومة يجب أن تعي الدرس، خاصة بعد ظهور تقرير تلو الآخر يشدد على تعزيز البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية.
وقال: "حان الوقت كي تضع الحكومة خريطة الطريق، لتقديم شبكة من الخدمات للجميع في جميع أنحاء المملكة المتحدة".
تشريع للسيارات منخفضة الانبعاثات
يأتي صدور تقرير لجنة النقل بالبرلمان بالتزامن مع العمل على إعداد تشريع تدريجي للوصول إلى تعميم استخدام السيارات الكهربائية فقط، ضمن إجراءات مكافحة المناخ.
ويسمح التشريع للمستهلكين بداية من 2030 بشراء فقط السيارات الكهربائية أو الهجينة التي تعمل بمحرك مزدوج يعمل بالبنزين والكهرباء، على أن تُمنع السيارات الهجينة بداية من عام 2035.
ويُعدّ التقرير بمثابة جرس تنبيه للرد على إصرار المملكة، التي تتطلع أن يُنظر إليها بوصفها دولة قيادية في مكافحة تغير المناخ، على أنه يمكن لشبكة الكهرباء لديها تحمل إعادة شحن الملايين من بطاريات السيارات يوميًا.
اقرأ أيضًا..
- المملكة المتحدة تتوقع 95% من توليد الكهرباء منخفض الكربون بحلول 2035
- رئيس مؤتمر المناخ: المملكة المتحدة تقود الثورة الصناعية الخضراء
- السيارات الكهربائية أقل تلويثًا من نظيراتها التقليدية (دراسة)