سرعة الرياح في وايومنغ الأميركية تشجع على استثمارات الطاقة المتجددة (تقرير)
تُقدر سرعة الرياح بـ70 ميلًا في الساعة
أحمد عمار
- خط كهرباء غرب الولايات المتحدة ينقل 20 ألف غيغاواط/ساعة من الطاقة المتجددة
- الخط الكهربائي الجديد بدائل مهمة لغرب الولايات المتحدة أمام تعرضها لبعض الظواهر الطبيعية
- تهب الرياح في سهول وايومنغ الجنوبية بسرعة 70 ميلًا في الساعة
- ولايات غرب الولايات المتحدة لديها اتصال محدود بالكهرباء
- المشروع أثار قلق أنصار حماية البيئة
مع اتجاه العديد من الدول إلى تطبيق سياسات مواجهة تغيّر المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض، تتجه بعض الشركات التي حققت ثروات طائلة من التنقيب عن النفط إلى توسيع استثماراتها في الطاقة المتجددة.
ومن بين العديد من الأسماء تبرز "أنشوتز كوربوريشن" (Anschutz Corporation) -إحدى شركات النفط الأميركية الخاصة- التي تستعد عبر شركتها التابعة ترانس ويست إكسبريس، لبناء خط كهرباء في غرب الولايات المتحدة بطول 732 ميلًا لنقل 20 ألف غيغاواط/ساعة من الطاقة المتجددة سنويًا.
وتعادل هذه الكمية من الطاقة المتجددة نحو ثلاثة أرباع الطاقة اللازمة لإمداد لوس أنجلوس بالكهرباء، وهو ما يمثّل أحد حلول مواجهة مشكلة نقل الكهرباء في الغرب الأمريكي، نقلًا عن صحيفة الغارديان البريطانية.
وسينقل خط ترانس ويست الكهرباء المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة -مثل الرياح- من جنوب ولاية وايومنغ إلى مركز توزيع بالقرب من لاس فيغاس التي يمكنها الاستفادة من الشبكة التي تغذّي ولايتي فينيكس ولوس أنجلوس.
وحصلت شركة ترانس ويست إكسبريس (TransWest Express) خلال يوليو/تموز الماضي، على جميع التصاريح اللازمة، للبدء في تنفيذ خط الكهرباء ذي الجهد العالي.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، تهبّ الرياح في سهول وايومنغ الجنوبية بسرعة 70 ميلًا في الساعة، ما يجعلها واحدة من أكثر الولايات الأميركية عرضة للرياح، إذ تتمتع ولاية وايومنغ بإمكانات هائلة للمساعدة في دعم الثروة الخضراء.
بدائل مهمة
تأتي خطوة ترانس ويست مع مواجهة الغرب الأميركي مشكلة أساسية في نقل الكهرباء منذ مدة طويلة.
ويُضاف إلى ذلك احتياج مزارع الرياح والطاقة الشمسية الوجود أغلب الأحيان في المناطق النائية المفصولة عن المدن المأهولة بالسكان، وهو ما يمثّل مشكلة أساسية لتلك الولايات، بسبب التضاريس الصعبة، بالإضافة إلى اللوائح الحكومية ورفض ملاك الأراضي مرور خطوط الكهرباء فوق أراضيهم.
وعلى الرغم من ذلك، يمثّل الخط الكهربائي الجديدة بدائل مهمة، في حين يساعد غرب الولايات المتحدة على الوفاء بالتزاماته الطموحة بشأن الطاقة المتجددة، وسط انخفاض الطاقة المنتجة من سد هوفر بمقدار الربع، نتيجة انخفاض منسوب المياه في نهر كولورادو الواقع عليه -النهر الرئيس لغرب الولايات المتحدة- وذلك جراء الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
كما واجهت هذه الولايات ارتفاعًا في حرائق الغابات خلال المدة من يونيو/حزيران حتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالإضافة إلى العواصف الشتوية التي تتسبّب في توقف عمليات الغاز الطبيعي، وهو ما يؤكد ضرورة إيجاد مصادر جديدة ومتنوعة لتجنب المزيد من انقطاع التيار الكهربائي.
ثروة أنشوتز
وفقًا للغارديان، تمكّنت أنشوتز -وهي أكبر شركة خاصة للنفط والغاز في حوض نهر البودر- من تحقيق أرباح قوية في القرن العشرين، بالتزامن مع ثورة النفط الصخري الأميركي والرواسب الغنية في النفط في ولاية وايومنغ.
وتؤكد أنشوتز أنها ترى إمكانات في مصادر الطاقة المتجددة، وبخاصة فيما يتعلق بفرصة التغلب على عقبات نقل الكهرباء.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مديرة الاتصالات في ترانس ويست إكسبريس، كارا شوكيت، قولها: "إنه لم يجر بناء هذا الطول من الخط الكهربائي منذ عقود"، وهو ما أرجعته الغارديان إلى التكلفة المرتفعة، لكن بمقدور الشركة توفير هذه الأموال المطلوبة، نتيجة لما جنته من مكاسب عبر استثمارات الوقود الأحفوري.
أكبر مزرعة رياح في أميركا الشمالية
وفقًا للتقرير، من المرجح أن تستفيد شركة أنشوتز كذلك من ربط طاقة الرياح المولدة في ولاية وايومنغ بالأسواق الأكبر، مع حقيقة أنها قد تصبح أكبر مزرعة رياح في أميركا الشمالية بمقاطعة كربون، وسط توقعات ببدء تشغيلها عام 2026.
وبحسب كارا شوكيت، أنفقت ترانس ويست عشرات الملايين من الدولارات، لتوفير تصاريح مد الخط عبر الأراضي العامة والخاصة في 14 مقاطعة و4 ولايات.
وأكد التقرير أن منطقة ولايات غرب الولايات المتحدة -البالغ حجمها نحو 1.8 مليون ميل مربع (أو 4.8 مليون كيلومتر مربع)- لديها اتصال محدود بالكهرباء، بالإضافة إلى تقادم البنية التحتية في هذه الولايات.
وأوضح مدير أسواق الطاقة الإقليمية في ويسترن ريسورسز، فيجاي ساتيال، أنه يوجد حاليًا نحو 136 ألف ميل فقط من شبكة نقل الكهرباء في تلك الولايات، حسب ما نقلته صحيفة الغارديان.
ويتضمن خط ترانس ويست إكسبريس نظامين، هما خط تيار مباشر لنقل الكهرباء عبر مسافات طولية، وخط تيار آخر يربط محطة يوتا مع جنوب ولاية نيفادا على أن يمتد في نهاية المطاف إلى ما أبعد من ذلك.
ومن المخطط أن يصل ارتفاع الأبراج الكهربائية للخط إلى 180 قدمًا، كما سيبلغ عرضه 250 قدمًا.
مخاوف حماة البيئة
رغم ما يمثله الخط الكهربائي الجديد من فرصة لولايات غرب الولايات المتحدة لمواجهة مشكلة نقل الكهرباء، فإن المشروع أثار قلق أنصار حماية البيئة بسبب تخوفهم من إلحاق خط ترانس ويست إكسبريس الضرر بالحياة البرية.
ويرى عالم البيئة للحياة البرية في جامعة وايومنغ، جيفري بيك -بحسب الغارديان- أن البنية التحتية للخط الكهربائي تُشكل مخاطر مباشرة وغير مباشرة على بعض أنواع الأعشاب والطيور.
ومن جانبها، اقترحت ترانس ويست طرقًا متعددة لمواجهة مخاوف أنصار حماة البيئة، وهذه الطرق هي التي دفعت مكتب إدارة الأراضي وجميع إدارات الموارد الطبيعية المحلية منح المشروع الضوء الأخضر.
وأشارت صحيفة الغارديان إلى أن إبطاء عملية التحول نحو الطاقة المتجددة في غرب الولايات المتحدة لا تأتي من قبل دعاة حماية البيئة فحسب، إذ كافحت طاقة الرياح ضد آخرين يرون أن التوربينات منظر غير لائق للعين، بالإضافة إلى استمرار آخرين الاستثمار في الفحم، وكذلك صناعة المعادن، ما أدّى إلى إبطاء التوسّع في الطاقة المتجددة في ولاية وايومنغ.
وفي النهاية، يشير التقرير إلى أن مشروع ترانس ويست إكسبريس الذي يهدف إلى نقل الطاقة الخضراء اقترح من قبل شركة نفط، ومن المقرر أن يمر عبر مناطق في غرب الولايات المتحدة كانت تعتمد تاريخيًا على استخراج الموارد.
اقرأ أيضًا..
- الشبكات الكهربائية المصغرة تدعم تحوّل الطاقة وتوفر الكهرباء
- مشروعات الطاقة الشمسية في نيفادا تهدد بانقراض السلاحف الصحراوية
- هدف أميركا لإنتاج 30 غيغاواط من الرياح البحرية "محلك سر"
- تحول الطاقة وتداعيات كورونا.. خيارات صعبة لدول الشرق الأوسط