التغير المناخيأخبار الكهرباءالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الكهرباءتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةكهرباءمنوعات

أوروبا وشرق آسيا والهند تحتضن أكثر محطات توليد الكهرباء تلويثًا

%5 من المحطات تطلق 73% من انبعاثات الطاقة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • أكثر 10 محطات كهرباء إصدارًا للانبعاثات تتجمّع في أوروبا والهند وشرق آسيا
  • أحد التحديات التي يواجهها نشطاء المناخ يتمثل في تحديد المتسبّبين بأزمة المناخ
  • أكثر المحطات تلويثًا غير موجودة في أميركا الجنوبية أو أفريقيا أو المحيط الهادئ
  • التحول من الفحم والنفط إلى الغاز الطبيعي يُعدّ بداية واعدة

أواخر الشهر الماضي، أشارت شركة الأبحاث وود ماكنزي إلى تحسُّن التوقعات قصيرة الأجل للفحم، وتدهور حادّ في الآفاق المستقبلية للطلب عليه بمحطات توليد الكهرباء على المدى الطويل، على ضوء وضع الأسواق الرئيسة خططًا لتحقيق الحياد الكربوني.

ونظرًا لأنها ترى أن توليد الكهرباء من الفحم يُعدّ أهم سبب منفرد لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وعدت مجموعة الدول الـ7، في الآونة الأخيرة، باتخاذ المزيد من الإجراءات لتسريع الاستغناء عن الفحم.

ووفقًا لدراسة جديدة نشرتها مجلة "إنفايرونمنتال رسيرتش لترز" العلمية الفصلية، تمثّل 5% من محطات توليد الكهرباء، على كوكب الأرض، 73% من انبعاثات قطاع الطاقة، حسبما نشره موقع "فايس"، قبل أيام.

منهجية الدراسة

حلّلت مجموعة من الباحثين في جامعة كولورادو بولدر، بيانات عام 2018 بشأن 29 ألف محطة لتوليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في 221 دولة، وتحديد مواقع أكبر المحطات المُطْلِقة للانبعاثات في العالم.

وحدّد الباحثون مواقع المحطات بحسب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون منها، وتوصلوا إلى أن أكثر 10 محطات كهرباء إصدارًا للانبعاثات تتجمّع في أوروبا والهند وشرق آسيا.

وتبيّن للباحثين أن جميع هذه المحطات تتميز بصفات مشتركة، على سبيل المثال: جميعها تقع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وتعمل بالفحم، وتتميز بعدم فعاليتها مقارنة بكمية الكهرباء التي تولّدها.

وقال المؤلف المشارك في البحث، أستاذ علم الاجتماع، زميل معهد الطاقة المتجددة والمستدامة في جامعة كولورادو بولدر، دون غرانت، إن أحد التحديات التي يواجهها نشطاء المناخ يتمثل في تحديد المتسببين في أزمة المناخ.

وأضاف غرانت أن الدراسة بدأت معالجة هذه المشكلة من خلال تحديد أكثر المحطات تلويثًا وإصدارًا للانبعاثات.

وبيّنت الدراسة أن المحطات التي تعمل بالفحم، وتتجمع على نطاق واسع في الولايات المتحدة (في النصف الشرقي من البلاد) وأوروبا والهند وشرق آسيا تسبّبت في أكبر قدر من ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي.

وأوضحت الدراسة أن أكثر المحطات تلويثًا وإصدارًا للانبعاثات غير موجودة في أمريكا الجنوبية أو أفريقيا أو المحيط الهادئ، المعروفة على نطاق واسع بأنها "الجنوب العالمي"، وهي منطقة يُفهم أنها تتحمّل العبء الأكبر من تداعيات تغيّر المناخ على الرغم من انبعاثاتها الضئيلة جدًا.

نتائج الدراسة

توقع الباحثون المشاركون في الدراسة أن الانبعاثات الناتجة عن توليد الكهرباء ستنخفض بنسبة 17 إلى 49%، في حال تحديث كفاءة هذه المحطات أو التعويض عن كفاءتها من خلال احتجاز الكربون أو إيقافها كلّيًا عن العمل.

ووجدوا أن التحول من الفحم والنفط إلى الغاز الطبيعي يُعدّ بداية واعدة، كما أكدوا أنهم يتبنّون مصادر الطاقة المتجددة، لكنهم قلقون من عدم استعداد بعض البلدان لاعتماد هذه الإستراتيجية.

في المقابل، لا يوافق العديد من دعاة حماية البيئة على أن الغاز الطبيعي يمثل بديلًا نظيفًا لأنواع الوقود الأحفوري الأخرى.

الفحم الهندي - توليد الكهرباء من الفحم- فورتوم الفنلندية
محطة كهرباء تعمل بالفحم - أرشيفية

وأشار الباحثون إلى أن جميع الدول وجميع محطات توليد الكهرباء بالفحم لا تتحمل القدر نفسه من المسؤولية عن ازدياد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لقطاع الطاقة العالمي بنسبة 53% في العقدين الماضيين.

وقالوا، إن 6 من بين أكثر 10 محطات توليد الكهرباء تلويثًا العالم توجد في شرق آسيا، بينما توجد اثنتان في الهند واثنتان في أوروبا، ونظرًا لكثافة انبعاثاتها، فإن كل ذلك يقزِّم إجمالي الانبعاثات بين نظرائها في المنطقة نفسها، حسبما نشره موقع "فايس".

محطة فحم "بلتشاتو"

تُعدّ قرية روجويك في بولندا موطن أكثر محطات توليد الكهرباء تلويثًا في العالم، حيث تحتضن محطة "بلتشاتو"، البالغة من العمر 27 عامًا، والمسؤولة عن نحو 20% من توليد الكهرباء في البلاد، وأطلقت 38 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في عام 2018.

وعلى الرغم من كونها أكبر محطة للطاقة الحرارية، ووجدت الدراسة أن قدرتها في أوروبا أقلّ من بعض نظيراتها ذات الانبعاثات المنخفضة في أجزاء أخرى من العالم.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة البولندية تخطط لإغلاق المحطة بحلول عام 2036، تلبية لدعوات إزالة الكربون من اقتصادها.

وتوصّل دون غرانت وزملاؤه إلى أن التلوث في محطة "بلتشاتو" لا ينبع من قلّة ناتجها فقط، بل من عدم كفاءتها، إذ تحتوي على أعلى كثافة، أو أعلى انبعاثات لكل وحدة، من بين أكبر مُصْدري الانبعاثات في العالم.

واستخدم الباحثون معامِلات جيني، وهي مقاييس تُستخدم عادة لقياس الدخل وعدم المساواة في الصحة، للتوصل إلى تحديد الفروق بين أعلى معدلات الانبعاث ومتوسط الانبعاثات لكل محطة في كل بلد.

ووجدوا أن نسبة الـ5% الأولى من المحطات الملوِّثة في الولايات المتحدة، كانت مسؤولة عمّا يقرُب من 80% من انبعاثات البلاد من توليد الكهرباء.

وقالوا، إن عددًا من البلدان الأخرى تُظهر أنماطًا مماثلة، بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا، والأهمّ من ذلك، أن جميع هذه الدول ستشهد انخفاضًا في الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 25 و 80% إذا تبنّت التحديث وإجراء التحولات في استخدام الوقود.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق