وثيقة جديدة بين مصر وروسيا بشأن محطة الضبعة النووية
وبدء تصنيع معدات المفاعلات داخل مصنع "تياج ماش"
وقعت مصر وروسيا، وثيقة جديدة اليوم الأحد، يتم بموجبها بدء تصنيع "مصيدة قلب المفاعل" لوحدتي الطاقة الأولى والثانية في محطة الضبعة الكهروذرية في مصر.
جاء ذلك في إطار الزيارة التي يُجريها وزير الكهرباء المصري محمد شاكر، إلى موسكو، لمتابعة عمليات تصنيع المعدات لأول محطة مصرية للطاقة النووية، داخل مصنع "تياج ماش" في مدينة سيزران (مقاطعة سمارا) الذي يعد أحد أكبر المرافق لصناعة الآلات في روسيا.
أول رد عملي
جاءت زيارة وزير الكهرباء المصري إلى روسيا، على رأس وفد رسمي، كأول رد عملي على شائعات وقف التعامل مع شركة روساتوم الحكومية الروسية في تنفيذ محطة الضبعة النووية، إثر خلافات سياسية بين القاهرة وموسكو.
وفي تصريحات خاصة إلى منصة "الطاقة" في 21 يوليو/تموز الُنصرم، نفى رئيس هيئة محطات الطاقة النووية المصرية، أمجد الوكيل، شائعات وقف التنفيذ بسبب ما تردد عن "موقف موسكو في أزمة سد النهضة وانحيازها إلى الجانب الإثيوبي".
وتفقد الوزير، ورش الإنتاج الرئيسة بالمصنع، وتعرف على كيفية تصنيع مختلف المعدات لمحطات طاقة نووية موجودة في الصين والهند وتركيا، وكذا عملية المعالجة الآلية لعناصر حاوية المفاعل النووي الخاصة بالمحطة النووية في بنغلاديش.
حاوية المفاعل هي جزء من أنظمة السلامة في المحطة عبارة عن غرفة محكمة الإغلاق مصممة لتوصيل وتحميل وتفريغ الوقود النووي والمعدات لمبنى المفاعل.
وقال محمد شاكر: إن "ما حدث اليوم يمثل تطورًا بارزًا حقًا، حصل نتيجة للعمل الدؤوب المشترك الذي قامت به فرق المشروع من الجانبين الروسي والمصري".
وتابع: "يجري تنفيذ مشروع محطة الطاقة النووية بدعم كامل من القيادة السياسية المصرية، ومن دواعي سرورنا أن الفريق المصري الروسي يحقق نتائج جيدة وأن ينجز بنجاح كل المهام الماثلة أمامه في إطار المشروع".
التفاهم بين مصر وروسيا
من جانبه، قال النائب الأول لرئيس مؤسسة روساتوم الحكومية الروسية للطاقة النووية، رئيس مجموعة "آتوم ستروي إكسبورت" الممثلة لقسم الهندسة في "روسآتوم" والمقاول الرئيسي المنفذ لمشروع الضبعة النووي ألكسندر لوكشين: "بداية أود التأكيد على أهمية هذا المشروع لشركة روساتوم خاصة وروسيا عامة".
وأضاف: "لا يمكن تنفيذ مشروعات ضخمة مثل إنشاء محطات طاقة نووية من دون التفاهم المتبادل الكامل بين فرق العميل والمقاول، ونحن ممتنون جدا للجانب المصري على مثل هذه الأجواء التي تشكلت بالفعل في المشروع".
وقال رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر أمجد الوكيل: "كنا مستعدين لرؤية التقنيات الحديثة المستخدمة في مواقع الإنتاج بروسيا، وهذا الأمر يعطينا الثقة في أن تعاوننا سيفضي إلى الوفاء بجميع الالتزامات التعاقدية حيث سيتم تصنيع جميع المعدات وتسليمها في الوقت المحدد بموجب الجدول الزمني للأعمال".
وسبق أن زار الوفد المصري محطة "روستوفسكايا" للطاقة النووية الواقعة في مدينة فولغودونسك (أقصى جنوب روسيا)، حيث تفقد غرفة التحكم المركزية التي يتم من خلالها توزيع الكهرباء المولدة في المحطة، وكذلك غرفة التحكم الخاصة بوحدة الطاقة رقم 4 وغرفة التوربينات بوحدة الطاقة رقم 4.
وتعمل في محطة "روساتوفسكايا" 4 مفاعلات تولد 4071 ميغاواط، وتعد أقوى مرفق لإنتاج الكهرباء في جنوب روسيا، توفر 75% من إجمالي الكهرباء في مقاطعة روستوف، و30% من الكهرباء المولدة في المنطقة الفيدرالية الجنوبية ومنطقة شمال القوقاز الفيدرالية الروسية.
مشروع بناء محطة الضبعة
يجري العمل على تنفيذ مشروع بناء محطة الطاقة النووية بمدينة الضبعة في محافظة مطروح (على ساحل البحر الأبيض المتوسط)، لتكون أول محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية في مصر.
وستتكون محطة الضبعة من 4 وحدات كهرباء بقدرة 1200 ميغاواط لكل منها، سيتم تجهيزها بمفاعل VVER-1200 من الجيل الثالث المطور (GEN3+) الذي يعتبر أحدث تقنية مصممة لمحطات الطاقة النووية، وتُطبق بنجاح في دولتين أخريين ما عدا مصر.
وتعمل في روسيا 4 وحدات كهرباء مجهزة بمفاعلات "الجيل الثالث+" بواقع اثنتين في محطة "لينينغراد" واثنتين أخريين في محطة "نوفوفورونيج".
أما خارج أراضي روسيا، فتعمل وحدة طاقة نووية واحدة من النوع ذاته في المحطة النووية البيلاروسية تم ربطها بشبكة الطاقة الموحدة للبلاد في نوفمبر 2020.
لقراءة المزيد..
-
مصر وروسيا.. محطة الضبعة علامة بارزة في العلاقات بين القاهرة وموسكو
-
محطة الضبعة.. التفاصيل الكاملة لتطورات أول مفاعل نووي مصري (ملف خاص)